هكذا ستكون معركة حزب الله المقبلة

معركة حزب الله

زمن برس، فلسطين: كشف مصدر مقرّب من "حزب الله" في جنوب لبنان أنّ "الحزب لن يلتزم بقواعد الاشتباك ضمن الحدود اللبنانية في حربه المقبلة مع إسرائيل" لافتاً إلى أنّ "المستوطنات الشمالية لن تكون بمنأى عن ضرباته"، بحسب تقرير في "فورين بوليسي" نشر ترجمته موقع "لبنان 24".

ويؤكّد المصدر أنّ "حزب الله سيجر تبعات الحرب المقبلة إلى الداخل الإسرائيلي" مشيراً إلى أنّ "مشاركته في سوريا هي أكثر ما يقلق إسرائيل، إذ أصبحت خبرته تتعدى حدود الدفاع عن النفس لتصل إلى القدرات الهجومية".

ومن الجولان تحديداً، يتطلع "حزب الله" إلى إطلاق شرارة حربه المقبلة مع إسرائيل، هذه النقطة التي يتضارب فيها عدد كبير من مصالح المنطقة.

بين الصواريخ الموجهة و"داعش"

تشكل شبعا المنطقة الأكثر تهديداً لأمن إسرائيل، ففيها تركزت ردود "حزب الله" الأخيرة، نذكر منها ثأره للقيادي سمير القنطار الذي لقي حتفه في غارة إسرائيلة في سوريا، وذلك "عبر تفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين - كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة، ما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها"، وفقاً لما جاء في بيان الحزب.

أمّا في ما يتعلق بأسلحة "حزب الله"، فيلفت محللون ومصادر مقربة من الحزب إلى أنّ ترسانته أصبحت تضم صواريخ باليستية تكتيكية وصواريخ سكود وفاتح 110 الإيرانية و M-600 السورية.

ووفقاً للمحلل في الشؤون الدفاعية في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" جيفري وايت، "أصبح حزب الله يتمتع بالقدرة على ضرب ذخائر موجهة بدقة عالية في قلب إسرائيل، في الوسط والجنوب على السواء، بما في ذلك مراكز قيادات ومجالات جوية وأهداف اقتصادية هامة".

ويرجح وايت أن يكون "حزب الله" "قد تزوّد بأنظمة دفاع جوي وصواريخ ياخونت البحرية، ما يمكن أن يهدد قوة إسرائيل الجوية ويستهدف النفط الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط".

ويشدد وايت على أنّ هذه التطورات "جديدة"، مشيراً إلى أنّ "95% من النشاط البحري في العام 2006 من الجانب الإسرائيلي" لافتاً إلى أنّ "الوضع سيختلف في الحرب المقبلة".

ويتحدّث التقرير عن الضربات الجوية العديدة التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا منذ العام 2013 والتي زُعم أنّها استهدفت أسلحة الحزب المتقدمة، التي تثير مخاوف كبيرة تل أبيب.

ويذكّر التقرير بتدريبات القيادة الشمالية في جيش الاحتلال المكثفة التي دامت لأسبوعين في الشهر الماضي والتي هدفت إلى الاستعداد لإمكانية فتح جبهة متعددة الأطراف على الحدود الشمالية. كما يتطرق إلى الغارات الوهمية الإسرائيلية على مواقع تابعة للحزب في بعلبك والتي هدفت إلى اختبار نظام دفاعه الجوي، نقلاً عن أحد المصادر.

وتعليقاً على الأسلحة التي يمكن للحزب أن يستخدمها في حربه المقبلة، أكّد مصدر أنّها "ستشكل مفاجآت، كما في كلّ حرب"، مؤكداً أنّ "الحزب لن يفصح عن أي معلومة قبل أن يحين الوقت المناسب".

كيف غيّرت سوريا "حزب الله"؟

فيما يرجح بعض المحللين أن تكون الحرب السورية استنزفت موارد الحزب وأثرت سلباً في استعداده لمواجهة مقبلة مع إسرائيل، يؤكد آخرون أنّ العكس تماماً قد حصل، لافتين إلى أنّ القتال إلى جانب الجيش السوري صقل قدرات مقاتلي الحزب وزوّدتهم بأفضل الأسلحة.

إذ يشدد مصدر في الحزب أنّ المشاركة في الحرب السورية كانت فرصة للتدرب واكتساب المزيد من الخبرات القتالية، مشيراً إلى أنّ هذا أيضاً ما يقلق إسرائيل". وفي الوقت نفسه، ألمح إلى أنّ "القتال إلى جانب الجيش السوري لن يشتت انتباه الحزب عن الجبهة الجنوبية".

وبالإضافة إلى ما سبق، يتطرق التقرير إلى خطاب السيد حسن نصر الله في 17 شباط الفائت الذي حذر فيه من عواقب شن حرب على الحزب، متحدثاً عن احتمال استهداف خزانات الأمونيا في حيفا الشمالية، والتي من شأنها أن تودي بحياة مئات الآلاف وأن تصيب 800 ألف آخرين، وهي آثار تشبه ما قد ينجم عن تفجير قنبلة نووية، بحسب أحد الخبراء الإسرائيليين.

فهل "حزب الله" مقبل على حرب جديدة مع إسرائيل؟

حرب متعددة الأطراف

يصعب توقع ما سيحصل في المرحلة المقبلة، لأن تداعيات الحرب إذا ما اندلعت بين إسرائيل و"حزب الله" ستطال المنطقة برمتها، فيرى البعض مشاركة روسيا وإيران بمثابة عائق يحول دون اندلاع حرب على جبهة الجولان.

وتقول الخبيرة في "معهد الشرق الأوسط" رندة سليم: "يشكل تعدد المشاركين في الحرب السورية عائقاً أمام اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، فلا تريد كلّ من روسيا وإيران حرباً في الجنوب اللبناني ضد إسرائيل الآن".

وتؤكد سليم في حديثها أنّ إسرائيل تريد حرباً "نظيفة" ضد "حزب الله" في لبنان تحديداً، ولا تريد تعقيد الوضع عبر التدخل في جبهة سورية-لبنانية أوسع نطاقاً، متحدثة عن "إمكانية حدوث تغييرات في التحالفات التي تشارك في هذه الحرب متعددة الأطراف".

ويختم التقرير مشيراً إلى أنّ "حزب الله" أوضح أنه يفضل لو يبقى الهدوء سائداً عند الحدود، وناقلاً عن مصدر قوله: "لن تبقى المقاومة هذه المرة في لبنان، ستصل إلى الجليل، ولن تسير الأمور على نحو العام 2006".

حرره: 
م.م