شقيقتنا إيران!

ايران

يبدو أنه ليس فقط «التحريض» على الفيسبوك ما يربط بين طهران وتل أبيب

تسفي بارئيل

على كل من سامي دعيس وعمر شلبي، الذين تم الحكم عليهما بالسجن لمدة ثمانية وتسعة اشهر، بعد ان ادانتهم بنشر كتابات تحريضية على صفحات الفيسبوك، عليهما ان يكونا راضيين. فوضعهم افضل بكثير من وضع المواطنين في إيران، الذين حظر عليهم بشكل بات استخدام الفيسبوك وتويتر. ومقابل ذلك، فإن الرقابة الاسرائيلية غير مخولة بوقف مشاركتها: فهناك الكثير مما يمكن ان يتعلموه من الإيرانيين.

فعلى سبيل المثال، فقد دشنت وزارة الاعلام الإيرانية محرك بحث خاص، «فارسيجو»، والذي لا يمكن لمستخدميه ان يتلقو عبره اية معلومة، تتعارض والموقف الرسمي. من يبحث مثلا عن كلمة «الثورة الخضراء» او اسم «مير حسين موسوي»، زعيم الاحتجاجات في العام 2000، فسوف يتلقى نتائج تشوه سمعة الحركة وموسوي. ومن يريد ان يتلقى مواد حول اعلان حقوق الانسان الدولي، فلن يتلق اية معلومات إطلاقا.
ووفقا للتقارير الوارد في الصحف الإيرانية، فقد خصص نظام الحكم الإيراني، اكثر من 40 مليون دولار من اجل «ممارسة الحكومة مسؤولياتها على استخدام تكنولوجيا المعلومات». هذه هي النسخة الملتوية التي استخدمتها وزارة الاعلام، من اجل تعريف ملاحقة المتصفحين والمبرمجين»غير القانونيين».
احدى الضحايا الاخيرة لهذه السياسة هو «بقطاش اباطين» الشاعر ومنتج الافلام الوثائقية المعروف. والذي تم خلال شهر نيسان / ابريل التحقيق معه على مدار ثلاثة ايام متتالية بخصوص كتاباته على الفيسبوك، وفي الاخير تم تقديم لائحة اتهام ضده امام المحكمة. «اباطين» العضو في إدارة اتحاد الكرة، من بين التهم الموجهة اليه، انه كتب على صفحته على الفيسبوك انه ضد ممارسة النظام الإيراني القمع ضد المثقفين، وعضو آخر في إتحاد كرة القدم، «رضا خندان مهبادي»، قال انه تم التحقيق معه من قبل مندوبي اجهزة المخابرات الإيرانية، وتم تفتيش بيته، بدعوى قيامه» بنشر دعاية ضد الدولة» على صفحة الفيسبوك التابعة للاتحاد، والتي تم حجبها.
وفي المقابل نرى، ان جهود النظام من اجل قمع شبكات التواصل الاجتماعي، تواجه كل مرة مجددا بتحدي من قبل المتصفحين الإيرانيين، الذين يجدون طرقا مختلفة من اجل الالتفاف على الحظر. فعلى سبيل المثال، فقد انتقل حوالي خمسة مليون إيراني إلى استخدام تطبيق تليغرام بعد ان وجدوا صعوبة في استخدام شبكة فايبر، وحوالي 70 بالمئة من الشبان الإيرانيين يستخدمون- proxyمن اجل الوصول إلى المواقع المحظورة.
السلطة الإيرانية تدرك مدى محدودية السيطرة على الشبكة او محطات الاقمار الصناعية. كما ان القانون الذي يمنع نصب صحون الاقمار الصناعية على اسطح المنازل لمنع التقاط البث من الخارج، هو غير ذي جدوى. فالشرطة تقوم بين الحين والآخر بحملات لاقتلاع الصحون من على اسطح المنازل، الا انه لا يوجد بيت إيراني تقريبا غير مربوط بهذه الصحون. وزير المعارف، «علي جنتي» لم يكن بالامكان ان يكون اكثر وضوحا عندما اوضح في الاسبوع الماضي إلى ضباط الشرطة، ان «حدود الدولة، او النظم القانونية فيها، لا تسمح لنا بمنع سيل المعلومات التي تصل الينا. في الماضي كان بإمكاننا السيطرة على المعلومات عن طريق ممارسة الضغط على اصحاب شركات الاتصالات. ولكن اليوم فإن الوضع قد تغير وهذه الوسيلة لم تعد ممكنة».
واوضح «جنتي» ان المواطنين الإيرانيين مكشوفون اليوم امام اكثر من 450 محطة قمر صناعي عالمية ووجود 170 محطة ناطقة بالفارسية. «في السنوات القليلة القادمة 2-3 سنوات سوف يكون بإمكان اجهزة الهواتف النقالة الربط مع حوالي الفين محطة للقمر الصناعي ولن يكون هناك حاجة لصحون الاستقبال». والحل بالنسبة له، انه يتوجب خلق حوار جديد لمحاولة إقناع الرأي العام عن طريق انتاج مواد ثقافية محلية تنافس في مضمونها ما يصل الينا من الخارج، وليس عن طريق الرقابة. «جناتي» هو سياسي جذاب. والده احمد جناتي، والذي يرأس مجلس حماة الدستور، هو احد الزعماء المحافظين وكان مقربا جدا لاحمدي نجاد. وتبلغ ثروة العائلة حوالي 250 مليون دولار. ولكن تبين ان الانتساب لعائلة محافظة، لم يمنع «جنتي» من تبني اجندة سياسية وثقافية خاصة به ولان يصبح وزيرا للثقافة، تحديدا تحت سلطة روحاني. فهو يعد كمن يحاول شد حبل حدود حرية التعبير ولتطبيق اجندة ثقافية يومية كالتي يرفع لوائها روحاني.
كما انه يقف ايضا على جبهة المواجهة امام انتقاد علماء الشريعة المحافظين، ومن بينهم والده، وكذلك الكتل البرلمانية المحافظة. فعلى سبيل المثال، في شهر شباط / فبراير الماضي، طلب منه ان يوضح لماذا سمح بتوزيع كاسيت اغاني المطربة نوشين تافي. فنشر الالبوم يتعارض مع القانون الصادر منذ العام 1979 والذي يحظر غناء النساء المنفرد. حيث حذر علماء الشريعة «يمنع بأي شكل من الاشكال ان يتحول غناء النساء إلى شئ عادي، نحن سوف نوقف ذلك». واضافوا «ان وزير الثقافة يدمر القيم الدينية». ووعد الوزير «ان يتم فحص مضمون الشريط مجددا من قبل الجهات المختصة».
يبدو انه ليس فقط السعي وراء «التحريض» على الفيسبوك ما يربط بين إيران واسرائيل- فايضا غناء النساء هو وسيلة مشتركة ناجحة، بإمكانها ان تصبح اساسا لعلاقات قائمة على قيم متشابهة.

هآرتس

تسفي بارئيل

حرره: 
م.م