Jump to Navigation


جواد بولس

محمد بركة رئيس للمتابعة أم قائد للجماهير؟

هنالك شيء ما مفرح في انتخاب محمد بركة رئيسًا للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، وذلك بعد منافسة سياسية شارك فيها أربعة مرشحين يمثلون معظم القوى السياسية الناشطة بيننا، ولا أقصد، فقط، ذلك الفرح الشخصي بفوز صديق عريق جمعتني به، منذ أواسط السبعينيات، أحلام الفقراء التي كانت أشهى من فكاك أسير، وطريق سياسي كان يوصلنا دومًا إلى المرفأ الصحيح. فنحن من جيل عاش على أرصفة وطن، حين علمتنا كيف تكون اللذة في الخبز الحافي، وزوّدتنا بسعادة كانت تتنطنط حتى في جراحنا وعلى حافة شهقاتنا وهي ترتجف قبلنا، في الهواء العاري.

صرخة من فلسطين: ليسقط الاحتلال!

من غير المعقول أن تنجح مقالة أسبوعية واحدة بحصر كل الفوارق بين ما يجري من مواجهات في هذه الأيام على نقاط التماس الفلسطيني الإسرائيلي، وبين ما جرى في موجات الغضب الفلسطيني والمقاومة السابقة، والتي عرّفت، أحيانًا، بانتفاضات وأحيانًا بهبّات، وأخرى اكتفت بكونها مواجهات هنا وعمليات هناك!

ما بعد مظاهرة سخنين

قد تبدو للعديدين،لا سيّما لمن يعاني من ذاكرة ضعيفة، تداعيات الأحداث الدامية في الضفة الغربية والقدس المحتلّتين، سوابق لم تشهدها المنطقة في العقود الثلاثة الماضية، لا بما يقوم به الفلسطينيون في دفاعهم عن أنفسهم ولا ما ينفذه الاحتلال وأدواته من قتل وقمع بحقهم.

اندلاعة، كفى بأكتوبر واعظًا

وكأننا نستعيد تفاصيل مشهد من فصول التيه، وفلسطين ما زالت تستجير بأبنائها العاقلين ليخلّصوها من فُجر مغتصبي أرضها ومن جهل كان، عمليًا، سبب الضياع الأول وما زال أفظع ما يهدد مستقبلها ومجهض الفرج المأمول.

لا يمكن التكهّن بما ستفضي إليه التفاعلات الجارية في عدة مناطق من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وأعتقد أن أخطر ما في الأمر هو هذه الحقيقة، لاسيّما أن المحللين والمراقبين ما زالوا يفتشون عن تسمية تليق بما يحدث، وعن أباء تعلّق برقابهم المسؤولية عن نصر قد ينبلج أو فشل قد ينهمر، وعن الشهداء الساقطين على "دروب التبانة" البعيدة، وفي حقول من زنبق أسود تتمايل وتذكّر بليل فلسطين الطويل.

سعيد نفّاع وخيار القائد

من المرجّح أن يقوم النائب السابق المحامي سعيد نفاع، بتسليم نفسه لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في الأيام المقبلة، وذلك بعد أن تنتهي المحكمة العليا من النظر في الطلب المستعجل، الذي تقدم به طاقم الدفاع عنه، في محاولة أخيرة لإلغاء قرار ثلاثة من قضاة تلك المحكمة، حيث ثبّتوا فيه، مؤخرًا،الحكم الصادر عن المحكمة المركزية في الناصرة، وهو يقضي بحبس نفاع  لمدة عام، وكان من المفروض أن يبدأه في السادس من تشرين الثاني الجاري.

لا أعوّل على ما ستقرره المحكمة العليا، مع أنني أتشوّق لإحداثها مفاجأةً، قد تُبقي لي ولكثيرين ممن فقدوا مثلي ثقتهم بعدلها، فسحة من أمل حتى وإن كانت أصغر من خرت إبرة.

كي لا يقال، هنيئًا لك يا سجّان!

