اتفاق مع الشيطان

خامنئي

الانتخابات القادمة في إيران ستكون مهمة ومفصلية لأنها تحدث في ظل الاتفاق النووي
تسفي بارئيل
OCTOBER 27, 2015

الحرق أم عدم الحرق. هذا هو السؤال الذي يقلق المحافظين في إيران هذه الايام. اي هل من الجدير بعد مراسيم التوقيع على الاتفاق النووي حرق علم الولايات المتحده والصراخ «الموت لأمريكا» أم ان من الافضل تغيير البروتوكول.
الحديث عن مشكلة ملحة لانه بتاريخ 4 تشرين ثاني ستحل الذكرى السنوية للسيطرة على مبنى السفارة الأمريكية عام 1979. البلبلة كبيره. تم الحديث قبل عدة اشهر عن ان الشعارات التي نادت بالموت لأمريكا قد ازيلت عن جدران مبنى القنصلية الأمريكية القديم. ولكن حصل تطور جديد في الاسبوع الماضي. وكالة الانباء فارس المقربه من الحرس الثوري اقتبست اقوال قاسم علي مجيدي رئيس بلدية كشمار لنشر الإسلام الذي قال انه «وصلت اوامر قبل عام من قبل لجنة التنسيق المركزيه لتنظيم نشر الإسلام وقيل فيها ممنوع حرق علم الولايات المتحدة.
هذا الاقتباس اثار ضجة كما هو متوقع فاسرعت وكالة فارس لازالة التقرير من موقعها الالكتروني وبدلا منه وضعت رد لجنة التنسيق لنشر الدين الإسلامي التي هي مسؤولة عن ترتيب المناسبات في الدولة. والتي اعلنت ان «الاحتفالات ستقام بشكل هادر وبجميع انحاء الدولة وستسمع الهتافات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وان أمريكا لا زالت الشيطان الاكبر.
يمكن تنفس الصعداء الإعلام سوف تحرق وأمريكا ستموت. وانعاش التوجيهات حول حرق العلم الإيراني يلائم موقف الزعيم الأعلى آية الله خامنئي الذي أوضح خلال المفاوضات حول السلاح النووي ان الحوار مع الولايات المتحدة يقتصر على السلاح النووي فقط.
ولكن موقف خامنئي القاطع فيه نوع من الليونة «أنا ثائر ولست دبلوماسيا» اعلن قبل عامين» انا اتحدث مباشرة. وعندما يتحدث الدبلوماسي فانه يقول شيء ويقصد شيئا آخر» هذا التصريح لم يمنعه من اعطاء الموافقة على الحوار الدبلوماسي مع الولايات المتحدة والغرب روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا تم التلميح ان إيران قد تكون مدعوة لاستمرار الحوار المتوقع يو الجمعه القادم.
في الوقت الحالي وبينما تتم التحضيرات لحرق العلم الأمريكي يتم عقد صفقات تجارية مع اتفاق مع شركة مهرزمان الإيرانية كي تكون هذه ممثلتها في إيران. إذا كان المتحدثين قد حذروا اثناء المفاوضات النووية من سيطرة الشركات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني او تحويلها إلى مركز تجسس أمريكي. فيبدو ان إيران مهتمة الآن بالحصول على التكنونوجيا الأمريكية من اجل تقدمها الصناعي. القلق الإيراني من دخول ثقافة اجنبية يجب التعامل معه بعدم التسليم به. الدولة القلقة لا تمنح تسهيلات على شروط منح الفيزا للسياح الاجانب وقد اعلنت إيران الاسبوع الماضي انها ستمنح فيزا في المطار للزوار لمدة 30 يوم (بالمقارنة مع 15 يوم في السابق) ومواطني دول اوروبا يستطيعون الاستفادة من هذه التسهيلات. اما مواطني تركيا مصر لبنان سوريا جورجيا اذربيجان وبوليفيا لن يحتاجوا مطلقا إلى فيزا. فقط مواطني الولايات المتحدة وكندا الاردن العراق وافغانستان وباكستان يحتاجون إلى فيزا في دولهم. وهدف هذه التسهيلات هو زيادة عدد السياح من أجل ادخال 30 مليار دولار حتى العام 2025.
الاتفاق النووي الذي حظي بمصادقة البرلمان والزعيم الروحي الاعلى تلقى في الاونه الاخيره لطمة خفيفة عندما صاغ خامنئي عدة شروط اضافيه لتحقيقه ومن ضمنها منع تصدير اليورانيوم المخصب إلى روسيا قبل الحصول على ضمانات تضمن حصول إيران على الوقود النووي. ولكن في إيران يعرف المحللين ان هدف هذه التوجيهات هو ارضاء الراديكاليين الذين يعارضون الاتفاق.
أصبح الاتفاق حقيقة واقعة. وسوف يشكل منذ الان وقود سياسي بالنسبة للاحزاب والحركات التي بدأت تهييء نفسها لانتخابات البرلمان التي سوف تتم في شباط 2016. واذا سمح خامنئي باجراء عمليه انتخابية معقولة وبدون اعتقالات جماعية وقيود استثنائية. فسوف تكون هذه من اهم الانتخابات التي تتم في إيران. وبفضل الاتفاق النووي من المتوقع ان تخلق مراكز قوة جديدة وتقوي المعسكر الليبرالي الاصلاحي وتشكل متكأ سياسي قوي للرئيس روحاني الذي ستنتهي فترته عام 2017.

هآرتس 27/10/2015

تسفي بارئيل

حرره: 
م.م