العقوبات ضد إيران في الكونغرس

الكونغرس

تشوش دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بعد تعرضها للمزيد من الانتقاد

بقلم: حيمي شليف

إضافة إلى الهجوم الاعلامي والسياسي المتزايد ضد الخطاب المتوقع لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكونغرس، يُضاف في هذا الوقت انهيار دعم الديمقراطيين للعقوبات الجديدة ضد إيران. وفي الفترة القريبة ربما يؤدي ذلك إلى تأجيل المسيرة كلها على الأقل حتى نيسان القادم. تعرض بنيامين نتنياهو وجون باينر، رئيس مجلس النواب الامريكي، في الايام الاخيرة إلى انتقاد جماهيري واعلامي غير مسبوق، ليس فقط من قبل الصحافيين والمحللين الليبراليين الذين يعتبرون متعاطفين مع الكونغرس، بل ايضا من مصادر محافظة مثل شبكة «فوكس»، الذين يعتبرون بشكل عام كخصوم للرئيس وكأصدقاء لنتنياهو. المحلل كريس فالس قال أمس إن الاجراء الذي قام به نتنياهو «مجرم» المتمثل بتجاهل الرئيس اوباما و «مخجل»، كما وصف ذلك شبرد سميث، «ماذا يعتقدون؟ أننا أغبياء؟».

وهناك ايضا سناتورات واعضاء كونغرس لا ينتقدون بشكل عام اسرائيل، تمادوا هذه المرة واعترضوا على دعوة نتنياهو إلى الكونغرس في مثل هذا الوقت. السناتورة ديان فاينستن من كاليفورنيا قالت أمس لـ «هآرتس» إن «دعوة نتنياهو بدون التشاور مع الادارة الامريكية هي خرق واضح للبروتوكول وتجاوز غير مقبول للسياسة الحزبية والسياسة الخارجية لنا».
وأضافت فاينستن إن «فرض عقوبات جديدة ضد إيران خلال المفاوضات – وهو الموضوع الذي سيحاول نتنياهو الحديث عنه – سيؤدي إلى انهيار الاتصالات وتدمير الفرصة الدبلوماسية التاريخية. وفرض العقوبات الآن هو عمل غير مسؤول وخطير». إن فاينستن الليبرالية غير محسوبة على المبادرين لفرض العقوبات المقترح، لكن الكثير من اولئك الذين دعموا القانون في الماضي أو الذين قالوا إنهم فكروا في ذلك يتباطؤون الآن ويعلنون أنهم يدعمون تأجيل فرض العقوبات.
الصحافية لورا روزن من موقع الـ «مونيتور» كتبت تقريرا أمس مفاده أن السناتور روبرت ماندز الذي بادر إلى العقوبات الجديدة مع السناتور الجمهوري مارك كريك اللذين سمي الاقتراح باسمهما «قانون كريك – ماندز»، يحاول الآن انقاذ ما يمكن انقاذه من الوفاق الحزبي. ويعرض ماندز على الديمقراطيين تأجيل التصويت على القانون الجديد إلى 26 آذار، وهو الموعد الذي يتوقع أن تصل فيه الولايات المتحدة وطهران إلى اتفاقات مبدئية حول المشروع النووي بينهما. إن اجراء ماندز يتوقع أن يضع الجمهوريين أمام معضلة: هل يعملون على إقرار العقوبات في مجلس الشيوخ في الايام القريبة القادمة، كما وعد السناتور الجمهوري لندز غرهام بعد مقابلة أجراها في كانون الاول مع نتنياهو في القدس – بدون دعم الديمقراطيين – أو الانتظار حتى نهاية شهر آذار حتى ينضم الديمقراطيون إلى الاقتراح.
في السيناريو الاول سيحظى الجمهوريون بانجاز اعلامي ولكنهم سيضمنون أنهم لم يتمكنوا من احراز الاغلبية التي ستلغي الفيتو الأكيد الذي سيفرضه اوباما. وفي السيناريو الثاني قد يحصلون على اغلبية أكثر جوهرية – لكن هذا الامر قد يحدث متأخرا جدا بعد احراز الاتفاق المبدئي بين واشنطن وطهران، «حينها ستكون الخيول قد هربت من الاسطبل»، كما قال أمس أحد المساعدين في تل الكابتول.
وفي هذا الاسبوع سيتبين إلى أين تتجه الرياح عندما تجتمع اللجنة البنكية للسنات في يوم الخميس للتباحث في هذا القانون. إن فضيحة دعوة نتنياهو ستلقي بظلالها على هذه المداولات وتفرض عليها تركيز اعلامي لم يكن متوقعا من قبل. والمشرعون من الحزبين يتأثرون بالتأكيد من هذه الموجة غير المسبوقة من الانتقاد الموجه إلى باينر، الذي دعا، والى نتنياهو، الذي استجاب. وسيأتي بعد ذلك الاحتجاج ضد الخطاب، ليس فقط من مؤدي الادارة الامريكية بل ربما من المعارضين ايضا. المحلل من «نيويورك تايمز»، ديفيد بروكس، الذي تعرض في بداية هذا الشهر للانتقاد الحاد بسبب مقال نشره تحت عنوان «عصر بيبي»، قال أمس في مداولات في شبكة البث الجماهيرية إن الحديث يدور عن «اجراء غير حكيم سيضر باسرائيل». وقال زميله الليبرالي مارك شلدز في نفس الحدث إن الاجراء «غير مسؤول وملوث».
وفي المقابل هاجم المحلل المحافظ المعروف، شارلز كراوت هامر، هاجم ادارة اوباما وقال إن «الرئيس يتعامل مع اسرائيل كطفل صغير – أو كعدو».

هآرتس

 

حرره: 
م.م