حرب استنزاف خطيرة على إسرائيل

حرب استنزاف

لن ينزع أحد سلاح حماس ـــ لا الأمم المتحدة ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية
 

بقلم: موشيه آرنس

في بدء الاسبوع الثامن من عملية الجرف الصامد تتدهور العملية لتصبح حرب استنزاف. فحماس تطلق في كل يوم مئات القذائف الصاروخية والقذائف التي ترمي الى اصابة السكان المدنيين في اسرائيل، ويقصف سلاح الجو الاسرائيلي في كل يوم اهداف لحماس في القطاع ويوقع خسائر كثيرة من السكان المدنيين وهم ضحايا ابرياء دُفعوا الى ما حول الاهداف. واعلن عدد من الخبراء الاسرائيليين أن استمرار حرب الاستنزاف هذه افضل من عملية عسكرية شاملة ترمي الى القضاء على حماس بالضربة القاضية، وأن حرب الاستنزاف ستنتهي في آخر الامر ويد اسرائيل هي العليا.
وأقترح عليهم أن يتذكروا حروب استنزاف دولة اسرائيل السابقة وقد فرضت أولها على اسرائيل في الاشهر الستة التي تلت قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة والذي اتخذ في 29 تشرين الثاني 1947. فقد تطورت هجمات عصابات مسلحة عربية لتصبح حربا شاملة حينما هاجمت جيوش مصر والاردن وسوريا ولبنان والعراق اسرائيل في 15 أيار 1948. وفي اشهر حرب الاستنزاف الستة ناضل الاستيطان اليهودي عن حياته واستعد بما بقي من قوته لصد الهجوم المتوقع من الجيوش العربية. وبلغ عدد المواطنين اليهود القتلى آلافا وأفضت انتصارات الجيش الاسرائيلي فقط الى انهاء العدوان العربي.
ونشبت حرب الاستنزاف الثانية على اثر حرب الايام الستة ودارت في الاساس على طول قناة السويس بين آذار 1969 وآب 1970. وأصيب في تلك الفترة 600 جندي من الجيش الاسرائيلي، وفي نهاية الامر وقعت اسرائيل ومصر على اتفاق هدنة على اساس خطة وزير خارجية الولايات المتحدة وليام روجرز. وأنهى انتصار اسرائيل فقط في حرب يوم الغفران في 1973 وضع الحرب الذي ساد بين اسرائيل ومصر مدة عشرات السنين.
كانت حرب الاستنزاف تلك شديدة جدا على اسرائيل وكان عدد الضحايا كبيرا وأثقل القتال الطويل على اقتصاد الدولة، ولا مناص من استنتاج أنه اذا وجب على اسرائيل أن تخرج لحرب فيجب أن تكون الحرب قصيرة بقدر المستطاع.
إن خطوط الجبهة الامامية الحالية، بخلاف ما كان عليه الامر في الماضي، ليس فيها جنود من الجيش الاسرائيلي بل فيها سكان مدنيون في الاساس، وبرغم ان سكان غلاف غزة يستحقون كل مدح لاستعدادهم للبقاء في بيوتهم في الاسابيع الاخيرة، من الواضح انه لا يجب عليهم احتمال هذا العبء زمنا طويلا بعد.
لا يمكن أن يعتبر استمرار حرب الاستنزاف في اسرائيل بديلا مقبولا، وينبغي أن نأمل أن يتم تعلم آخر الامر درس أنه لا يمكن ردع منظمات ارهاب – لا القاعدة ولا داعش ولا حماس ولا حزب الله ايضا برغم كل النظريات التي تزعم خلاف ذلك.
إن فترات الهدنة يستغلها الارهابيون للاستعداد للجولة التالية ولا يمكن ردع المخرب الفرد ولا المنظمة التي ارسلته. ينبغي أن يُهزم المخربون وأن يُجردوا من اسلحتهم، ولا يمكن أن يهزموا بهجمات من الجو فقط وينبغي ألا نُدفع الى حرب استنزاف معهم. فاذا تقرر عدم بدء هجوم بري بغية هزيمة حماس في القطاع فان الخيار الوحيد الباقي هو الاستجابة لعدد من مطالبها كي توافق على الهدنة، واذا تم الفحص عن هذا البديل فيجب أن يكون واضحا أن مدة الهدنة ستستغلها حماس كي تستعد للجولة التالية من الهجمات على اسرائيل، ولن ينزع أحد سلاح حماس – لا الامم المتحدة ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية، وستعد الهدنة الساحة فقط لجولة القتال التالية.

هآرتس

 

حرره: 
م.م