على رئيس الوزراء أن يختار الوزراء حسب كفاءاتهم وليس شعبيتهم السياسية

الكنيست الإسرائيلي

هؤلاء من سيقررون مصيركم
بقلم ايتان هابر

 

عن رب الأمن الإسرائيلي، موشيه دايان، تروي الاسطورة ذات مرة أن جاء لزيارة وحدات الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان. «كيف هذا الضابط؟» كاد يسأل بهمس قائد القائد هناك. «شاب طيب»، أجابه. «والضابط ذاك؟» سأل عن آخر. «شاب طيب»، اجابه مرة اخرى. فأزبد دايان إذ أجاب: «شاب طيب؟ أعطيه لاختك أو لزوجتك، فأنا احتاج لشباب أكفاء».

اليوم، بالمناسبة، كان يمكن لهذا الجواب ذي الطابع الجنسي أن يحظى بوابل من ردود الفعل اللاذعة من نار ثلات مطلقي النيران على الانترنت.
لماذا جئت بهذه القصة؟ بسبب تشكيلة الحكومة الجديدة التي سيعرضها في الايام القريبة القادمة بنيامين نتنياهو. وها هي نصيحة صغيرة لرئيس الوزراء: احذر عند اختيار الوزراء، إذ منهم بشكل عام لا تخرج التوارة.

ان الميل الطبيعي لرئيس الوزراء، كل رئيس وزراء هو أن يختار لنفسه الوزراء ممن «يستحقون». فمن هو الوزير الذي «يستحق»؟ فهو للمرة الثانية يتولى منصب الوزير بل وربما الثالثة في الكنيست، له علاقات طيبة مع امين سر الحزب، ولا سيما جاء في الانتخابات الداخلية في المرتبة السادسة. وبالتالي فان هذا الذي «يستحق» سيحصل على منصب وزير الكزبرة ـ وسيكون لصهيون الخلاص ولرئيس الوزراء الراحة.

وعندها، لنفترض أن حكومة إسرائيل تنعقد كي تتخذ قرارا بشن حرب ضد حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب، وربما عن هجوم في ساحات ابعد. الاصوات في الحكومة تساوي الحياة والموت، وتوجه أمة كاملة إلى المجهول منوط الان باصبع وزير الكزبرة. الرجل الذي «يستحق». وللفهيمين: معروف للموقع أدناه أن قرارات من هذا النوع لا تتخذ في جلسة الحكومة بكامل اعضائها. فنحن لم نفقد صوابنا بعد. ولكن لا أزال أتذكر جلسة حكومة ما شاركت فيها قبل سنوات وفي اثنائها تقرر وقف انتاج طائرة هلافي بفارق صوت واحد. ذاك الاصبع اياه، أدى إلى اقالة نحو 6 الاف مهندس وفني.

ان الاعتبار الوحيد لرئيس الوزراء في اختيار وزرائه يجب أن يكون مدى ملائمته للمنصب. ليس كل من يرفع صوته أعلى ويظهر بكثرة بين يونيت ليفي وبين تمار أيش شالوم جديرا بان يكون في الحكومة التي تحسم المصائر. صحيح أنه كان في تاريخ الحكم الإسرائيلي عباقرة فشلوا ومتفرغون سياسيون صغار نجحوا في السياسة، ولكنهم استثنائيون. الاخيار حقا هم الاخيار حقا. ناهيك عن أن الحكومة القريبة من شأنها أو كفيلة، وكله حسب الناظر، ان تجد نفسها تقرر في مواضيع مصيرية لم تستعد له.

فمثلا، مرشحون لمنصب وزير يبدون اليوم رأيا عن غلاء السكن وغلاء المعيشة ومقتنعون في هذه اللحظة بان هذه هي المشكلة الاكثر الحاحا في الدولة، من شأنهم أن يكتشفوا قريبا بان عليهم أن يقرروا اذا كانوا سيخرجون في جولة حربية اخرى في غزة او كيف سيردون على اطلاق الصواريخ من لبنان. من أعد نفسه لاثار انتقال سلطة التخطيط في وزارة الداخلية إلى وزارة المالية، وليس هذا غير هام، يجب أن يفهم جيدا، من اللحظة إلى الاخرى، في الحركات اللوائية وفي الاجتياحات الليلية لقيادات حماس في غزة، القصف الجوي لمنشآت حزب الله في لبنان وكيف سيرد الإيرانيون.

اذا كانت الحكومة التالية التي ستؤدي اليمين القانونية في الايام القريبة تنوي البقاء لاربع سنوات، فهذه ستكون على ما يبدو حكومة حرب. في افضل الاحوال ستتصرف في ساحة واحدة، وفي أسوأ الاحوال ستضم اليها ايضا إيران مع جملة منظمات الإرهاب الخاصة بها إلى المعركة. هذا بالطبع توقع قاتم ولكن التخوف حقيقي.

في الحرب القادمة سيكون رؤساء البلديات والمجالس أهم واكثر ضرورة من وزراء الحكومة، باستثناء وزراء الكابينت، بالطبع. يحتمل أن أكون مخطئا. أتعرفون؟ حبذا لو كنت مخطئا. وسأكون أول من سيعترف بالخطأ وأكثرهم فرحا.

يديعوت

حرره: 
س.ع