من الملاحظ أن الجدل الدائر حول قضية إضرابات الأسرى الفلسطينيين الفردية لم يستقطب اهتمامًا واسعًا، وبقي الحديث حوله محصورًا في بعض الحلقات الضيّقة التي تهتم بشؤون الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ولن أبالغ إذا قلت أن هذه المسألة لا تشغل حيّزًا وافيًا في حياة الأسرى أنفسهم، ولا تشكّل هاجسًا يعطّل عليهم رتابة يومهم أو انتظام شريط أحلامهم المعلّقة.

تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية مليء بحالات من الأسرى الذين خاضوا إضرابات طويلة عن الطعام وبعض هذه التجارب انتهى بسقوط شهداء كما في حالة الأسيرين راسم حلاوة وعلي الجعفري، اللذين استشهدا قبل أكثر من ثلاثة عقود.

لا يريدونها لأنها مدارس وطنية

لا أذكر أنني عانيت كما عانيت في اليومين الأخيرين. أتنفس أخبارًا سوداء ورملًا خبيثًا، يتسلّل إلى صدري المريض ويشلّه.
الأطباء يمنعوني من مغادرة بيتي، ويجزمون أن لمن خسر مثلي، مناعته وشباب رئتيه فليست له هوامش للمناورة ولا فسحة للتحدّي. بيتي حصني، وقلمي ملجأ عجزي.
بدأت أكتب مقالتي الأسبوعية، ومواقع الأخبار تنقل، برمادية طاغية، خبر فشل المفاوضات ما بين الأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية وممثلي الوزارات الإسرائيلية المختلفة، حيث جرت يوم الأربعاء، التاسع من أيلول، في القدس.

الموت مع الكل رحمة

بعيدًا عمّا سيفضي إليه التنازع القانوني بين الأستاذ المحامي عمران الخطيب ومن استخصمهم في المحكمة المركزية في حيفا من أعضاء في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، سيبقى هذا الملف علامة فارقة في حياة هذا الجسم، الذي بات كدرع لسلحفاة كهلة، هي للدرع والدرع لها.

محكمة التفتيش العليا

من المؤسف أن يُطوى قرار "محكمة العدل العليا الإسرائيلية" في قضية الأسير الفلسطيني محمد علان، ويُدس بين آلاف قرارتها وينسى، وهذا حتمًا مصيره، بعد حين؛ ومن المؤلم والمحبط أن يعتبر البعض هذا القرار نصرًا أو إنجازًا وهو من هذا وذاك براء. 

لن يقرأ الفلسطينيون ما كتبه ثلاثة قضاة، تذكّر سطور قرارهم الخمسون بأحاجي قضاة محاكم التفتيش التي صبغت تاريخ أوروبا بالأسود الحالك، ولن يهتم النحاة والفصحاء والفقهاء "بتحفة" عجز عن " تكتكتها" و"نمنمتها" حتى صاحب المقامات الحريرية ومن تتلمذوا، في عصرنا، في مدارس بدائع هذا الزمان وخدم السلطان.

سليم نخله، وداعًا

فكّر بغيرك..

أيتها الأخوات أيّها الإخوة

للمؤمنين حكمة العاجزين وحضنُ السماء بعيد، وللعاشقين ما قالته السنابل للشمس وحضنُ الأرض كفيل.

للناس قدّيسوهم ولي قديسٌ: سليم الفطرة، واسع القلب، شريف المنبت وسيم. عاشق، كما أوصت العاصفة، نبيل عفيف؛ يرق كلّما ديست نرجسة، ويبكي كلّما تاهت طفلة حرمتها الأيام حنينَها وحليبَ أم وصدرًا شفيقًا، ويثور إن ذل شيخ قست عليه الليالي وخانته بيادر العباد. صادق، وفيّ، وارف، شجاع، نقيّ ، بسيط عنيد صاخب هاديء زاهد نديم  جليس أبيّ وأديب.       

Pages

 

Subscribe to جواد بولس


.
x

حمّل تطبيق زمن برس مجاناً

Get it on Google Play