فيديو.. أبراج الندى أشرق عليها قصف الاحتلال فأذابها‎

أبراج الندى
يوسف حماد
 
زمن برس، فلسطين: بعد انتهاء الهدنة الجزئية صباح الجمعة والتي توافقت عليها إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة برعاية مصرية بعد قتال شرس ودامي راح ضحيته مئات الشهداء المدنيين الذين لم تنتحي الطواقم الطبية بعد من تعداد ضحاياهم، ولم تختفي مراحل زيارة وتفقد منازلهم وشققهم المدمرة في ايام الهدنة الإنسانية.
 
عشرات الألاف نزحوا بصورة عكسية من مراكز الايواء الى منازلهم المدمرة في مناطق شمال قطاع غزة الذي تعرض لتوغل بري وقصف جوي بحري بري عنيف وشرس خلال 30 يوما من العدوان الاسرائيلي المسمى "الجرف الصامد".
 
لم يأبه الكثير من المواطنين لانتهاء التهدئة، وذهبوا تحت حمى القذائف المدفعية التي عاودت استهداف كل ما هو فلسطيني، بعد هدوء نسبي لمدة 3 أيام كهدنة مؤقتة.
 
مريم أبو عاصي "30 عاماً" تفتش بين ما تبقى من أغراض شقتها السكنية في منطقة أبراج الندى شمال قطاع غزة، تقول" بلهجة يائسة " لقد فقدت كل شيء، نعم كل شيء، عندما أعلنوا عن هدنة كان الأمر بالنسبة لي يوم عيد، لقد رأيت منزلنا انه مدمر تماما".
 
ويتضح من مشاهد الدمار المهول في منطقة أبراج الندى التي تقع على تخوم بلدة بيت حانون، وتقترب من موقع إيرز العسكري الاسرائيلي أن القصف أتى على الأبراج السكنية بصورة تامة ومدمرة، وتظهر المشاهد دمار هائلاً في الأبراج والشقق السكنية التي غطاها سواد القصف وحرائقه.
 
وظهر أثناء سيرنا الفتى عمر أبو وادي وهو يخرج من إحدى فتحات الشقق السكنية الصغيرة بين الركام وعند سؤاله عن مبتغاه قال " أحاول أن أستخرج  ما تبقى من الشقة، لأنه لا يوجد معنا أي شيء، حتى الملابس تم توزيعها علينا من أهل الخير".
 
الفتى أبو وادي "17 عاماً" أنهى مرحلة الثانوية الأولى ويستعد لدخول الثانوية العامة، وبدأ يُرى تميزه في المراحل الدراسية السابقة، يقول "أنظر هذه شهادات تفوقي، أصبحت الآن من الماضي(..) نحن نتلقى معونات للبقاء على قيد الحياة، نحن نسكن في خيمة أمام البرج الذي كان يضم شقتنا، إنه أمرٌ فائقٌ في الحزن، إنك لن تعود لمكان حياتك الطفولي، إنه حقك أمر مؤلم".
 
أما الشاب رمزي الحداد "23 عاماً" والذي تواجد بجوار "سيارة ضخمة لإزالة الركام"، فقال:" نحن لا نريد شيء في غزة، سوى أن تتحسن الأمور لقد خسرنا منزلنا، وذكرياتنا، لكننا لا نرىد أن تعود الأمور إلى ما قبل التهدئة، لا أحد يستطيع الخروج، لا توجد مواد بناء، أعتقد أن مواصلة الحرب مع فداحتها أقل تحسراً من محاصرة مستقبلك في غزة دون معالم واضحة".
 
وسكن في منطقة أبراج الندى أفراد الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في غزة سابقاً،  ثم تواتر على سكنها مواطنون من كافة مناطق قطاع غزة.
 
واستأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة براًِ وجواً وبحراً، بعد أن فشلت مباحثات القاهرة في تمديد التهدئة المؤقتة، بسبب التعنت الاسرائيلي في الإستجابة للمطالب الفلسطينية لوقف إطلاق النار بصورة نهائية.
 
للمشاهدة 
 

حرره: 
م.م