الاتجاه الذي يسير فيه الثنائي نتنياهو ويعلون هو حصول إسرائيل على ما تريد

نتنياهو

هذا لن يتدبر من تلقاء ذاته
بقلم شمعون شيفر

لا ينبغي للمرء أن يكون خبيرا في الشؤون الأمنية كي يصل الى الاستنتاج بان المعركة بين اسرائيل وحماس في الصيف الاخير انتهت في اقصى الاحوال بالتعادل.

نذكر فقط المعطيات الجافة: 51 يوما من القتال، 4.258 صاروخا اطلق نحو أهداف في اسرائيل، 735 اعتراض من القبة الحديدية، 5.226 غرة جوية هجومية، تدمير 32 نفق، 74 قتيلا في الجانب الاسرائيلي و 2.200 قتيلا في الجانب الفلسطيني.

وفي نهاية الاسبوع تلقينا تذكيرا هو أيضا لا ينبغي ان يفاجيء احدا: فقد اطلق صاروخ وانفجر في قاطع اشكول. وهذا في الوقت الذي تواصل فيه حماس الاستعداد للجولة التالية من المواجهة الدموية: المخارط لانتاج الصواريخ تعمل والانفاق الهجومية الى الاراضي الاسرائيلية تحفر. كما أن الناطقين بلسان حكومة حماس لا يفاجئون: فالوزير جلعاد أردان وعد بان يكون رد، وبالفعل طائرات سلاح الجو هاجمت يوم السبت اهدافا لحماس.

المشكلة الباعثة على اليأس هي أنه خلف هذر نتنياهو ووزرائه، فان الجمهور الاسرائيلي لا يتلقى جوابا على سؤال بسيط: اذا لم تكونوا ردعتم حماس، فلماذا أدخلتمونا الى حرب لم تكن فيها أهداف استراتيجية؟
في كراس مثير للانطباع نشره هذه الايام معهد بحوث الأمن في جامعة تل أبيب، اجريت محاولة جدية لاجمال حملة الجرف الصامد. ومما كتبه افضل الباحثين تنشأ صورة صعبة. العميد احتياط اوري ديغل كتب ضمن امور اخرى: «حكومة اسرائيل لم تتمكن من استغلال الفرصة الذهبية لاحلال تعاون اقليمي واسع ضد الإرهاب، بسبب الخوف من أن تكون مطالبة بالعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وبسبب رفضها اعطاء العالم العربي مقابلا في شكل اعلان بانها ترى في المبادرة العربية اساسا للحوار والتعاون مع العالم العربي».

ودرج نتنياهو على أن يسجل في صالحه أنه في فترة ولايته لم يأمر الجيش الاسرائيلي بالخروج الى حرب زائدة. كل هذا تغير في الصيف الاخير، بعد أن بات الفهم لدى حماس في غزة، لدى الفلسطينيين في الضفة وفي العالم العربي بشكل عام، هو أن حماس نجحت في هزيمة الجيش الاقوى في الشرق الاوسط.

والان يفترض باصحاب القرار في اسرائيل أن يحسموا بين بضعة بدائل: الاول هو ما يعرضه نتنياه ويعلون وبموجبه لا يوجد حل للمواجهة مع الفلسطينيين وما بقي عمله هو «ادارة النزاع». وبتعبير آخر، تلقي الضربات، تشوش الحياة في الجبهة الداخلية، الخروج الى حملة مع قتلى وجرحى، وشد الاسنان حتى الجولة التالية. بديل آخر هو محاولة وضع أهداف استراتيجية في شكل مفاوضات في اطار تسوية اقليمية، تتضمن انسحابا من المناطق التي تحتجزها اسرائيل منذ 1967 مقابل اقامة دولة فلسطينية مجردة والاعتراف من جانب دول عربية.

ومع أن احدا لا يضمن لنا أن تؤدي مثل هذه المبادرة الى تسوية سلمية مثلما نعرف في اوروبا، ولكن من جهة اخرى، فانه بدون أي مبادرة لا يمكن التقدم وتحسين الوضع.

ما كان ينبغي ان يتضح في الاشهر المتبقية حتى الانتخابات هو مسألة الى اين ستتجه اسرائيل. فالنزاع مع الفلسطينيين لم يتدبر من تلقاء ذاته – وهو أكثر اهمية ومصيرية من سعر الميلكي. ولكن في هذه الاثناء تلقينا في نهاية الاسبوع تذكيرا الى أي اتجاه يسير بنا الثنائي نتنياهو ويعلون. باختصار: ما تختاره اسرائيل، تحصل عليه اسرائيل.

يديعوت 

حرره: 
س.ع