خربة عاطوف والرأس الأحمر..صامدة في وجه المد الاستيطاني

خربة عاطوف والرأس الأحمر

-تقرير من إعداد طلبة الإعلام في جامعة النجاح الوطنية:

زمن برس، فلسطين: لم تهزم تلك الخرب المترامية الأطراف بين جبال وسهول بلدة طمون، عاطوف والرأس الأحمر ما زالت صامدة رغم منغصات الإحتلال وسرطان الإستيطان، صامدة بعزائم أهلها وإصرارهم على العيش والحفاظ على ما تبقى من أراضي المنطقة ومحاولة استرداد ما يمكن بعد ابتلاع المستوطنات ومعسكرات التدريب لعشرات الدونمات خلال السنوات المنصرمة.

خربة عاطوف والراس الأحمر عبارة عن تجمعات سكنية وبدوية تقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمال شرق طمون، يسكنها العشرات من العائلات التي تعتاش على فلاحة الاراضي وتربية المواشي يبلغ عدد سكانها نحو 1000 نسمة.

تبلغ مساحة أراضي منطقة عاطوف والرأس الأحمر قرابة 98 دونما، تم اقتطاع نسبة لا تقل عن 70% من اراضيها لصالح المستوطنات، ومعسكرات جيش الاحتلال، حيث لم يعد بمقدور الأهالي الاستفادة منها وسط تدريبات جيش الإحتلال ومضايقاته.

ويدير شؤون المنطقة مجلس محلي يعنى بشؤونها التنظيمية ويعتبر أحد اهم ركائز صمود المنطقة من خلال التنسيق مع الأهالي والمنظمات الدولية ومؤسسات السلطة الفلسطينية.

غرس الاحتلال انيابه ومخالبه  في المنطقة منذ بداية عام 1967، وأقام عدة المستوطنات على اراضٍ تعود ملكيتها لأهالي طمون وطوباس وعاطوف والرأس الأحمر، وكون الأخيرتين  الاقرب لتلك المستعمرات فقد نالها من الاذى القسم الأكبر.

ويشرع المستوطنون سنوياَ وسط حماية قوات الجيش الاسرائيلي بإتلاف مزروعات السكان وحرق محاصيلهم والقيام بالتدريبات والمناورات العسكرية التي تجريها قوات الاحتلال في تلك المنطقة بشكل دائم ترهب السكان للضغط عليهم لإجبارهم على الرحيل وترك اراضيهم كي يستولي عليها الجيش.

وفي حديث مع احد مواطني سكان المنطقة, قال المواطن لطفي بني عودة الاربعيني صاحب احد الخيام التي تم تدميرها من قبل جيش الاحتلال:"  لقد دمر الاحتلال كل ما لدينا فقد اصبحنا في عداد المشردين، ولم يبقى لنا مأوى نلجأ اليه انا وأولادي، فهذه الخيمة وحظيرة الماشية هو كل ما نملك.

وأضاف:  "منطقة عسكرية مغلقة" هي حجت الإحتلال الواهية، وهي من أهم أسباب اجبارنا على الرحيل عن ارضنا لكننا لن نرحل وسنبقى صامدين.

تعاني  الخربة الكثير من المشاكل ومنها  قلة المياه الصالحة للشرب او اللازمة للزراعة والمواشي، إلى عدم توفر الكهرباء في خربة الرأس الأحمر، كما تعاني المنطقة جراء عدم توفر خدمة الرعاية الصحية المناسبة وصعوبة المواصلات للمناطق المجاورة.

وتعقب زوجة بني عودة قائلة:" نعتمد على صناعة الحليب والجبن ونرسلها الى طمون ونابلس من اجل تأمين قوت اطفالنا ولا يوجد مصدر رزق اخر نعتمد عليه.

وتحدثت ام قسام عن المعاناة التي تواجه اطفالها عند الذهاب الى المدرسة حيث يقضون وقتا طويلا للوصول الى المدرسة مشياَ على الاقدام وسط صعوبة الدراسة نظرا لعدم وجود كهرباء، ومعاناة التعرض للظروف الجوية صيفاً وشتاءً خلال قطعهم مسافة لا تقل عن 2 كيلو متر لأقرب مدرسة.

وفي ذات السياق قال المواطن محمود بني عودة ( ابو ناجح):" تم تدمير بيتنا بالكامل، وأجبرنا على الإنتقال لمنطقة أخرى لنصب خيامنا من جديد، ولم نتوقف عند هذا الحد بل عاد جنود الاحتلال وهدموها فوق رؤوسنا 5 مرات متتالية.

وفي الحديث مع  رئيس مجلس قروي العاطوف عبد لله بشارات قال" "إن جنود الاحتلال يمارسون عليهم الضغوطات لإجبارهم على الرحيل وترك أراضيهم، حيث صادرت سلطات الاحتلال الاف الدونمات بهدف تضيق الخناق عليهم".

وأشار بشارات إلى أن مساحة اراضي القرية 98 ألف دونم ولم يبقى منها سوى 20 الف دونم، حيث يمنع البناء عليها، وسط تعرض المنازل للهدم بين الحين والآخر، مضيفا أنه بالرغم كل هذه الاجراءات إلا ان السكان مصممون على البقاء والحفاظ على أراضيهم".

 

*هذا التقرير جزء من حملة التواصل والإعلام "الحياة اليومية في مناطق ج" ضمن مشروع "تسهيل فرص الوصول للخدمات والأراضي والممتلكات من قبل التجمعات الأكثر ضعفاً في مناطق ج" والممول من قبل مكتب المساعدات الإنسانية والحماية المدنية في الإتحاد الأوروبي.

حرره: 
م.م