سنشتاق لأوباما

اوباما

الرئيس الأمريكي يؤيد إسرائيل لكن خالية من العنصرية وتسعى إلى السلام مع جيرانها

بقلم: عوزي برعام

رئيس الولايات المتحدة براك أوباما منع بحثا دوليا في موضوع النووي الإسرائيلي، من خلال دخوله في صراع مع عدد من الدول العربية المعتدلة. أوباما لا يفهم ولا يدرك أنه لا احتمال لديه (وخاصة مع الأخذ في الاعتبار اسمه وأصله) أمام شارع يهودي سارع للتصويت في الانتخابات الاخيرة لأنه خاف من العرب السيئين.

بشكل طبيعي ستزعم اوساط في اليسار أنه لا يرد بالمثل على نتنياهو. لكن يبدو أن أوباما لا يتم تحريكه بالنزوات، وأن وجود دولة إسرائيل يشكل قيمة مهمة في نظره. احيانا تكون رغبة قوية لتوجيه انتقادات على جزء من الخطوات الخارجية لأوباما، التي تبدو خاطئة أو مترددة، لكن الليبراليين في العالم سيشتاقون إليه. سيشتاقون إلى رئيس يشكل نموذجا للتفكير المتطور، له مُثل، ويحاول بناء جسور ويناضل ضد العالم الرأسمالي الذي يتجاهل حقوق الفرد.

«إسرائيل اليوم» وسيدها شلدون أدلسون، كانوا محقين بدعمهم للحزب الجمهوري: من وجهة نظرهم، فانه من الافضل أن يأتي رئيس قوي. لقد أبعدوا فشل الرئيس جورج بوش في غزو العراق الذي استند إلى الاكاذيب. إنهم لا يؤمنون برغبة أوباما في خلق عالم أقل تفجرا مع احتمال منع حرب عالمية. لقد كانوا على حق، لأن رجال «حفل الشاي»، الواعظين من الامريكيين الصهاينة ومعارضو الاجهاض، مناسبون لوجهات النظر السائدة في اليمين الإسرائيلي، منها ما يتم التصريح به ومنها ما يُخفى.

لقد كانت هناك ايام كانت فيها الاختلافات بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة صغيرة. صحيح أن تحالفات الاقليات دعمت الديمقراطيين، وأرباب المال دعموا الجمهوريين، لكن الحزبين نجحا في أن يكون هناك تعاون بين الرئيس والكونغرس. لا يوجد لأوباما مثل هذه الكماليات، ليس فقط لأنه أسود، ولأنه تجرأ على تحدي الطوائف في اركانسو ونبراسكا. نضاله من اجل قانون الصحة ومعارضة الجمهوريين لهذا القانون يبين القيم لكلا الجانبين.

أتمنى أن ينجح أوباما في خلق ارث الايمان بالانسان، الاهتمام بالمجتمع الامريكي كله وليس بأفراد أصحاب اموال في داخله. أتمنى أن من سينتخب بعده سيواصل دربه تجاه إسرائيل. أوباما يدعم إسرائيل من الناحية الامنية والسياسية، لكنه يدعو لإسرائيل اخرى، نقية من العنصرية وتريد العيش بسلام مع جيرانها. سيكون هناك من سيقولون إنه يتدخل في شؤوننا الداخلية. لكن هذا لا يشبه تدخل نتنياهو الذي دعم علنا خصم أوباما، ميت رومني، ورفاقه الذين يشكلون نقيض مدني وديني للتقدم.

اقوال دافيد بن غوريون عن إسرائيل كمجتمع مثالي تبدو وكأنها تستهزيء بالواقع القائم، لأن المجتمع المثالي يحتاج إلى اشخاص للاقتداء بهم مثل بن غوريون وليس إلى قيادة جبانة، ضالة وتنقصها الرؤية، قيادة بديلة يفضل أن تستلهم من الرئيس أوباما الذي يمثل الطموح والاهتمام، الحفاظ على مصالح دولته ويبذل الجهود لمنع حروب تعرض للخطر مستقبل العالم.

ليس بيننا الكثيرين الذين سيحترمون الولايات المتحدة وأوباما على موقفه من موضوع الذرة في الشرق الاوسط لأن اولئك المواطنين يعتقدون أن أوباما انتخب من اجل الدفاع عنهم، وحتى عن نزوات اليمين. لكننا نؤمن بقيادة تعمل من اجل الشعب، وتسعى إلى المساواة والقضاء على العنصرية. هذه هي الوصفة الصحيحة.
هآرتس 27/5/2015

عوزي برعام

حرره: 
م.م