العلاج بالعناكب والقبور!

زمن برس، فلسطين: أكتشف علماء في جامعة "أكسفورد" طريقة جديدة في علاج مرضى القلق والـ"فوبيا" -أو الرهاب- من الأماكن المغلقة أو المرتفعات أو الاختلاط الاجتماعي أو غيرها، تقوم على تعريض المريض لمرة واحدة لجلسة من الرعب مدتها 15 دقيقة.
جلسة علاجٍ واحدة تتضمن 15 دقيقة من الرعب والهلع أمام عناكب مخيفة وداخل حجرات مظلمة كالقبور، هي أحدث أساليب الأطباء النفسيين التي أثبتت فاعلية مذهلة في علاج المرضى النفسيين بحسب دراسة حديثة، تشترط أن يبلغ خوف المريض أقصاه حتى يدوخ ويتعرق وتتسارع دقات قلبه، ويفقد صلته بحقيقة الحدث حتى يظن نفسه في عالم آخر يصرخ فيه مستنجداً دون أن يسمع له أحد.
وتعتمد طريقة الأطباء الجديدة، والتي أطلقوا عليها اسم "العلاج السلوكي المعرفي بوساطة التعرض خلال جلسة واحدة"، على مبدأ "وداوني بالتي كانت هي الداء"، من خلال وضع المريض في الظروف التي يخشاها والتي تسبب له نوبات الهلع.
وتعطي النتائج الأولية لمدى فاعلية هذا العلاج الحديث الأمل لملايين المرضى حول العالم، على حساب العلاجات التقليدية التي تعتمد على تعريض مرضى القلق للعوامل المرهبة لهم بالتدريج، يوما بعد يوم، حتى يتمكنوا من تجاوز الشعور بالخوف وتذهب عنهم نوبات الهلع التي تتسبب بالدوار وتسارع التنفس ودقات القلب والتعرق.
وتقول الفرضية الجديدة للأطباء النفسيين، أن نوبات الهلع لن تتسبب بتوقف قلب المريض، بل إنها ستخمد بالتدريج خلال 15 دقيقة بعد أن يفقد المريض الأمل من استجابة الأطباء لصيحاته وإخراجه من الموقف الذي يسبب له الفزع، قد يدرك خلالها أنه ما من داعٍ لخوفه وأن العناكب لن تقتله والأماكن المغلقة لن تخنقه.
وخرجت التجربة بنتائج مذهلة في علاج ثلث المرضى، وتسببت بتحسن الأعراض عند الأغلبية الساحقة من الذين جرت عليهم التجربة.