“تشيللو” مأخوذ عن رواية كاتبها "صهيوني" ومن أشد المدافعين عن إسرائيل

زمن برس، فلسطين: في محاولة لنفي تهمة السرقة الفكرية، وضع صنّاع مسلسل “تشيللو” في بدايته، اعترافاً باقتباسه من فيلم أجنبي، وهو فيلم “عرض غير لائق”، لكنّ هذا لا ينفي السرقة، لأنه من المستبعد شراؤهم الحقوق أو أخذ إذن لاستخدامها من مالكها الأصلي، وهو الروائي الصهيوني الشهير جاك انغلهارد، الذي لا يعرف أغلب متابعي المسلسل أن العمل مقتبس من روايته التي تحمل اسم الفيلم نفسه، المنتج عام 1993.

ووفق صحيفة (العربي الجديد) يعد جاك انغلهارد أحد أشهر المدافعين عن اسرائيل والمروجين للفكر الصهيوني عبر العالم من خلال مقالاته ومواقفه، كما له عمود يومي في جريدة عروتس شيفا الإسرائيلية، ويمكن لأي كان أن يتأكد عبر “غوغل” من حقيقة أفكاره ومواقفه. لكنّ مخرج عمل “تشيللو” ومنتجه ومقتبس السيناريو، لم يتكلّفوا عناء البحث عنه على ما يبدو، قبل أن ينقلوا فكرة روايته ويروجوا لها في العالم العربي.

لا يتوانى انغلهارد عن صبّ جهوده ضد القضية الفلسطينية، والهجوم على كل من يقف ضدّ مصالح إسرائيل، مثلما فعل مع المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ حينما شنّ عليه حرباً في الصحف، ووصفه بـ”الفأر” و”بعدو إسرائيل”، فقط لأن سبيلبرغ تعاطف مع الفلسطينيين، كما له مقال شهير بعنوان “الجندي اليهودي”، يتحدث فيه عن إعلان إسرائيل وعن عظمة اللحظة التاريخية التي عاشها مع والده حينها.

هذا الروائي، الذي ولد عام 1940 في فرنسا قبل أن ينتقل إلى أميركا، ليس مجرد كاتب يعتنق الديانة اليهودية، بل هو أحد حَمَلة لواء الترويج للسياسة الإسرائيلية، ومن المعيب جداً أن يتم سرقة فكرة مسلسل تشيللو من روايته، لأن العرب بذلك يؤكدون للعالم إفلاسهم الفكري والحضاري، لدرجة الاقتباس من أعدائهم، خاصة أن فكرة العمل منافية للمنطق العربي، حيث يقبل بطل العمل عرضاً يبيع فيه جسد زوجته مقابل مليون دولار لأحد الأثرياء. ويقوم بأدوار البطولة في المسلسل كل من تيّم حسن ويوسف الخال ونادين نجيم، وهو من إخراج سامر البرقاوي.

وفي حين تتواصل الحملات ضد مسلسل “حارة اليهود” الذي مدحته إسرائيل ثم هاجمته بعد ذلك، فإنه لم ينتبه أحد إلى خطر الترويج للصهاينة ولأفكار كاتب مثل جاك انغلهارد، ومنحه حق اتهام العرب بالسرقة واستخدام هذا ضدهم في مقالاته أمام العالم.

صنّاع “تشيللو” لا يعرفون أن كتابة عبارة “مقتبس من” لا تكفي، ويفترض بهم شراء حقوق الملكية الفكرية، ومعرفة مالك الفكرة قبل تصديرها للعالم العربي، بدل الاكتفاء بنسخها عن الفيلم من دون البحث عن صاحبه، ولو كلّفوا أنفسهم عناء البحث ولو قليلاً، لاكتشفوا أنهم جمعوا بين التطبيع الفنيّ والسرقة الأدبية في آن واحد.

حرره: 
م . ع