أزمة الجامعة الإسلامية... إلى أين؟!

أزمة الجامعة الإسلامية... إلى أين؟!

غزة - سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: مع اليوم الأول لإغلاق أبواب الجامعة الإسلامية في قطاع غزة تنفيذًا للإضراب المفتوح الذي أقرّه مجلس الأمناء، بات الخطر يتهدد المستقبل التعليمي لنحو 20 ألف طالب وطالبة.

وتعتبر الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الجامعة الإسلامية أحد أهم أسباب الإغلاق، الأمر الذي من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى إمكانية أن يخسر المئات من العاملين الأكاديميين والإداريين في الجامعة مصدر رزقهم.

رئيس مجلس الأمناء نصر الدين المزيني، أكد أن الجامعة لن يتم فتحها مجددًا لحين إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة التي أثرت بشكل كبير على رواتب الموظفين، منوّها إلى أن الخلاف القائم بينهم وبين الإدارة لم يُحل بعد.

وأوضح المزيني أن الإغلاق "حالة طبيعية في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها الجامعة، ويحصل مع كافة الجامعات في دول العالم إذا ما واجهت نفس المشكلة"، مشددًا على ضرورة حماية حقوق العاملين كاملة.

وأشار مدير العلاقات العامة والإعلام في الجامعة مشير عامر لوجود  نقاشات سابقة حول آلية الخروج من الأزمة المالية وتجنيب الجامعة أي إضراب، إلا أن مجلس الأمناء وإدارة الجامعة تمسّكوا بآرائهم، الأمر الذي دفع باتجاه الإغلاق المفتوح.

وبيّن عامر في حديثه لـ "زمن برس" أن نقابة العاملين في الجامعة التي قادت الحراك، لم تتوصل مع الإدارة لاتفاق يرضي العاملين، ووصلت الأمور إلى مرحلة الحسم بين النقابة والإدارة، وهو ما ساهم في الإعلان عن إغلاق الجامعة لحين إيجاد حلول مُرضية وتتوافق مع الظروف المالية للجامعة.

وتوقعت مصادر مقرّبة من مجلس أمناء الجامعة لـ "زمن برس" أن حل الأزمة سيكون قريبًا، ولن يتعدى ثلاثة أسابيع أو شهر على أبعد تقدير، علمًا أن الدوام الرسمي للفصل الدراسي الثاني من المفترض أن يبدأ في الأسبوع الأول من شهر شباط المقبل.

وقالت المصادر إن الأزمة المالية ليست وليدة اللحظة، ولكنها نتيجة تراكمات بدأت بالتحديد بعد تجميد وزارة التعليم العالي لمخصصات الجامعة كنظيراتها من الجامعات الفلسطينية في غزة كجامعتيّ الأقصى والأزهر، بعد أحداث الانقسام، مرورًا بتوقف الدعم والتمويل المالي الذي تتلقاه الجامعة من دولٍ إسلامية.

وتعتبر الأزمة المالية الحالية التي تمر بها الجامعة، الأشدّ منذ تأسيسها، وأعلن مجلس الأمناء في بيان صحفي عبر موقعها الإلكتروني: "حفاظًا على مصلحة الجامعة، واستنادًا للصلاحيات المخوّلة لمجلس الأمناء وإدارة الجامعة، تعلن الجامعة الإسلامية عن إغلاق الجامعة وتعليق العمل الأكاديمي والإداري اعتباراً من صباح يوم الأربعاء الموافق 13/1/2016 وحتى إشعارٍ آخر".

وحاولت الجامعة الإسلامية التي تأسست في قطاع غزة عام 1978، التغلّب على الأزمة التي بدأت قبل نحو عامين، باتباع خطوات تقشفيّة بدأتها بتسريح 25% من العاملين على بند العقود المؤقتة، ومن ثم صرف 60% من رواتب الموظفين الأكاديميين والإداريين، إضافة إلى رفع قيمة الرسوم الجامعية على الطلاب.

حرره: 
م . ع