نفاذ الأدوية بغزة يهدد حياة جرحى العدوان

مشفى الشفاء

 سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: على وقع، عملية "الجرف الصامد" التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ يومين، أعلنت الطواقم الطبيبة عن نقص الادوية اللازمة لعلاج الجرحى في المشافي.

وأستشهد منذ بدء العملية أكثر من 20 مواطنا وأصيب أكثر من 90 آخرين، بحسبما أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة.

وتعيش قطاع غزة وقت الحروب حالة إنسانية صعبة إذ لا تكفي الادوية داخل المستشفيات والمخازن لعلاج المرضى، ما يؤدي أحيانا الى استشهاد عددا منهم.

وفي حديث لـ زمن برس، قال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة:" نحن نعيش كارثة إنسانية حقيقية، في ظل نفاذ الكثير من الأدوية من صيدليات المستشفيات، وارتفاع أعداد الجرحى الذين يصلون المستشفيات، وفي حال استمرار التصعيد فإننا سنفقد عددا ليس بالقليل من الجرحى".

وأوضح القدرة أن عدد الجرحى بلغ 90 جريحا على الاقل. ونوه إلى أنهم قاموا "بدق ناقوس الخطر" قبيل التصعيد بأسابيع، ولكن لم يستجب لهم أحد، مما يجعلهم ينتظرون كارثة إنسانية حقيقية سيذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم، وفق تعبيره.

ودعا القدرة حكومة التوافق الوطني إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها في قطاع غزة، والسماح بإرسال الأدوية إلى القطاع، وأن ترتبط بذاتها والمواطن وأن تخرج من حالة المتفرج "الأعمى" مشددا على أنه هذا الوقت الذي يمنحها الشرعية أو انتهائها بلا عودة، وفقا لتعبيره.

وتشهد الأطقم  الطبية حالة استنفار تام، في ظل  ارتفاع عدد الجرحى الذين يصلون إلى المستشفيات، وينعكس ذلك على حالة المرضى.

ففي المشفى الاوروبي، يحتاج الفتى إبراهيم كوارع (15 عاما) الى وحدتين من الدماء إذ نزف عقب إصابته بشظايا صاروخ استهداف منزل عائلته. واضطر كوارع الى الانتظار حوالي الساعة والنصف الى حين وصول وحدات الدماء من غزة الى الجنوب.

والدت كوارع، التي كانت تبكيه بحرقة وهو يتألم قالت لزمن برس:" إسرائيل مجرمة.. ابني من ساعتين بنزف ولهلاء ما حصل على وحدتين الدم".

ودعت الرئيس محمود عباس وحكومة التوافق إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الغزيين.

أما مستشفى الشفاء الذي بالكاد يستطيع أن يستقبل الجرحى، فله حكاية أخرى، فما إن يُنقل الجرحى إليه حتى يبدأ الأطباء والممرضين بالركض لتحصيل أدوات التعقيم محدودة الكمية. ويحاولون أن يقلصوا من استخدامها كي يتمكنون من استخدامها لعدد أكبر من الجرحى.

الجراح حسن الجوجو أكد لزمن برس، أنه رغم خطة الطوارئ التي يتبعونها في مواجهة هذه الأزمة إلا أنهم يخشون أن يفقدوا السيطرة على الأمور داخل أروقة المستشفى خاصة في حال استمر التصعيد، ولم تدخل الأدوية اللازمة.

وأوضح الجوجو أن الخوف الأكبر داخل غرف العمليات، التي بالكاد تحتوي على أقل القليل من المعدات اللازمة لإجراء أبسط العمليات الجراحية.

وطالب، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها على شعبنا الاعزل، مشددا على ضرورة تحرك حكومة التوافق لإنهاء الأزمة الصحية وتوفير الأدوية.

ويتعرض القطاع الى تصعيد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، يستهدف منازل المواطنين وسيارات المدنيين، وبعض المقار الحكومية، بالمقابل ترد فصائل المقاومة بقصف البلدات الإسرائيلية.

وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن العملية العسكرية قد تستغرق المزيد من الوقت، محملا حركة حماس مسؤولية التصعيد، وفقا لاقواله.

حرره: 
ع.ن