الإعاقة والفقر والديون تحاصر عائلة في خزاعة

عائلة محتاجة

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: كان سهلًا طريقُ الوصول لبيت عائلة النجار في بلدة خزاعة شرق خان يونس، لكن ثمة صعوبة كبيرة يواجهها أفراد العائلة في تحمّل المعاناة التي بدت ملامُحها واضحةً وضوح الشمسِ على وجوه أفرادها، وتحديدًا مع دخولهم أجواء الشهر الفضيل.

بحرقةٍ يشرحُ ربُ الأسرة كمال النجار ( 49 عامًا ) حاله وحال عائلته المكونة من تسعة أفراد بينهم معاقتين وطفلٍ مريض، ويعيشون في بيتٍ بسيطٍ ضيقةٌ جوانبه، وبالقرب منه ابنته ندى ( 25 عامًا ) والتي تعاني من اعاقةٍ دائمةٍ تجعلها قعيدة الأرض لا تبرح مكانها. ناهيك عن أنها كفيفة، وتحتاج دائمًا للرعاية.

ويضيف قائلًا:" ديوني تزداد يومًا وراء أخر، وفي كل مرة نتلقى فيها مبلغ الشؤون الاجتماعية البسيط، نضطر لسد ديوننا منه للدكاكين والصيدليات، والله لم يتبقى من معاش الشؤون إلا خمس شواقل فقط".

إذ أن الأب أيضًا يعاني من اعاقة  أفقدته الجزء الأكبر من قدرته على الإبصار بعينيه، وهذا ما جعله غير قادرٍ على العمل في أي مهنة أو عملٍ يعتاش منه، يقول:" حتى قطرة العين حينما لا أجدها أُضطر للتفكير مليون مرة قبل شرائها".

أما الأم سعدية ( 47 عامًا ) التي أخذت تتفحص المطبخ فيما إذا كان يوجد ما يكفي لعمل وجبة الإفطار لليوم الثاني من رمضان، تضيف:" خليها على الله، يوم بنلاقي أكل منيح نأكله ويوم بندبرها بالعافية، يا ريت لو كان فيه مصدر رزق الواحد بعتاش منه وبيسد حاجته".

وكانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي دمرت بيت العائلة السابق في الحرب الأخيرة على البلدة شرق خان يونس، ويذهب معه عَفش البيت كله تحت الركام، وأحلام الطفل الأصغر محمد الذي يعاني هو الآخر من زيادة الكهرباء في جسده، وكثرة حالات تشنجه في الفترة الأخيرة، مع وجود مشكلة مرضية في الغدة الدرقية لديه.

" أحيانًا يكون بودنا أن نشتري شيء رأيناه عند الجيران، لا نحسدهم عليه أبدًا، فهذه إرادة الله، لكن حينما نود شراءه ولا نجد المال لذلك، أدعو الله أن يسخر لنا أهل الخير لمساعدتنا في تدبير أمور البيت، وشراء الأدوية، وشراء هذا الشيء". تقول الحاجة سعدية.

وتتابع:" حينما يصلنا معاش الشؤون كل ثلاثة أشهر مرة، ونفكر في شراء شيء للبيت، أو تعبئة اسطوانات الغاز المتراكمة، يأتينا أصحاب الدكاكين لسد الديون التي تقارب على الـ 5000 شيكل، فندخل في حيرةٍ من أمرنا، ونضطر لدفع الجزء الأكبر منها لسد الدين، ومع ذلك ديوننا تزداد يومًا وراء آخر".

تتجول ريهام ( 22 عامًا ) وهي أوسطهم بين أركان البيت، مرةً ترتب أغطيةً ملقاةً على الأرض، وأخرى تلعب بدميةٍ صغيرة، مصابة بإعاقةٍ وزيادة في الكهرباء تدخلها أيضًا في حالات تشنج بعض الأحيان، تبتسم بخفّة روحها، ولسان حالها " كنت أتمنى أن يأتي رمضان هذا وحال عائلتي تغيّر للأفضل".

يعود الأب قائلًا:" ضاقني التفكير في حالي وحال أسرتي، أتمنى أني كنت ولا أزال أبًا جيدًا بالنسبة لهم يوفر لهم ما يحتاجونه، أتمنى أن أكون كذلك وأنا الذي أعجزُ بفعل الظروف القاسية عن فعل شيء لهم".

هذه العائلة تعيش في قرية خزاعة المنكوبة شرق خان يونس، والتي تعرضت لعدوان إسرائيلي عنيف في أيام رمضان الماضي، نتج عنه عشرات الشهداء ومئات الجرحى والبيوت المهدمة ودمار كبير في البنية التحتية، وفقدان مصادر رزق الكثير من العائلات التي كانت تعتمد على الزراعة وبعض المشاريع الصغيرة.

للتواصل مع العائلة 0599086594

حرره: 
م.م