Jump to Navigation


جواد بولس

قائمة تفتش عن لغة

لم يعد التعاطي مع قضية إقامة القائمة العربية المشتركة ذا فائدة ومعنى، فالقائمة تشكّلت وقُدّمت أوراقها إلى لجنة الانتخابات الإسرائيلية، وأصبحت، لذلك، حقيقةً مؤكدةً وواقعًا.

بالمقابل، يبقى ما يستدرجه هذا الواقع من نقاشات حول مستقبل هذه القائمة، كما سيتشكّل في هذه الأسابيع، هاجسًا يشغل بال كثيرين وقضيّةً يعتبرها البعض مصيريّة بمستوييها، الشخصي، عند قلّة من الناس، والعام، لدى معظم المهتمين والمتابعين.

ومض أم شرار؟

وصف كثيرون تشكيل القائمة العربية المشتركة باللحظة التاريخية، وبنى عليها البعض آمالًا أكبر من أحلام مراهق.
لم أكن من مشجّعي هذا الخيار لأسباب أتيت على ذكرها في مقالات سابقة، وكنت أفضل أن تتنافس قائمتان كبيرتان على أصوات العرب واليهود الديمقراطيين، بعد ضمان تنسيق وطيد بين القائمتين يتعدى الاتفاق التقني حول فائض الأصوات الذي قد يثمر بزيادة الأعضاء المنتخبين عضوًا آخر.

حين تعشق العرب ظلالها

من كان يحسب أن ما جرى في الدورة الأخيرة لانتخابات السلطات المحلية والبلدية هو حدث عادي، طبيعي وعابر، أخفق في قراءة الواقع وعاش يناجي، واهمًا، مواضيه، ويرضع من أثداء أيام أجدبت، ستمضي وتتركه مهزومًا عند حافة التاريخ.   
أكملت نتائج الدورة الأخيرة ما كان قد بدا واضحًا في الدورات التي سبقتها؛ فالتأثير الفعليّ للأحزاب الوطنية التقدمية اضمحلّ، ولم يعد عاملًا ذا وزن حاسم في مجريات العملية الانتخابية، عصا الوطن تكسّرت، وأطلت برؤوسها "هيدرا": الحمولة والعائلة والطائفة والبلطجة.

حليفنا، أبراهم بورغ

إن انضمام أبراهام بورغ إلى عضوية الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يُسجّل، برأيي، لغاية الآن، كأهم حدث جرى بين العرب، في هذه الدورة الانتخابية، وإن كان البعض يصلي من أجل نسيانه أو يعمل على تهميشه أو يجتهد لتوظيفه في نظريات المؤامرة الدائمة، أو يلقيه محترفو حلقات الوهم حطبًا على حرائق المزايدة والتقريع الأجوف.

تصبحون على وحدة

إلى هذا الحين لم تصدر المحكمة العليا الإسرائيلية قرارها في القضية التي رفعتها جمعيتا "حقوق المواطن" و"عدالة"، للمطالبة بإلغاء قانون رفع نسبة الحسم لانتخابات الكنيست الإسرائيلية، وذلك لما يسببه هذا التغيير من مس خطير في حقوق المواطنين العرب الأساسية، وإفضائه، عمليًا، إلى حالة من اثنتين؛ فإمّا سقوط القوائم العربية الموجودة على الساحة لعدم قدرتها على اجتياز نسبة الحسم المطلوبة، وإما إجبار هذه القوائم، على الرغم من الاختلافات الجوهرية بينها، على التوحّد لضمان نجاحها، وذلك على حساب حرّية الناخب العربي الذي سيضطر للتصويت إلى هذه القائمة الموحّدة بدون أن يعطى حق الاختيار السليم وفقًا لمبادئه السيا

