Jump to Navigation


جواد بولس

في يوم البشارة

احتفل يوم الثلاثاء الماضي المسيحيّون الشرقيون بعيد البشارة. وكما في كل عام احتضنت الناصرة مراسم الاحتفال الرئيسي، فهي المدينة التي بشّر فيها ملاك الرب الطاهرة مريم بأنها ستحبل وتلد يسوع، الذي صلب من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا ومغفرة خطايانا.

الناصرة، إذًا وكما جاء بالكتب، كانت مهد البشارة الأولى، مدينة صغيرة تركها يوسف ومريم العذراء، ومضيا في رحلة طويلة، كانت بداياتها تشرّدا ومنفى وصارت نهاياتها أيقونات معلّقات على طريق الآلام، أحلامًا ووجعا، كما تشهد عليها أزقة القدس وحواريها.

قوتك لا قاتهم

قبل أربعة أعوام في ٢.١١/٤/٤، قتل جوليانو مير خميس في مدينة جنين. في حينه وبتأثير من الحادثة المروّعة كتبت مقالتي الأسبوعية بعنوان :" قوتك لا قاتهم". في هذه الذكرى الحزينة أعيد نشر المقالة ولم أغيّر فيها حرفًا.. ما قيل في حينه ما زال ينفع في هذه الأيام... فإلى روحك ...
-----------------------
"قوتك لا قاتهم
في ساعة مساء مشبعةٍ بروتين “قدسيّ” مُتعِب، غادرتُ منزلي متأبّيًا أن أبقى فريسة لما تعرضه شاشات الفضائيات العربية من مشاهد عمّا اصطلح على تسميته “ثورات الشعوب”.

بين يوم الأرض و"هاتكفا"

قبل مدة استضافتني الإعلامية سوزان نجار في برنامجها الأسبوعي "لمن يجرؤ" والمذاع من صوت راديو إسرائيل بالعربية.
وصلت إلى مبنى الإذاعة في حيفا واستقبلت من قبل طاقم العاملين هناك بحفاوة واحترام؛ عرفت بعض مستقبليّ من قبل، وتعرّفت إلى الآخرين مع فنجان قهوة وحديث عابر، كما يليق بهذه المقامات وما يفرضه سحر الكرمل وعروسه الأبدية.
بعدها انتقلت إلى استوديو متواضع، وفيه واجهت على مدار ساعة من الوقت أسئلة مضيفتي التي تناولت رزمةً من المحاور وتطرقت فيها إلى العديد من القضايا العامة الساخنة:السياسية والاجتماعية.

مَن كان بحاجة لاعتذار؟

لم تكن تصريحات بنيامين نتنياهو في يوم الانتخابات الإسرائيلية أبشع ما قيل في حق المواطنين العرب في إسرائيل، فمن يراجع معجم الأوصاف والمواقف التي أطلقها قادة هذه الدولة بحقّنا، نحن أبناء الأقلية العربية التي رفضت في العام ١٩٤٨ نداءات الهجرة إلى الشمال وبقيت صامدة في وطنها لتروي ما لا يعرفه الجهلة من حكايات الجرح الفلسطيني، يجدنا موصوفين تارةً بالثعابين النجسة التي يجب سحق رؤوسها والقضاء عليها، أو صراصير يجب خنقها في زجاجات سعى لتصنيعها خزّافو الخرافة كرفائيل ايتان (رفول)، الذي كقائد لأركان جيش اسرائيل صال في البلاد دهرًا وتجبّر إلى أن وجد غريقًا ذليلًا في بحر يافا.

