كفوا عن الترهيب

النووي الإيراني

«النووي الايراني» مثل «الارهاب الفلسطيني» هو جزء من نهج التخويف لحكومة اليمين
 

ران ايدلست

آمل ان تكونوا نمتم جيدا هذه الليلة. أن تكونوا نجحتم في تجاهل توقعات الرعب الاخروية التي تنبأت بالدم والنار وعواميد الدخان في اعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران (نتنياهو: «تحركت آلة الارهاب والاحتلال الايراني»).

آمل ألا تكون تصريحات زعماء اليسار – الوسط قد اقضت مضاجعكم فقط لانهم يدعون بان هذا «اتفاق رهيب» (هرتسوغ) و «اتفاق سيء لنا وللعالم» (لبيد). آمل أن تكونوا نجحتم حتى في التغلب على الخجل عقب «اتفاق الاستسلام» الاكثر عيبا في التاريخ «إسرائيل اليوم». وبشكل خاص آمل أن تكونوا نمتم جيدا هذه الليلة لان الاتفاق الذي وقع هو اتفاق جيد.

بالفعل، هناك مكان للتحذير من الاتفاق، لان نكون شكاكين والاشارة الى الاحتمال بالخطر. هذا بالتأكيد دور وسائل الاعلام، مثلما أن دور جهاز الامن هو التحذير من ذات الاحتمال الكامن. المعارضة هي الاخرى تريد أن تثبت للجمهور بانها تحرص على امننا، ولكن نشيد الجوقة، الذي يزيف بصوت صاخب واحد وموحد صفحة رسائل رئيس الوزراء، يمنع كل بحث حقيقي.

هذا انتصار آخر لبراك اوباما، الذي يظهر كأحد أعظم الرؤساء الذين كانوا للامة الامريكية. سألت ايهود باراك اذا كان لا يتراجع في ضوء الاتفاق عن نية الهجوم على ايران فأجاب: «تماما لا. هذه مسألة توقيت ونافذة فرص في الماضي».

نتنياهو اليوم، مثل الجندي الياباني اياه، لا يزال يلوح بسيف صدىء («الخيارات على الطاولة») للدفاع عن سياسة فشلت وجبت المليارات. اوباما، بالمقابل، يستشرف التاريخ ويرسم طريقه بروح سياسته الثابتة. هكذا في العراق، في افغانستان، في سوريا، في ليبيا وفي باقي الدول التي فاقم التدخل العنيف في سياقاتها الداخلية والاليمة الوضع فيها فقط. هو ليس قديسا، اوباما، وبالتأكيد ليس مسالما. فطائراته الصغيرة بدون طيار تقتل مدنيين ايضا. ما يقرر هو التقنين وسياسته للتدخل بالحد الادنى، والتي تقرر التقنين.
كل من يتابع منذ صعود اوباما وروحاني الطبيعة الداخلية (التي لها مؤشرات عديدة تجاه الخارج) لادارة اوباما وحكومة روحاني، يعرف تقريبا بثقة تامة بانه سيكون اتفاق وان هذا سيكون اتفاقا جيدا. فمنذ نيسان، عندما قال اوباما: «حققنا اتفاقا تاريخيا مع ايران»، كان واضحا ان هناك اتفاق. هذا اتفاق، باستثناء منظومة الرقابة، يوجد فيه تقويم واع للوضع. تحليل ديمغرافي على محور الزمن والمزاج في اوساط الجيل الشاب يدل على أن هذه ستكون ايران اخرى. وهذا عنصر خفي، ولكنه موجود في الاتفاق القائم.

لا بد ستكون مشادات مع وضد كل بند في الاتفاق. الموساد وإسرائيل كاتس (هو وزير شؤون الاستخبارات، أليس كذلك؟) سيجلبان أدلة على الخروقات من جانب الايرانيين. الجمهوريون سيحتفلون بها حيال ادارة اوباما، ولكن شعب إسرائيل يمكنه أن يتنفس الصعداء. فقد انقضى خطر الهجوم العسكري على المنشآت النووية والرد الايراني في أعقابه.

الحقيقة هي أن هذا الخيار لم يكن قائما ابدا. ما كانت هي صيانة واشعال أجواء المخاوف ونفقات طائلة حول الموضوع الايراني. خسارة ان الصحفيين، المحررين والمحليين ينجرون اليوم ايضا الى الرؤى الاخروية لما بعد الاتفاق. خسارة أنهم لا يفهمون بان «النووي الايراني»، مثل «الارهاب الفلسطيني» ومثل تهديد «الغاز الذي سيبقى في الارض»، هو جزء من نهج التخويف لحكومة اليمين.

معاريف 

 

حرره: 
م.م