ماذا لو فشلت مباحثات القاهرة؟

زويا مزين
(خاص) زمن برس، فلسطين: في ظل تباين الآراء حول مسار المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية لوقف إطلاق النار والتهديدات الاسرائيلية في حال فشل المفاوضات باجتياح واسع لقطاع غزة وعدم التوصل للاتفاق على الرغم من تمديد التهدئة للمرة الثانية لـ 72 ساعة جديدة، طُرحت عدة تساؤلات، إلى أين وصلت المباحثات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي وماذا لو فشلت؟ وما هي الخيارات المطروحة أمام الجانب الفلسطيني؟
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي عبد الستار قاسم، في حديث لـزمن برس "إن بيئة المفاوضات من المفترض أن تكون مختلفة عما هي عليه حيث أغلب الدول الموجودة في الحراك الدبلوماسي بالقاهرة هي مع نزع سلاح المقاومة وتصفيتها، وخطأ فصائل المقاومة أنها لم تصر على دور تركي افضل بالاضافة إلى المقاومين الذين قاتلوا في الميدان لم يكن لهم دور في العملية التفاوضية".
وأشار قاسم إلى" أن حكومة الاحتلال تحاول اللعب بالوقت من أجل أن يسأم أهل غزة وينفضوا من حول المقاومة".
وأفاد قاسم بأنه في حال فشلت المباحثات وانتهت الهدنة "فمن الأفضل أن يغادر الوفد الفلسطيني القاهرة لأن المباحثات يجب أن تجرى وفقاً لقدرات الفصائل وما دامت قدرتها العسكرية جيدة فلابد أن تفاوض بها، وأن نحمّل اسرائيل مسؤولية القتال بعد ذلك على حد تعبيره.
ورأى قاسم أنه من الأفضل لو حضر من الوفد الفلسطيني المفاوض من لا علاقة لهم بالمخابرات المصرية حتى لا يتم التنازل عن أي قضية من القضايا بسبب مجاملات و "العيش والملح" مع المسؤولين المصريين، بحسب تعبيره.
وطالب قاسم بعدم التضحية أو التنازل لأي من المطالب وعلى رأسها الميناء والمطار خاصة" أن معبر رفح غير مضمون ولا سيادة لمصر علي سيناء إلا بإذن من إسرائيل."
وقال الخبير في الشؤون الاسرائيلية أنس أبو عرقوب، لـزمن برس "إن فشل مباحثات القاهرة يضع إسرائيل أمام ثلاثة خيارات أولها: اللجوء إلى اجتياح بري موسع للقطاع، وهذا الخيار غير مفضل لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتتنياهو ووزير جيشه لأنه ينطوي على مخاطرة كبرى فيما يتعلق بمستقبلهم السياسي، بسبب توقع سقوط عدد كبير من القتلى بصفوف الجيش، ومع ذلك يجد نفسه مجبراً تحت وطأة الضغوط الجماهيرية والسياسية للجوء لهذا الخيار في حال استمر اطلاق النار".
والخيار الثاني وفقاً لأبو عرقوب فهو قبول إسرائيل بما يسمى "رذاذ الصواريخ" ويعني تلك الصورايخ التي تضرب التجمعات السكنية الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وقد تتعايش إسرائيل لفترة بسيطة مع هذا الواقع ولكن الجمهور الاسرائيلي سيمارس ضغوط وسيدفع جيش الاحتلال لشن غارات وتنفيذ عمليات اغتيال من جديد.
أما الخيار الثالث" فيتمثل بالعودة الى البحث عن حل سياسي بصيغة أخرى، تقوم على حلول وسط للقضايا "الخلافية بين الطرفيين". وأضاف أبو عرقوب أن أوساط اسرائيلية عديدة رجحت الخيار الأخير.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، لـزمن برس،" إن هناك هوة واسعة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على ضوء الاستحقاقات الفلسطينية المطلوب تنفيذها خاصة فيما يتعلق بالعناصر الأساسية لفك الحصار على قطاع غزة بما في ذلك المعابر وقائمة طويلة من الاحتياجات الفلسطينية التي منعتها اسرائيل خلال الفترة الماضية.
واعتبر حبيب أن ما يجري في القاهرة من مباحثات هو "عض أصابع بين الجانبين ومن الصعب التكهن كيف تنتهي المباحثات حاليا في ظل حالة الغموض التي تسودها المفاوضات على ضوء المواقف التي يحاول كل طرف فرضها على الآخر في ظل عدم حسم أي طرف للمعركة لصالحه بشكل نهائي".
وأشار حبيب إلى وجود تبريرات من أجل أن لا تكون الهدنة الـ 72 هي الفرصة الأخيرة للتوصل لاتفاق دائم، وفي حال فشلت المفاوضات" فليس هناك خيار أمام الجانب الفلسطيني سوى الاستمرار بحرب الاستنزاف، أما الجانب الاسرائيلي فمن المرجح أن يستمر بالتهديد بالاجتياح الواسع لقطاع غزة وهذين الرأيين هما جزء من عملية الضغط داخل المفاوضات".
وأوضح حبيب أنه بالنسبة لقضية المطار والميناء فمن الممكن أن يطرح الجانب الفلسطيني تعديلات على هذا المطلب و"خاصة اذا كانت السلطة برئاسة الرئيس محمود عباس هي من ستتسلم مقاليد الأمور في قطاع غزة وستكون هناك سلطة شرعية قادرة على أن تقود عملية الرقابة على كل ما يدخل الى قطاع غزة بحيث تكون كافة المواد الداخلة وفقا للمعايير القانونية".