لسنا في خطر… نحن الخطر

الاستيطان

لا يوجد تهديد وجودي علينا من قبل إيران والمشكلة في الاستيطان والاحتلال
 

كوبي نيف

في احدى حلقات الذروة للمسلسل التلفزيوني الرائع «كاسر الصفوف»، تطلب زوجة بطل المسلسل وولتر ويت، معلم الكيمياء الذي تحول إلى منتج كريستال، أن يحافظ على نفسه لأنها تعتقد أنه في خطر. هو يرفع رأسه ويقول الجملة الدقيقة جدا ـ «لست في خطر. أنا الخطر».

نحن ايضا، شعب إسرائيل، لو كنا نعرف أنفسنا قليلا، لكنا نظرنا إلى وجوهنا في المرآة وقلنا نفس الشيء: «لسنا في خطر، نحن الخطر».
لنأخذ مثلا «الاسطول» الاخير إلى غزة. أي خطر يسببه لدولة إسرائيل؟ صفر. ومع ذلك، فان أحد رؤساء المعارضة يسميه «اسطول إرهاب»، وترسل إسرائيل أفضل مقاتليها العسكريين وتتفاخر بأنها نجحت في وقفه.
ما حدث مع «مرمرة» كان أصعب. في حينه ايضا أرسلنا أفضل أبنائنا ووسائلنا الحربية من اجل وقف سفينة غير مسلحة ولم تشكل أي خطر، وقتلنا باستعلاء وغباء تسعة من مسافريها. وليس هذا فقط، بل يتذكر مواطنو إسرائيل حتى اليوم قصة «مرمرة» وكأننا نحن، المهاجمين والقتلة، الذين كنا في خطر، وكأننا هوجمنا بالعصي.
من كثرة استخدامنا للقوة بقينا من غير عقل. نحن فقط نستطيع استخدام القوة. نرى حشرة فنتخيل أنها فيل ونطلق عليها صاروخا. وكل قط يقوم بالمواء هو مجموعة ذئاب تريد القضاء علينا، ونسارع من اجل تدمير آلاف المنازل وقتل مئات الاطفال. فيما يتعلق باستخدام القوة فان كلب بافلوف هو كلب في أيدينا. تعالوا نعترف بالحقيقة، غزة ليست خطر على وجودنا. وما يهدد وجودنا بالفعل هو الحصار الذي فرضناه على قطاع غزة. ليس فقط لأن الحصار لا يمنع اطلاق الصواريخ والحروب، بل فعليا يتسبب بها ويخلدها.
أما الكلام الفارغ حول «خطر النووي الإيراني على وجودنا»، فلا يوجد خطر علينا. بالنسبة للنظام الإيراني فان القاء قنبلة نووية على إسرائيل هو عمليا انتحار، سيتسبب بكارثة للدولة الإيرانية. لدى إسرائيل القدرة على توجيه الضربة الثانية وهذا ما يعرفه الإيرانيون لأنهم يقرأون الصحف الاجنبية. أي أن إسرائيل يمكنها محو نصف إيران من فوق البسيطة إذا هاجمتها إيران بقنبلة نووية. ولا داعي لقول ماذا ستفعل الولايات المتحدة ودول اخرى في حالة كهذه. إذا لماذا ستفعل ذلك؟
أنتم تقولون إن هذا جيد وجميل، لكن الإيرانيين ونظامهم «ليس لديهم المنطق الغربي مثلنا». وأنتم لا تملكون مثالا واحدا يُظهر أن النظام الإيراني الحالي قد فعل خلال 25 سنة أي شيء غير عقلاني وبهذه الدرجة من الخطورة، لا يوجد لديكم لأنه ليس هناك شيء كهذا.
لكن بالامكان الحديث عن شيء واحد غير عقلاني، يهدد وجود إسرائيل، وهو أن إسرائيل تقوم به منذ خمسين عاما ـ الاستيطان، الاحتلال والقمع. إن كل إسرائيلي يريد الحياة يجب عليه أن يرغب أن تكون لدى إيران قنبلة نووية لأنه إذا كانت لديها مثل هذه القنبلة فسينشأ بيننا وبينها توازن رعب ـ مثل الذي منع في الماضي الحرب بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة ـ ويمنع إسرائيل من فقدان عقلها وتدمير الحياة الخاصة بها وتلك التي من حولها.

هآرتس 

 

حرره: 
م.م