نتنياهو متعهد خراب

صورة توضيحية

بقلم ليلاخ سيغان

ليس هنالك شك في أنه عندما يريد نتنياهو أن يضع الأمور على الأجندة اليومية فإنه يعرف القيام بذلك. ليس هنالك وسيلة إعلام في الولايات المتحدة لم تورد الخطاب في الكونغرس في عناوينها الرئيسية، ولكن مشكلة نتنياهو هي أن معظم وسائل الإعلام لا تُطيقه، ولا نتحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية.

صحيح أن هنالك الكثير من وسائل الإعلام الاجنبية تحولت إلى معادية لإسرائيل في السنوات الاخيرة، ولكن نتنياهو مع كل مؤهلاته يقوم فقط بجعل الوضع اكثر سوءاً. كما أن القليل من الصحف التي ما زالت تعتبر محبة لإسرائيل تمقته بصورة شخصية.

ولسخرية القدر فإن مؤهلاته هي أيضاً تشكل مأساته. ونظراً لأنه آسرٌ جداً بكلماته فإنه مخيبٌ للآمال جداً بأفعاله. إنه يعرف أن يحدد بصورة مدهشة كل مشكلة، لديه حتى الآن مجموعة من المصفقين، ولكن ومع مرور الوقت فانهم يتضاءلون.

نتنياهو لم يخلق أي مشكلة، لم يخلق الساميّة، أو الصحف المعادية لإسرائيل، أو النووي الإيراني، أو السياسات الخارجية لادارة أوباما. لم يحدث شيء بسببه، ولكن لكل مكان ننظر إليه يتضح أن نتنياهو عرف كيف يلقي خطاباً مدهشاً ولكنه بالفعل فرَّق، وسعى ولم ينفذ.وبشكل عام فقط جعل الوضع أكثر سوء.

نتنياهو هو سياسي مدهش نظراً لأنه ينثر كلماته مثل الغبار السحري. هو يَعِد، يرمقك بنظرة ساحرة، يهدئ من روعك بان كل شيء سيكون على ما يرام، ثم يأسرك. ولكن بعد عدة سنوات من التجربة المتراكمة من الوعود الكاذبة، فإن الغبار ما زال موجوداً ولكن السحر تلاشى منذ فترة.

لقد توقف عن خداع أفضل السياسيين في حزبه الذين يئسوا وتركوا. لقد توقف عن خداع أشخاص من احزاب أخرى الذين منذ فترة أصبحوا لا يثقون به، لقد توقف عن خداع غالبية الإسرائيليين الذين لم يعودا مهتمين به أكثر كرئيس حكومة. لقد توقف عن خداع عدد لا بأس به من الأمنيين، الذين خرجوا ضده في الايام الأخيرة. كما توقف عن خداع أيضاً دول أوروبا التي مثل الوباء اعترفت مؤخراً من جانب واحد بالدولة الفلسطينية.

الآن توقف أيضاً عن خداع الأمريكيين الديموقراطيين. صحيح، أنه تبقي حتى الآن الجمهوريون، ولكن هذا يشير إلى أن هنالك فقط هدف آخر للهدم، اذا اعطيت له الفرصة القادمة.

نتنياهو يستطيع الحصول على 10/10 في الخطابات ولكن يحصل على صفر في العلاقات الانسانية. حيث أن بيل كلينتون أيضاً لم يحتمله، وليس بالامكان أن نقول عنه أنه مسلم أو أنه لا يحب إسرائيل. اذاً صحيح أن أوباما سوف يذهب وسيأتي شخص آخر ولكن من الممكن أن يكون ذلك هيلاري كلينتون، ماذا نسعمل حينئذ؟ الديموقراطيين لقد فقدهم نتنياهو، وثانيةً لن يكون هنالك مع من يتكلم معه.

رئيس الحكومة على حق بخصوص الكل ولكنه أثبت بكل السبل الممكنة، بأنه ليس هو الشخص الذي يستطيع أن ينقذنا من كل هذا. بالعكس، إن الكراهية الشخصية تجاهه وصلت إلى مستويات جديدة. والشخص الذي هو أفضل من يشرح مشاكل إسرائيل هو لسخرية القدر الشخص الذي يعمقها.

لقد تأثرنا من الخطاب، ولا نقول ذلك تهكماً-جميل أن لدينا من يتكلم بهذه الدرجة من الجمال لصالح إسرائيل. وهذا ليس أمراً بديهياً. ولكن في الاسبوع القادم هذا الخطاب سيُنسى، ومن ثمّ ستطفو المواضيع المؤلمة التي تتطلب حلاً وليس فقط كلمات. وبالضبط كما أثبت نتنياهو أنه يستطيع القاء خطاب مؤثر، فإنه أثبت أيضاً في العديد من المرات بأنه أبعد من ذلك ليس قادراً على إدارة سياسات من شأنها أن تحل المشاكل. ليس في الداخل ولا في الخارج.القاء الخطب، هذا كل ما لديه.

معاريف

حرره: 
س.ع