كل ماركت وأنتم بخير

في البيت حالة من فوضى كفوضى نهر؛ الأولاد الصغار يتصارعون كجراء تتعلّم  قواعد القتال والصيد من أجل البقاء، أصغرهم يقتحم الصالون، يبكي على مسدس أضاعه وقلمِ ليزر، ويتّهم قريبه بالجناية. من الغرف تخرج الفتيات كاملات الحسن والزينة، جميلات كما يليق بالقمر، أمهاتهن يدققن بآخر تفاصيل وجوههن، ويمررن، بخفة ساحرة، أيديهن على البطون والأوراك، ليتأكدن من أنوثة ما زالت دافقة رغم أنف الأربعين والخمسين. الرجال والشباب يتمنون لهن جولةً موفقة في سوق الميلاد، أو ما صار يعرف في بلادنا "بالكريسماس ماركت".

أسعفيني يا عين

بدأت نهاري مدمنًا على جرعة صبح، من رأسي تنسرب آخر كلمات أغنية  فيروزية رافقت حلمي الذي لم أتذكر إن كان جميلًا أم لا. لم أتحرّك بنشاط مَن شبع نومًا وراحةً، لبست قميصًا أبيض وبدلة بلون الفحم، ومن رقبتي تدلّت ربطة عنق سوداء بدا عليها التعب.
بلعتُ عددًا من حبّات الدواء التي منذ سنوات صارت كفيلة بترويض ضغطي وبصدِّ مخاطر شتى، تستضعف جندُها جذعي بعد أن "خَمْسَنَ" وزحف يرافقه الأبيض نحو الرشد، وبعضهم قال نحو الوقار.

مرسيل يوقظ الحنين في المغرب

كنت على وشك مغادرة غرفتي متّجهًا إلى غرفته، كي أصطحبه ونذهب معًا برفقة مضيفينا من "حركة الضمير المغربية"،  للقاء عشاء، سيكون عشاءنا الأخير في "مرّاكش"، التي زاحم حبنا لها المطرُ، ورنّخ شوارعها طيلة أيّام، فصارت إلى شقيقاتها الأندلسيات أقرب.

حكاية بسمة

الساعة الرابعة من صباح لم ينع فيه الديك ليل القدس الأسود. مطر ثقيل ينقر على جنبات البيت وكأن شرايين السماء تقطّعت.
من شباك بيتي أرى سيّارة التاكسي تنتظر كي تقلّني إلى المطار لأبدأ رحلتي إلى مرّاكش، المدينة التي تحرّشت بأحلامنا شبابًا، وملأت أفواهنا عسلًا والفضاء أماني.
زرت المغرب، في الماضي، مرّات عديدة؛ جئناه، من فلسطين، والسراب كان سيّدًا في مطارحنا، وفي حلوقنا تخثّر العلقم وتعطٌلت الأوتار.أنّى حططنا فيه، كأننا في حضن أمّ، وارف الحنان، وكلّما طرقنا بابًا غنى فلسطينُ حلمنا ومنتهى الجنان.

​رسالة إلى وائل كفوري

من القدس أكتب إليك.
أقف أمام زجاج غرفتي الذي يطل على سطوح مليئة بفوضى، وبطغيان الرمادي، في الأفق البعيد عمود من دخان أسود، أحدّق فيه فيرتسم وجه إيليا النبي وهو على مركبة من نار يطير والعدلَ إلى السماء. أسمع صوتًا يشبه صوت الرصاص، الشوارع أمامي خالية إلّا من بعض السيّارات المسرعة، وكأن جنًا يطارد سائقيها. النهار يرحل ليرتاح بعيدًا في حضن مدينة تحب الغناء والرقص والنبيذ، صراخ صافرات سيّارات الإسعاف يختلط بنعيق صافرات البوليس، دوائر حمراء تملأ الفضاء الفسيح وتمتزج بدوائر زرقاء، لوهلة يلتبس علي المشهد؛ هل هو يوم كرنفالك يا قدس؟

Pages

 

Subscribe to جواد بولس


.
x

حمّل تطبيق زمن برس مجاناً

Get it on Google Play