إسرائيل: رد حزب الله على اغتيال القنطار سيشعل حربا ثالثة

زمن برس، فلسطين: بات التساؤل الذي يشغل الإسرائيليين عقب اغتيال القيادي في حزب الله سمير القنطار، هل العملية النوعيّة المُتوقعّة من حزب الله ستؤدّي لاندلاع حرب لبنان الثالثة بين إسرائيل والحزب؟

ففي حين يرى البعض أنّ الردّ سيكون موضعيًا، الأمر الذي تقدر إسرائيل على استيعابه، قالت صحيفة (هآرتس)، بحسب المصادر الأمنيّة الرفيعة في إسرائيل، إنّ ردّ حزب الله سيدفع إسرائيل إلى إعلان الحرب الثالثة على حزب الله، والتي ستكون قاسيّةً للغاية.

وبحسب الإعلام العبري، فإنّ احتمالات نشوب حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل على نمط حرب 2006، ما زالت قائمة ومتوقعة، نظرًا لتوتر العلاقة ما بين حزب الله وإسرائيل، فقد يؤدّي قيام رد حزب الله بشن عملية نوعية في الداخل أو الخارج ضدّ الأهداف والمصالح الإسرائيلية، ردًّا على اغتيال القنطار فتح مواجهة عسكرية كبيرة، على غرار حرب 2006.

وفي هذا السياق، أكد مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل، على أنّ عملية اغتيال القنطار “تبشر” بمرحلة جديدة من التوتر الشديد فوق المعتاد في تقاطع الحدود السوريّة الإسرائيليّة اللبنانيّة.

وأضاف أنّ إسرائيل كالمعتاد لم ترد على بيان حزب الله الذي حملها مسؤولية الاغتيال، رغم أنّ وسائل الإعلام حول العالم تحمل إسرائيل المسؤولية، وأن وجهة التطورات ستحددها إيران وليس حزب الله.

ورغم حرص حزب الله على عدم الانجرار لمغامرة كبيرة وكسر الوضع الحالي بنسف التفاهمات السابقة كليًّا، وفي ظلّ معطيات الجهوزية والاستعداد الذي يجب توفرها لمثل هكذا احتمال وخوض غمار حرب جديدة، تُجمع كافة الأوساط أنها ستكون في حال نشوبها مغايرة تمامًا في المضمون والنتائج المترتبة عليها وحتى الأساليب وأيضًا العمليات القتالية ذاتها وطبيعتها ومستوى وحجم ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، نظرًا للعوامل المصيرية التي تحكم الإقدام على أية خطوة وفي أي اتجاه ستكون خلال أي رد محتمل على عملية الاغتيال المنسوبة لإسرائيل من تلك العوامل الغوص في الساحة السورية وتأثير ذلك على لبنان وسوريّة واحتمالية فتح الجبهتين بشكل جدي هذه المرة الجولان ومزارع شبعا.

ورغم أنّ فرص تحقق هذا الاحتمال ضعيفة، إلّا أنّه يظل واردًا، نتيجة لتطور الأحداث ومجريات الأمور في الميدان. في السياق عينه، اتفقت آراء المحللين الإسرائيليين حول تقييمهم لأهميّة تصفية القيادي بحزب الله سمير قنطار في سوريّة، على أنّه إنجاز استخباري وفرصة ذهبية اقتنصتها إسرائيل. ففي الوقت الذي رأى فيه المحلل العسكري الإسرائيليّ أليكس فيشمان، في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّها فرصة ذهبية حصلت عليها إسرائيل، إلا أنّه أبدى خشية كبيرة من أنّ الكرة الآن في ملعب حزب الله، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات.

وأكّد فيشمان أنّ عملية اغتيال القنطار إمّا أنْ تكون إحباطًا ضروريًا لقنبلة موقوتة، أوْ أنْ أحدًا ما أخذ مخاطرة محسوبة، وأخطأ، وربما يكلف الأمر إسرائيل تصعيدًا في جبهته مع حزب الله.

وتابع إذا كانت إسرائيل بالفعل هي التي صفت قنطار، كما يدعي السوريون واللبنانيون، فإنّ الروس، بفضل قدراتهم التكنولوجية، عرفوا بهذه الحملة في الزمن الحقيقي. والدليل: موسكو تسكت، على حدّ تعبيره.

أما المحلل العسكريّ يوسي ملمان، من صحيفة "معاريف" فمن وجهة نظره، أنّ أغلب الظن في تصفية قنطار سببه ليس أعماله الماضية، بل خطره في الحاضر واحتمالاته المستقبلية الكامنة لمواصلة محاولات تنفيذ عمليات إرهابيّة ضد إسرائيل، على حد تعبيره.

من جانبه، قال المحلل للشؤون الفلسطينية في موقع "واللاه" العبري أفي يسخاروف، إنّ التقديرات المحتملة لرد حزب الله، هي أن حزب الله سيرد على اغتيال القنطار لكن السؤال هو ما حجم الرد.

وأضاف أنّه في أعقاب اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، اكتفى حزب الله بإطلاق صواريخ مضادّة للمدرعات نحو موكب عسكري إسرائيل، حسب تعبيره، والتي تسببت بمقتل جنديين إسرائيليين.

وأشار إلى أنّ إسرائيل تجنبت الرد التصعيدي على ذلك، وأن الطرفين سعيا لمنع تدهور الأوضاع. وبحسب يسخاروف، فإنّ التقديرات هي أن يتجنب حزب الله التصعيد الشامل بسبب انهماكه في الحرب السوريّة، على حدّ تعبيره. وتحسبًا لوقوع عملية نوعيّة، والتشديد في هذا السياق على مفردة نوعيّة من قبل حزب الله، رفع اللواء الشماليّ في الجيش الإسرائيليّ حالة التأهّب، في رسالة حادّةٍ كالموس إلى حزب الله، وفي رسالة طمأنة للمواطنين الإسرائيليين، الذي يترقّبون كقيادتهم، ما ستؤول إليه الأيّام.

المسؤولون الإسرائيليون يؤكّدون على أنّ الكابوس الذي لا يُريدون أنْ يتحقق هو أسر عددٍ من الجنود من قبل حزب الله.

 

 

حرره: 
د.ز