غزيون يشتكون: "كهربا مفش وفاتورة غش"

زاهر الغول
(خاص) زمن برس، فلسطين: "ما كنت أدفعه لفاتورة الكهرباء في الصيف كحد أقصى 120 شيكلاً شهرياً، لكن قيمة فاتورة الشهر الماضي وما قبله وصلت إلى 200 شيكل" هذا ما قاله المواطن حسن المدهون الذي تساءل بعدم معرفته أسباب مثل هذا الارتفاع رغم بدء فصل الشتاء ولكن فعليا لا حاجة بعد لتشغيل المدفئات والصوبات وما شابه لأن الأجواء مازالت ليست بحاجه للتدفئة. وأن القطاع تعرض لحرب خلفت وراءها مئات البيوت المدمرة كلياً ولاستفيد من الكهرباء.
تذمر المدهون من ارتفاع فاتورة الكهرباء لهذا الشهر هي واحدة من عدة شكاوى كثيرة لمواطنين وأصحاب منشآت ومعامل من ارتفاع فاتورة الكهرباء عن الأشهر الماضية إلى حد إن بعض المواطنين أكدوا إن نسبة الارتفاع في هذه الفاتورة وصلت إلى قرابة النصف مقارنة مع فواتير الأشهر الماضية.
وما أكده عدد من المواطنين أنه منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة في 28 أغسطس 2014 لم تنتظم الكهرباء وفي حالات استقرارها هي ست ساعات وقطع 16 ساعة باقي اليوم، كل هذا وذاك يدعوا للسخط من قبل أصحاب المحال التجارية والمصانع والمعامل.
في تواصل خاص مع شركة كهرباء غزة أكدت مصادر شبه رسمية فيها عن وجود ارتفاع بسيط في تسعيرة كيلو الكهرباء، وعزت المصادر ذاتها ارتفاع فواتير الشهر الماضي لأسباب لها علاقة بحلول فصل الشتاء وموجات البرد التي تنعكس مباشرة على زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الفواتير، ولكن المصدر نفسه تجاهل قضية إن البرد القارص لم يدق بعد منازل المواطنين وحاجتهم لتشغيل ما يلزم لصد موجات البرد. وإن العدوان الأخير على غزة قد دمر مئات المنازل والمؤسسات التي من ناحيتها تشكل كم كبير من حجم الاستهلاك الكهربي.
ويقول المدهون" أصبح واضحاً أن هناك إشكالية في ارتفاع فاتورة هذا الشهر ونحن كمواطنين لا نعرف السبب، فلا يمكن فهم مضاعفة الفاتورة إلى قرابة ضعفين ما بين فصلي الصيف والشتاء" مؤكداً في الوقت ذاته أهمية إبلاغ شركة الكهرباء المواطنين في حال ارتفاع تسعيرة استهلاك الكهرباء وزيادة وعيهم بآليات ترشيد الاستهلاك للطاقة الكهربائية. كي لا نقع حسب تعبيره في (الفخ).
متابعاً "أغلبية المواطنين الذين اعرفهم يشتكون من ارتفاع فاتورة الكهرباء لهذا الشهر ما يستدعي العمل من اجل الوقوف على أسباب هذا الارتفاع"، والإعلان عن هذه الأسباب للمواطنين.
واستطرد قائلا "لا يعقل أن تكون علاقة الشركة بالمواطنين تقوم على أساس دفع الفواتير دون تقديم أجوبة على أسئلتهم فيما يخص نوعية الخدمة وأسعارها".
أبو أحمد جبر صاحب محل تجاري للمثلجات في سوق الشيخ رضوان بغزة قال:" التيار الكهربي أصبح شيء نتمناه كأصحاب محلات تعتمد كليا على التيار الكهربي وقال" هو رزقنا ورزق أولادنا لو غابت عنا الكهربا يوم كامل قد نضطر لرمي جزء من البضاعة التي لا تحتمل وقد حصل هذا, وليس لنا مقدرة لتشغيل مولدات الكهرباء في ظل ارتفاع سعر المحروقات.
وفي حديث خاص لزمن برس. أشار صلاح هنية، رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، إلى أنه أجري اتصالات مع مسئولين كبار في شركة الكهرباء للاستفسار عن أسباب زيادة قيمة فواتير الكهرباء في الآونة الأخيرة، موضحاً" أن هؤلاء المسئولين أكدوا أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى أن الشركة تقوم بعمليات صيانة شملت جميع المناطق التي تعرضت لها إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشملت تمديدات لخطوط لكوابل وشبكات أتلفت بالكامل بالإضافة للصيانة في الشركة المركزية وما يترتب من ضرائب، متذرعين بكمية إستهلاك المواطن شتاءً عما يستهلكه في فصل الصيف.
وأضاف هنية "نحن نعتبر في جمعية حماية المستهلك أن هذا الارتفاع عبءُ جديد على كاهل المستهلك الفلسطيني يأتي في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى المستهلكين نظرا لتزايد حجم البطالة والحصار وما عليه من تبعات تلحق بالفرد ".
موضحاً" أن هناك فئات واسعة من المجتمع ملتزمة بتسديد ما عليها من استحقاقات مالية للكهرباء وإذا ما تأخرت في الدفع فان الشركة لا تتوانى في قطع التيار الكهربائي عنهم، في حين أن هناك فئات أخرى متخلفة عن الدفع وغير ملتزمة منذ سنوات ولا يتم اتخاذ إجراءات بحقهم" وفقاً لما قاله هنية.
وختم هنية حديثه قائلاً:" لا بد من معالجة هذا الأمر، ونحن نطالب الجهات المسئولة بالإسراع بحصر هذه الفئات وتحديد الفئات القادرة على الدفع و المنكوبة والفقيرة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية ومساندتها، لكن من يثبت إن لديه القدرة على الدفع ولا يلتزم فيجب معاقبته لأنه يتمتع بالكهرباء على حساب غيره من المواطنين وهذا أمر غير عادل".