من غزة إلى أوروبا .. وماذا يحدث في البحر ؟

غزة

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: في البقعة التي أشبه بالسجن، وبعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة  يكاد تفكير الكثير من الشباب هذه الأيام في غزة محصورًا في الهجرة غير الشرعية إلى البلدان الأوروبية عن طريق البحر بعد أن تسللت لمسامعهم قصص نجاح البعض بالإبحار إلى أوروبا فترة الحرب وبعدها.

محمد ( 24 عامًا ) تخرّج حديثًا  من قسم الصحافة في الجامعة، بعد أن سمع بالأمر، سارع لزيارة مكتب للسفريات في منطقته خان يونس، والسير في اجراءات فورية لإصدار جواز السفر، والاتفاق على دفع 3500 دولار مقابل الرحلة التي تبدأ من رفح، حتى الاسكندرية، ومنها إلى سواحل ايطاليا عبر البحر. وبعدها بالقطار للسويد أو الدول المحيطة قائلًا لمراسل زمن برس:" انها فرصة وقد لا تتوفر مستقبلًا، ولا يمكن انكار حجم المخاطرة لا سيما أن البحر هو طريقنا".

وأضاف قائلًا:" انها مكلفة مالًا ووقتًا، والحياة في غزة باتت صعبة جدًا لا يمكن تحملها أبدًا بالنسبة لشابٍ مثلي يملك شهادة جامعية لم تمكنه من الحصول على وظيفة، وكذلك عشرات الالاف الذين يفكرون بالهجرة هنا" ويختم قائلًا:" بانتظار صدور الجواز وسأفعلها ".

ص . ن ( 40 عامًا ) يدير مكتبًا للسفريات في جنوب قطاع غزة، لا ينكر حجم الزيارات اليومية لشبابٍ يستفسرون عن موضوع الهجرة، في حديثه لزمن برس قال:" مقابل 3500 دولار يدفعها الشاب تبدأ الرحلة، وقد تكون من رفح عبر النفق أو بتنسيق عبر المعبر يدفع الشاب أتعابه، وصولًا إلى الاسكندرية، حيث يقضي الشبان يوم أو يومين بانتظار لحظة الابحار".

يكمل بالقول:" من ثلاثة أيام إلى خمسة يبقون في البحر في حضرة المهربين وجهتهم سواحل ايطاليا، وهذه هي المرحلة الأكثر خطورةً بسبب ظروف البحر، وقوارب مكافحة الهجرة".

ويضيف:" لحظة وصولهم ايطاليا، كثيرون منهم يقعون تحت قبضة السلطات التي تحولهم فورًا لمعسكرات اللجوء، وحينها تبدأ جولة طويلة من التحقيق وربما التعذيب، ومنهم جزء ينجح في الوصول والعبور إلى السويد أو بلجيكيا عبر رحلة القطار".

الباحث الفلسطيني المقيم في أوروبا " عبد الهادي العجلة " قابل عددًا من الشبان الذين نجحوا في الوصول لمدينة ميلانو الايطالية في ظروف انسانية صعبة، قائلًا لزمن برس:" لا يملكون مطلقًا اللغة التي تؤهلهم للتواصل مع غيرهم، ويصلون هناك ومعهم مبالغ ضئيلة جدًا لا تمكنهم من التنقل بين المدن وايجاد المكان المناسب للنوم والراحة، فتراهم ينامون تحت الجسور وفي محطات القطار".

ويتابع بالقول:" أغلبهم تكون وجهتهم السويد، أو بلجيكا والنرويج، والطريق من ايطاليا لهذه الدول صعبة جدًا، واذا وقعوا في قبضة السلطات يتم ارجاعهم إلى ايطاليا، ومنهم من يركب قطارات لا يعرفون وجهتها أساسًا".

وعن المشكلة الكبرى التي تحدث لهؤلاء الشبان لحظة وصولهم ايطاليا يقول:" الكثيرون منهم لا يملك تصور أبدًا لما يجب أن يفعلوه، لدرجة أنهم حين يجدون عربيًا في ايطاليا يبادروه بالسؤال إلى أين نذهب ؟!".

ويختم بالقول:" الشتاء قادم، واذا ما استمر الأمر على هذه الحالة، سنشهد كوارث في البحر، ينبغي  لهم أن لا يتعجلوا في الاندفاع لمخاطرة كبيرة من هذا النوع".

حرره: 
م.م