"سوا" تناقش خلال مؤتمرها الـعاشر الآثار النفسية للحروب على غزة

مؤتمر سوا

زمن برس، فلسطين: ناقشت مؤسسة "سوا" خلال مؤتمرها العاشر "غزة الجراح المخفية"، آثار الحروب المتكررة وابعادها النفسية على الفرد والمجتمع، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، وحضور عدد كبير من الإخصائيين النفسيين من مختلف المؤسسات، الذي عقد في جمعية الهلال الأحمر بالبيرة

وأوضحت الأخصائية النفسية، المحاضرة في جامعة مدريد "أندريا هينينج"، بأن " الشخص الذي يتعرض لصدمة يصبح فاقدا للتركيز والقدرة على الاتصال حتى مع ذاته، فالصدمة شيء مؤلم جداً يصعب على العقل استيعابها فلا يستجيب لها لكنه يتماشى معها، وقد تصل بالشخص المصدوم الحالة بعدم القدرة على تحديد الزمان والمكان، كما يفقد القدرة على العناية بنفسه".
وأكدت مسؤولة الإرشاد في مؤسسة سوا فلورا سلمان، أن آثار ما بعد الصدمة تتشابه عند الأطفال والبالغين، مشيرة الى أن من آثار الصدمة المرور بالفقدان والتي تنقسم لمرحلتي العزاء و الحزن.
وأشارت سلمان إلى أن معرفة وجود فقدان صادم يكون بفحص بعض الأمور منها، "اداء الطفل والعائلة قبل وبعد الحدث، معنى الموت، آثار ما بعد الصدمة لدى الطفل، تداخل آثار ما بعد الصدمة مع مرحلة العزاء".
من جانبها قالت مديرة مؤسسة "سوا" أهيلة شومر، إن المؤسسة لا تستطيع تجاهل هول الكارثة الإنسانية التي حلت على أهالي قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلية، مستشهدة بالتقييم الأولي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، الذي أكد أنالأطفال كانوا شهودا على مقتل ابائهم وامهاتهم وافراد عائلاتهم واصدقائهم وتدمير منازلهم ومدارسهم.
وحسب التقرير، فأن 373000 من الأطفال يحتاجون لدعم نفسي اجتماعي متخصص، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بسبب المشاكل النفسية التي تظهر بعد أشهر من التعرض للصدمات. 
وقدم فريق مسرح عشتار عرضا مسرحيا، تناول الحرب على غزة، وذكرت المديرة التنفيذية لمسرح عشتار إيمان عون، أن مونولوجات غزة هي حكايات شخصية لأطفال عاشوا مرارة الحرب على القطاع تنقل بأسلوب مسرحي.
وبينت عون أن فريق مسرح عشتار عمل على من خلال مشروع "مونولوجات غزة" على نقل النصوص التي كتبها أطفال غزة إلى مسارح خمسين مدينة في ثلاثين دولة حول العالم، حيث ترجمت النصوص إلى لغات عدة، وسيجسدها أطفال من تلك الدول، في رسالة دولية ترفض الحصار على غزة.
من جانبها، شددت نسرين جبارة من مجموعة مفاصل للعلاج النفسي بالحركة، على أهمية العلاج النفسي بالفنون الإبداعية والتعبيرية، ويتمكن الفرد من خلال هذا العلاج من اكتشاف قدراته المختلفة التي تعزز الثقة بالنفس، كما يتمكن بطريقة غير مباشرة من إسقاط صراعاته الداخلية في صور، رسومات، حركات، دراما، موسيقى.. ويكون الاتصال بين المعالج والمتعالج اتصالًا رمزيًا.
وأكدت جرايسي، بأن الحركة تظهر المشاعر الداخلية التي يصعب التعبير عنها بحوار عقلاني، ويُعبر عنها بحركة ايقاعية رمزية.
بدوره، نوه المستشار القانوني لـ"سوا" المحامي جلال خضر إلى تجربة المؤسسة خلال فترة الحرب على غزة، "حيث بذل الطاقم كل ما بوسعه بالعمل ليلا ونهارا لتقديم العون لأهلنا بغزة، كذلك تم التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة وشركة جوال، بارسال 600 الف رسالة نصية لأهالي غزة توجههم إلى الإتصال على خط سوا (121) لتلقي الدعم النفسي الأولي، وحتى نضمن استمرارية عملنا تم تشغيل نظام تخزين للطاقة الشمسية، للحفاظ على البيئة وخفض المصاريف الجارية".
وأكد المتطوع في مؤسسة "سوا" سامي حسين، أن كل الحالات التي تلقوها خلال الحروب الثلاثة على غزة كانت صعبة وتحتاج لدعم نفسي كبير، وأن  كثيرا من الأهالي كانوا يعانون من الآثار النفسية لكنهم يسعون لمساعدة أبنائهم إلا أن لسان حالهم يقول (فاقد الشيء لا يعطيه).
وقدم الكوميدي الفلسطيني عدي خليفة فقرات ترفيهية خلال المؤتمر، تناولت الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون، ناقش خلالها قضايا هامة بأسلوب كوميدي، كما رافق المؤتمر الفنان الفلسطيني أحمد حميدات الذي رسم جدارية عن غزة اختزلت جراحته الأليمة.
وأكد المشاركين في المؤتمر، على أهمية المواضيع التي تم التطرق اليها ومدى الحاجة للدعم النفسي لأهالي غزة، واهمية ادخال أساليب جديدة في العلاج النفسي، مثل الفنون التعبيرية وغيرها.
 

حرره: 
م.م