هل يمكن بعض الهدوء في إيران؟

ايران

بقلم: تسفي بارئيل

فرضت الاسرة الدولية الاسبوع الماضي العقاب الاشد على مواطني إسرائيل. من الان وحتى نهاية شهر حزيران، تقرر في لوزان، محكوم على مواطني الدولة ان ينشغلوا في موضوع واحد فقط: الاتفاق مع إيران. هذا هو التهديد الجديد. ليس النووي الإيراني، ليس نظام ايات الله ولا دور إيران في الإرهاب. الاتفاق وكل من وقع عليه هم من الان فصاعدا اعداء إسرائيل.
أيتذكر احد ما الـ 1.500 صاروخ (في اليوم) التي من المتوقع لحزب الله ان يطلقها علينا أو الإسلام الراديكالي (السني، ليس الشيعي) الذي يهدد اليهود في العالم؟ لا شيء. من الان فصاعدا، في رأس مراتبية التهديدات يبرز «الاتفاق». الاتفاق ـ الذي لم يوقع بعد ـ يحرص منذ الان على أن تكون إسرائيل تعيش من الان في حرب هي جديرة بها. حرب ضد القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة. أثمة بعض المفارقة في سماع الرئيس براك اوباما يحذر كل من يعتزم استفزاز إسرائيل ويعد بان تكون الولايات المتحدة له بالمرصاد؟ هالو؟ ألا يفهم اوباما بان من ناحية نتنياهو الولايات المتحدة هي الان التي «تستفز» إسرائيل؟
حسب نتنياهو، فان وعد اوباما مثله كوعد خامينئي بمساعدة إسرائيل اذا ما هوجمت. واشنطن وطهران هما واحد. اوباما هو «اللاشريك» الجديد. وعندما يرد نتنياهو على المذيع في السي.ان.ان بانه «يثق بان اوباما يفعل كل ما يؤمن بانه الامر الافضل للولايات المتحدة»، فانه لا يضع الادارة الامريكية فقط ضد إسرائيل ـ بل وايضا كل من أيد اوباما، بمن فيهم ناخبوه اليهود. إذ أن من «يفعل الخير للولايات المتحدة في الموضوع الإيراني، يفعل على أي حال الشر لإسرائيل. لا يوجد سبيل آخر لتفسير المتاهة التي حشر نتنياهو دولة إسرائيل فيها حتى الاختناق.
ان خطاب نتنياهو المحمل بالمصيبة يستوجب اجراء بعض الترتيب للامور. إسرائيل، خلافا لإيران التي تخضع للرقابة الدولية، لم توقع على الميثاق الدولي لمنع انتشار السلاح النووي، وقد نجحت في أن تجند العالم لفرض عقوبات على إيران ليس فقط لان إيران هي تهديد بل بسبب الخوف من أن تعمل إسرائيل بنفسها ضد إيران وتجر القوى العظمى إلى حرب في الشرق الاوسط.
ولحظ إسرائيل اقام عدد من كبار المسؤولين في جهاز الامن سورا واقيا ضد الخيار العسكري، لانهم فهموا بان تقدير المحلل الوطني، ايهود باراك وبموجبه فانه في الهجوم على إيران سيقتل «فقط» خمسمائة شخص، هو في افضل الاحوال كذبة فظة. «فلا يوجد في أي سيناريو لا خمسين الف ولا خمسة الاف ولا خمسمائة قتيل»، اوضح الخبير بصفته وزير الدفاع. وعلى الاقل 499 موطنا إسرائيليا مدينون بحياتهم للعقل السليم، وليس لعقل نتنياهو.
ولكن الخيار العسكري لم يلفظ أنفاسه. فالحكومة التي اخافت مواطنيها من سقوط 1.500 صاروخ في اليوم لا تتردد في أن تبشر باحياء الخيار العسكري ضد إيران. وعليه فمما نخاف؟ فاذا كان هناك خيار عسكري فماذا يضير نتنياهو ان يكون هناك اتفاق أو لا يكون؟ مما يخاف ـ ان تكون إسرائيل منعزلة اذا ما هاجمت إيران وكأنها الان تختنق من فائض الاصدقاء في العالم. واذا كان تراجع عن الخيار العسكري فلماذا الحديث عنه؟ وبالاساس لماذا لا يسمح للاتفاق بان يقول كلمته؟ وربما، قبل قرع طبول الخيار العسكري ضد إيران يجدر الفحص كيف تستعد إسرائيل لصواريخ حزب الله، وقبل اطلاق النار على الاتفاق يجدر الفحص كم سنة من الهدوء يعدنا بها.
في دولة كل سنتين تقام فيها حكومة أو تخرج إلى حرب صغيرة، فان 15 سنة من الهدوء هي أبد. هذا هدوء نستحقه. المشكلة هي أن هدوء كهذا سيستوجب الانشغال فجأة في شؤون باعثة على السأم مثل الرفاه، غلاء المعيشة ومستوى التعليم.

هآرتس

 

حرره: 
م.م