وكفى بالتجربة واعظًا

لقد عكست نتائج الانتخابات الإسرائيلية، بشكل حقيقي وبارز، إرادة المواطنين الإسرائيليين: اليهود والعرب كذلك. وتثبت هذه النتائج، أن بنيامين نتنياهو هو أكثر قادة إسرائيل الحاليين فهمًا لمشاعر"شعبه"وبنيته السياسية، ودراية بكيف يضمن بقاء هذه الجموع داعمة له ولحزبه. إنّه الفائز الأكبر في هذه الانتخابات، التي حاول كثيرون أن يوهمونا أنّها ستفضي إلى الإطاحة بحكم الليكود وحلفائه من الأحزاب اليمينية المتشددة، لتدشّن حقبة جديدة يقودها حزب المعسكر الصهيوني برأسيه- بوجي هيرتسوغ وتسيبي ليفني.

للمشتركة، لا بديل

في الانتخابات العامة القريبة تقلّصت خيارات المواطنين العرب في إسرائيل، حتى باتت،لأمثالي، محصورة بخيارين اثنين فقط؛ فإمّا التصويت للقائمة المشتركة على الرغم ممّا أثارته، لدى البعض، وتثيره من إشكالات ومنغّصات، فإنها لمن لا يؤمن بتوفر شروط سياسية كافية تبرر موقف المقاطعة، تبقى الخيار الطبيعي الوحيد.

وإمّا عدم التصويت ومقاطعة الانتخابات، وهذا، برأيي، في الظروف السياسية السائدة، قرار يضر في مصلحة الجماهير العربية ويفرح أعداءها.

ليست لأنها مشتركة فقط...

أربعة أيام فرّقت بين حادثة الاعتداء الفاشيّ على النائبة حنين زعبي في المركز الأكاديمي في رمات غان، وبين المناظرة التلفزيونية التي شارك فيه المحامي أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، مع سبعة رؤساء قوائم آخرين وعرضتها القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية يوم 26.2 الماضي.

لأنها مشتركة...

أنهيت مرافعتي وخرجت مسرعًا من قاعة محكمة "عوفر" العسكرية.مجموعة من المباني الاسمنتية الجاهزة تتوسطها ساحة، أصغر من وسط رقّاصة خبيرة، تشكّل حيّزًا إليه يهرب المحامون لتفادي ثقل الرمادي الباهت، ورائحة الشقاء المنثورة في كل زاوية من زوايا تلك "البركسات".

مباشرةً، عند اقترابي من زملاء وقفوا في وسط تلك الساحة، يسألني أحدهم فيما إذا كنت سأصوّت في انتخابات الكنيست المقبلة؟ وقبل أن أجيبه يعلن، بحزم مُنجّم، أنه لن يصوّت للقائمة المشتركة لأنها تضم مرشّحًا يهوديًا لا يعجبه ولا يتوافق معه في مواقفه وآرائه.

حين يخاف عاموس عوز

لم أفاجأ ممّا قاله الأديب المعروف عاموس عوز في كلمته التي ألقاها في السابع عشر من هذا الشهر، أمام من حضر المؤتمر السنوي الذي يقيمه معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
كثيرون من قادة إسرائيل وحكّامها يصلّون أن لا تصل أقواله إلى قطاعات اسرائيلية شعبية واسعة، لما قد تسببه من حرج لهؤلاء القادة، أو لأنّها ستؤدي إلى تفتيح عيون أرمدها ساسة خططوا كي يبقوا "بصيرين" يتقدمون قطعانًا من العميان. 

ظلم في العدل العليا

ألتقط أنفاسي بصعوبة ظاهرة، فالمسافة من الشارع الخارجي إلى قاعات المحكمة العليا بعيدة على من لم يعد يحلم إلّا بأمسه، وصعبة على من ضربت السنين رئتيه وسد دخان الشباب بعض شعابها. أحد الحرّاس المكلّفين بتفتيش الوافدين إلى بناية الحجر الجميلة يرقّ لحالتي ويعرض علي كأس ماء وكرسيًّا، أطمئنه شاكرًا وأمضي إلى حيث تكون مصارع الأماني ومنابت الخيبة.

Pages

 

Subscribe to جواد بولس
.
x

حمّل تطبيق زمن برس مجاناً

Get it on Google Play