أطفالهم يحلمون بدفتر رسمٍ وتلفزيون ووجبة إفطار..عائلة تعيش وضعاً صعباً شرق دير البلح

عائلة محتاجة في دير البلح

سعيد قديح

 زمن الخير، خاص زمن برس: بينما كانت تنشغلُ في ترتيب شعر أختها الصغرى، لم يخطر ببال «مجد» ذات الخمس سنوات أن تمنعها ظروف عائلتها من الالتحاق بروضتها في السنة التي مضت، نظرًا لعدم قدرة والدها على توفير أجرة تعليمها الشهرية، لتغدو حائرةً بين الخَراب الذي تعيشه مع أفراد عائلتها.

تسكن عائلة اسماعيل أبو عمرة ( 30 عامًا ) في بيتٍ من الأقمشة وألواح الزينكو لا يملكه أساسًا داخل منطقة خاوية منقطعة عن دائرة الاهتمام والرعاية الصحية شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وكان قد أصيب رب العائلة بإعاقة في طرف يده جعلت من قدرته على العمل أو الاشتراك في أي نشاط يدر من وراءه دخلًا لأفراد عائلته شيئًا مستحيلًا، هذا في حال لو وجد بالفعل عملًا في قطاع غزة.

تجولت زمن برس بين جنبات البيت، السقف الآئل للسقوط، وأرضيته المتكونة من التراب الذي تغزوه الحشرات الضارة، والمطبخ بثلاجة شبه فارغة تمامًا، خال من غاز الطبخ الذي فرغ قبل أيام، والمكان الذي تتخذه العائلة منامًا وهو لا يصلح أساسًا لذلك،  ودورة المياه غير الصحية على الاطلاق.

توقد  زوجته ( 27 عامًا ) النار على الحطب قبل آذان المغرب، أطفالها من حولها، لتحضير الافطار الخفيف الذي غالبًا ما يتكون من شوربة الخضروات، ينتظرون الآذان، يغمسونها بالخبز، يشكرون الله على أي حال، فعجزهم المادي لم يمكنّهم من التحضير لشهر رمضان كما يجب، وهذا يظهر بفعل اليأس الذي يغزو عيونهم.

لإسماعيل ثلاثة أطفال، أصغرهم ابراهيم ( سنة )، وأكبرهم تلك التي أشرنا لها في بداية قصتنا «مجد»، و فجر ذات الثلاث سنوات، يأمل والدهم في أن يكون غدهم مشرق رغم الظروف الصعبة التي يعانونها بالقول لزمن برس:" مش لازم يضلوا هيك، رح أعلمهم بإذن الله شو ما صار، ثقتي بربنا كبيرة" ويضيف:" ذهبنا لمؤسسات كثيرة لنخبرهم عن حالنا، لكن دون فائدة، يعدوننا ولا يفعلون شيء" ويكمل:" الديون كثيرة عليَّ أيضًا، مبرتاحش أبدًا، بدي أزبّط البيت، حتى يشعر الأولاد ولو بشوّية راحة".

لا خط كهرباء، ولا خط هاتف، ولا شبكة انترنت، ولا تلفاز حتى، ولا خط مياه جيد في البيت للحد الذي يضطر فيه الأب للسير مسافات بعيدة من أجل الوصول  لمحطة مياه، يحمل ما لا يكفي لسد حاجة البيت، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

يعود الأب وهو يشير بأصابعه إلى كومة حطبٍ جمعها صباحًا كي تعينهم على ايقاد النار لإعداد طعامهم قائلًا:" نعيش حياة بدائيةً جدًا، وكأننا في كوكبٍ آخر، نتحمل الوجع المستمر وآلم الحياة الصعب آملين ممن يعنيهم أمرنا أن يقفوا لجانبنا في هذا الشهر الفضيل، ومع هذه الحال الصعبة".

ويختم بالقول:" في الليل، ونحن نيام، تداهمنا قرصات البعوض والحشرات الضارة، فنعجز عن النوم هانئين، فأنت تعرف حرارة الجو، لا مروحة هوائية تخّفف عنا، ولا سقف جيد يخفّف من حرارة الطقس حتى ".

وعن حلم الصغيرة مجد تقول لزمن برس:" بدي أتعلم، بدي دفاتر وأظل أرسم طول اليوم، بدي ألبس زي الناس، كمان مفش عندنا تلفزيون"، وتضيف:" مقدرتش أدخل روضة السنة يلي راحت، بس رح أدخل السنة هذي، ابويا هيك حكالي". وتختم بالقول:" ان شاء الله رح أصير دكتورة مثل ما بحلم".

* في شهر رمضان المبارك وكالة زمن برس الإخبارية تفتح نافذة زمن الخير لدعم العائلات التي تعيش أوضاعاً صعبة غردوا عبر #هاشتاغ #زمن_الخير وشاركونا في الوصول إلى عائلات محتاجة. ...معكم نحو الخير.

للاطلاع على مزيد من الحالات http://zamnpress.com/social-responsibility

 

حرره: 
م.م
كلمات دلالية: