يوسف: مبادرة دحلان جديرة بالتعاطي معها

يوسف: مبادرة دحلان جديرة بالتعاطي معها

زمن برس، فلسطين: قال أحمد يوسف الذي عمل مستشارًا سياسيًا لاسماعيل هنية أثناء ترأسه الحكومة العاشرة، في مقال له اليوم الثلاثاء، إنه من الجدير التعاطي مع مبادرة قدّمها محمد دحلان، كأفكار لسياسيٍ لا يزال في يده الكثير من الأوراق، في ظل سياسة كئيبة الملامح، وفق وصفه.

واقترح دحلان المفصول من حركة فتح، في مبادرته التي تضمنّت عدة بنود، وطرحها مطلع الأسبوع الحالي، إعلان قبول استقالة الرئيس محمود عباس ومن معه، وحرمانهم من حق التدخل في أية ترتيبات قادمة، والدعوة لانعقاد الإطار القيادي المؤقت في عاصمة شقيقة فوراً بحضور عباس أو عدم حضوره، وإعلان بطلان خطوات عباس؛ باعتبارها خروجاً عن القانون، وإعلان انتهاء المرحلة الانتقالية، وإعلان قيام دولة فلسطين، ومن ثم الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية تشمل بالتوازي والتزامن المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج، وكذلك التوافق حول لجنة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات، ووضع برنامج كفاحي للمقاومة الشعبية كحق أصيل لشعبنا في مواجهة الاحتلال.

وبيّن يوسف أنه يتفق مع العديد من النقاط التي وردت في المبادرة، حول دعوة الإطار القيادي المؤقت وتفعيل دوره، بهدف كسر احتكار السلطة ومنع البعض من التفرد بها، والتغول في اتخاذ القرارات، كذلك حول الشراكة السياسية والتوافق الوطني، وضرورة أن يكون الكل الوطني والإسلامي صاحب قرار، وأهمية التوافق على برنامج وطني جامع وتفاهمات حول آليات الكفاح والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً التحضير لانتخابات تعيد تأسيس الشرعية لكل مؤسساتنا الوطنية.

ويرى يوسف أن الإشكالية في هذه المبادرة أن البعض سيفهمها في سياق المناكفة القائمة بين الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان، حيث سبق وفي أكثر من مناسبة أن تبادل الطرفان اتهامات جارحة تسيء إلى كلٍّ منهما، وبالتالي سيتم النظر إلى هذه المبادرة ليس من باب الخلاف على القضية الوطنية؛ بل هي نكاية وخصومات شخصية ليس إلا!.

ويضيف في مقاله أن الكثير من كوادر وقيادات حركة حماس يتوجسون من النائب محمد دحلان، لاعتبارات خاصة بسنوات طويلة من الخلاف معه، والتشكيك في أجندته ونواياه، وهؤلاء لهم كامل الحق في الحذر من التعامل معه، وهذا حق لا ننازعهم فيه، ولكن علينا أن نتفهم في الوقت ذاته بأن السياسة ليست حالة عشق ووئام بين حبيبين، وإنما هي مصالح تلتقي تحميك من الخسارة، وتؤمن لك شيئاً من الربح، الذي يحفظ استمرارية وجودك في سوق المنافسة إلى جانب شهبندر التجَّار. مبيّنًا أن ما طرحه دحلان هي أفكار تستحق التفكير فيها، وتحريك قناعات الشارع بها؛ لأنها في مجملها هي ملخص لكل ما سبق وأن توافقنا عليه في العواصم العربية، وأيضاً داخل الشارع الفلسطيني.

ودعا يوسف في نهاية مقاله إلى بناء تحالفات مع الجميع في قطاع غزة لحماية مستقبل المشروع الوطني، لقطع طريق الجدل والمناكفات والتحركات المشبوهة.

حرره: 
م . ع