حماس انتهت

خالد مشعل

يمكن بالتأكيد القول إن هذه المنظمة لم تعد عمليا تشكل خطرا
بقلم: نوح كليغر

ليست هذه هي المرة الاولى التي أتعاطى فيها مع كل اولئك الامنيين الكبار الذين فجأة، قبل الانتخابات بالذات، يروون لنا عن المشاكل في اثناء خدمتهم، حين كانوا قلقين جدا من سياسة المسؤولين عنهم، كرئيس الوزراء أو وزير الدفاع.

واضح أنهم لا يمكنهم ان يكشفوا بالضبط عما يدور الحديث، وذلك لانهم يأتون من أجهزة سرية للغاية ـ بالضبط مثلما لا يمكننا أن نعرف اذا كانوا نجحوا حقا في اداء مهام منصبهم. ومع ذلك، مسموح ايضا للموطن العادي ان يعرب عن الرأي في سلوك «ما بعد المنصب» لاولئك فرسان الامن عندنا. مثلا عن هذه التصريحات أو تلك، مثلما سبق أن كتبت، ليست لدينا أي امكانية لان نفحص لا مصادرها ولا مدى صحتها ودقتها.
مسموح لنا ايضا أن ننتقد اولئك الذين يظهرون في فيلم الدعاية المناهضة لاسرائيل بوضوح والضارة للغاية. ومسموح لي ايضا ألا اتفق مع احدهم، رئيس المخابرات المتقاعد، الذي يعلن مؤخرا من تحت كل شجرة خضراء وامام كل ميكروفون بان في حملة «الجرف الصامد» خسرت اسرائيل ضد حماس في غزة.
ولما كنت غبيا تماما في كل ما يتعلق بشؤون التجسس (رغم اني «اموت» على الكتب والافلام في هذا الموضوع) فلا مفر عندي غير قبول الصورة عن الوضع من قراءة الصحف ولا سيما مما يجري في الميدان.
وعليه، فبعد نحو نصف سنة من انتهاء تلك الحملة، يبدو بوضوح أن «في الميدان» لم يجرِ عمليا أي شيء على الاطلاق في كل ما يتعلق بعصابة حماس في غزة. وبكلمات اخرى، باستثناء الاحاديث العابرة في الاسبوعين الاولين بعد «الجرف الصامد»، ولا سيما من خلال المصريين، لم تكن أي لقاءات ومحادثات، لا مباشرة ولا بوساطة ما، مع تلك العصابة.
بمعنى ان احدا لم يتحدث معهم عن المطالب والشروط التي طرحوها لاجل انهاء المعارك. لا الاوروبيين، لا الامريكيين ولا الدول العربية على انواعها تحدثت عن انهاء الحصار ـ وبالتأكيد ليس مصر، التي اعلنت عنهم كمنظمة إرهاب ينبغي تصفيتها.
وبالتالي فاي «انتصار» لحماس بالضبط يتحدث عنه رئيس المخابرات المتقاعد؟ ربما يقصد حقيقة أن قطر لم تعد سخية جدا على مستوى تبرعاتها، أو ان في غزة عمليا لم يجرِ اعمار شيء؟
اذن صحيح، اغلب الظن بنت حماس عدة انفاق جديدة نحو البحر ـ كالمعتاد برعاية اسرائيل التي تواصل توفير مواد البناء للقطاع (ناهيك عن عدد الاسرائيليين عديمي الضمير بشكل متطرف للغاية ـ وهذا على اقل تقدير ـ ممن نقلوا الاسمنت بكميات كبيرة)، زعما من اجل اعمار المساكن. كما أن ثمة اعتقاد بان حماس نجحت في انتاج صواريخ محسنة. ولكن مع ذلك يمكن بالتأكيد القول ان هذه العصابة لم تعد عمليا تشكل خطرا، وبالتأكيد ليست عاملا ذا اهمية. في ضوء الخطط المصرية، ليس حماس ايضا أي مستقبل. وبالتالي أين بالضبط انتصرت على اسرائيل؟

يديعوت

حرره: 
م.م