ما هو الخيار المتوفر لدى الاحتلال لاستعادة جنوده المحتجزين؟

زمن برس، فلسطين: أورد موقع "المجد الأمني" المقرب من كتائب عز الدين القسام تقريرا على موقعه الالكتروني، يشير إلى الخيارات المطروحة أمام حكومة الاحتلال من أجل استعادة الجنود المحتزين لدى القسام منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

أول هذه الخيارات هو شن حرب شاملة ضد غزة تكون أحد أهدافها عودة الأسرى الجنود على غرار ما حدث أواخر عام 2008 بعد عامين من أسر جلعاد شاليط شرق رفح، وسبقها حرب لبنان صيف 2006 لاستعادة أسراها من يد حزب الله الذين تبين بعد ذلك أنهم فارقوا الحياة.

لكن شن حرب على قطاع غزة في الوقت الراهن يستبعده الكثير من المراقبين، رغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تركّز على تعاظم قوة حماس وعلى تجاربها الصاروخية على الأرض وتشي بوجود تفكير لدى الاحتلال في عدوان جديد على القطاع.

لكن ما يقلص فرص الحرب-كما يقول صالح النعامي المتابع للشأن الإسرائيلي-أن دوائر صنع القرار السياسي ومحافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب تعي تماما، أن حركة حماس غير معنية بأي مواجهة مع تل أبيب، وأن في مقدمة أولويات الحركة حاليا الحرص على ضمان توفير الظروف التي تقلص من تأثير الحصار المفروض على القطاع، والاحتلال موقن تماما أن الحرب لن تكون نزهة، وبالتالي يبقى هذا الخيار مستبعدا حاليا.

وذكر الموقع أن الخيار الثاني المطروح هو هجوم خاطف ومركّز يعتمد على معلومات استخبارية تنفذه القوات الإسرائيلية الخاصة على مكان احتجاز الجنود الأسرى ويكون انتصارا استراتيجيا للاحتلال، مثلما تعاملت مع قضية نخشون فاكسمان عام 1994 وانتهت بمقتله واستشهاد المجموعة الآسرة، إلا أن هذا الخيار أصبح قديما، وهو لا يضمن عودتهم أحياء.

كما أن الاحتلال لم يعد لديه بنك معلومات في غزة كما السابق، بسبب زيادة الوعي لدى المواطنين واضمحلال ظاهرة العمالة.

وأضاف الموقع أنه لم يبقَ أمام السياسيين والعسكريين الإسرائيليين إلا الخيار الأوفر حظًا وهو صفقة تبادل، فقد كُثر الحديث في الآونة الأخير عن قرب التوصل إلى اتفاق يقضي بموجبه تبادلا للأسرى بين المقاومة والاحتلال برعايات دولية متعددة كما جرى في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 التي أفرجت عن 1000 أسير فلسطيني مقابل شاليط، إلا أن أحدا لم يؤكد الأمر والتزم الطرفان الصمت.

وكانت مصادر عبرية قد ذكرت أنّ مسؤولين أمنيين مقربين من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أجروا اتصالات مع وسطاء ألمان وأوروبيين آخرين، قبل عدة أشهر، عشية خروج عائلة الجندي الأسير شاؤول في تظاهرة للمطالبة باستعادته، للتوسط في عملية تبادل، رغم عدم اعتراف الاحتلال رسميا بأسراها في غزة وإعلان أنهم فارقوا الحياة.

وما يزيد من احتمال الخيار الأخير- وفق المتابعين- أن نتنياهو قد بدأ فترته الانتخابية بصفقة شاليط وربما قد ينهي الفترة بصفقة أخرى، خاصة وأن الضغوط ستزداد عليه في الفترات المقبلة من المعارضة تارة، ومن عائلات الجنود المأسورين تارة أخرى حتى وإن لم يظهر في العلن.

وأشار الموقع إلى أنه في الوقت الحالي يبدو أن القيادات الإسرائيلية لا تود فتح الموضوع أو إثارته إعلاميا عبر التصريحات لعدم إثارة الرأي العام ضدها.

حرره: 
د.ز