تدمير مصر لأنفاق غزة يفوق ما دمرته إسرائيل في عقدين

صورة من المكان

زمن برس، فلسطين: أفادت وكالة رويتر في تقرير لها بأن إغراق مصر لأنفاق غزة بمياه البحر له آثار بيئية سيئة والتدمير الناتج يفوق ما دمرته إسرائيل خلال عقدين.

حيث تضخ مصر المياه المالحة من البحر المتوسط في الأنفاق لتقطع ما تقول إنه طريق لتهريب الأسلحة من غزة للإسلاميين المتشددين في سيناء المصرية.

وقال مسؤولون فلسطينيون: إن ضخ المياة بالأنفاق يلوث إمدادات المياه ويهدد بتدمير الرقعة الزراعية ونشر الأمراض.

بعدها في أيلول/سبتمبر هذا العام قررت مصر- التي تقاتل إسلاميين متشددين في شمال سيناء- إغلاق الأنفاق نهائيا. وفي ظل إصرارها على وقف ما قالت إنه تدفق للأسلحة في الاتجاه المعاكس من غزة إلى المتشددين أخلت مصر المنطقة على جانبها من الحدود وبدأت في ضخ المياه في هذه المتاهة الموجودة تحت الأرض فانهارت التربة.

وقال أشخاص يعملون في بناء الأنفاق إن مصر ضخت المياه مرات عدة منذ أيلول/سبتمبر وإنها خلال أسابيع قليلة ألحقت من الضرر بالشبكة- التي قدر ذات مرة إنها تمد غزة بنحو 30% من وارداتها- ما يفوق ما سببه القصف الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين.

قال سكان ومسؤولون محليون إن هذا يسبب مشكلة بيئية حقيقية إذ تلوث مياه البحر احتياطيات مياه الشرب تحت الأرض. ووصلت المياه الزائدة الى شوارع ومنازل على مسافة 100 متر من السياج الحدودي.

وعبر تامر الصليبي مدير دائرة المياه في سلطة جودة البيئة بغزة عن قلقه بشأن الضرر البيئي على المدى البعيد "كوب واحد من مياه البحر سيقوم بتلويث 40 كوبا من المياه الجوفية."

وقال:"إن ما تقوم به مصر قد يضعف أساسات المنازل الضعيفة جراء حفر الأنفاق ويجعل التربة غير صالحة للزراعة في مناطق قرب الحدود". وهناك أيضا مخاطر بيئية بينها ركود المياه الذي قد يسبب انتشار البعوض وحشرات أخرى ناقلة للأمراض.

وقال رئيس بلدية رفح صبحي رضوان: إن الآبار الستة التي تخدم المدينة البالغ عدد سكانها 230 ألفا مهددة بالتلوث. وأضاف "نحن نراقب الوضع والمياه التي تضخ على الحدود ولاحظنا وجود انهيارات في التربة في بعض الأماكن."

وقال رضوان أيضا إن القوات المصرية ضخت يوم الجمعة الماضي مياها من البحر من الصباح للمساء. وتابع "إذا ما استمروا في هذه الاعمال فسوف يعرضون حياة الناس ومساكنهم للخطر".

ورفض قادة حماس مزاعم القاهرة عن تدخل الحركة في شؤون مصر وينفون أي وجود مسلح للحركة خارج غزة. والتقى ممثلون عن الحركة مع مسؤولين مصريين لكن فشلوا في إقناعهم بوقف هدم الأنفاق.

وقال أحد ملاك الأنفاق وطلب عدم نشر اسمه إن إنشاءه تكلف 200 ألف دولار وإن غمره بالمياه اضطره لخفض العمالة من 54 فردا إلى ثمانية. وأضاف "ندخل السجائر في أيام قليلة من الشهر ونمضي بقية الأيام في إزالة الطين".

حرره: 
س.ع