في رام الله..أسرة من ثمانية أفراد تعيش في غرفة "هموم"

رام الله

عماد الرجبي

زمن الخير، خاص زمن برس: داخل غرفة لا تتجاوز 30 متراً مربعا، تعيش أسرة مكونة من ثمانية أفراد، منهم ثلاثة أطفال يعانون من مشاكل في النطق والسمع، وأب وأم عاطلان عن العمل، فيما يتم استغلال المساحة الممثالة في الغرفة الأخرى لأغراض الطبخ والحمام.

عند دخولنا إلى منزل سامر طماطرة (أبو غسان 48 عاماً، في قرية أم صفا شمال رام الله) حاولنا أن نلتقط العديد من الصور فتجاءنا أنه من الصعب ذلك، فالممتلكات محصورة بعددٍ من الكراسي وفرشات النوم وخزانة ملابس قديمة، وجرتي غاز، وكمبيوتر قديم حصلوا عليه من أحد أقاربهم منذ فترة وجيزة.

وتلقت العائلة ، العام الماضي، مساعدات من الأمن الوطني حسنت قليلاً من وضع منزلهم. إذ كانت أرضية المنزل رملاً وسطحه "زينكو".

أبو غسان، الذي تحدث معنا بصعوبة، إذ لم يتصور أن يأتي يوم عليه، لُيظهر ضعفه لاحد، قال لـ زمن برس: "أنا أعمل في مجال البناء وفي شهر رمضان يتوقف عملي بشكلٍ تام ولدي 6 أطفال، وفي الأيام الأخرى أعمل لكن بشكل متقطع" إنها الجملة الوحيدة التي إستطاع الأب أن يقولها طوال فترة جلوسنا في منزلهم".

فيما قالت زوجة سامر "أم غسان" أن أطفالها ولدوا ولديهم مشاكل في النطق نتيجة زواج الأقارب.

وتشرح عن حالات أبنائها:" أن طفلتي لمى (15 عاماً) لا تسمع مطلقاً ولا تستطيع أن تحرك أصابع يدها ولديها قصر نظر، أما الطفل غسان، فلديه ضعف في السمع، بينما الطفل صهيب يعاني من مشكلة في النطق".

وتضيف أم غسان لزمن برس إنها ترسل لمى وغسان الى مدرسة خاصة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما أكدت أن ديون المدرسة البالغة 2300 شيقل لا تستطيع وزوجها دفعها لذلك تتراكم الديون عليهما.

بينما الطفل صهيب، قررت العائلة أن تسجله في مدرسة داخل القرية رغم أنه يعاني من مشكلة في السمع، وقالت الأم : "لا أستطيع أن أسجله في مدرسة خاصة لأن التكاليف تصبح باهظة جدا".

وتابعت: لقد حاولنا اللجوء الى عددٍ من المؤسسات الخيرية لتساعدنا لكنهم رفضوا لأن سياستهم تختلف مع وضعنا، مضيفة أن ما نحصل عليه هو 1200  شيكل كل ثلاثة أشهر من الشؤون الاجتماعية.

لكن المشهد الأصعب، عندما قالت أن أهل البلدة لا يساعدوهم، وأنها لا تذهب الى "الدكان" لشراء الغذاء إن لم يكن معها أموالاً خشية من تراكم الديون على الاسرة، وتضيف:" ولا نستطيع ان تطلب من عائلة زوجي مساعدةً لأنهم عائلة مستورة أيضاَ".

وعند سؤالها عن قرب قدوم العيد وكيف ستفرحين أطفالكِ، قالت الأم: الله بيسرها، وأطفالي الحمد الله قنوعين. وأضافت، نحن نشتري الملابس الى أطفالنا في وقتين إما عند دخول المدارس او في الأعياد فقط.

وعن أحلامهم في المستقبل، تقول الأم: لا أريد شيئا لي، كل ما أتمناه ان يتعلم أبنائي الستة أحسن تعليم

وتقول عن أحلام طفلتها الصغيرة  (لمى) أن الاخيرة تحلم في أن تصبح "كوافيرة"، مشيرة الى أن "لمى" لديها موهبة في الرسم على الرغم من صعوبة تحريك أصابع يدها.

فيما يقول حسان (11 عاماً ، في الصف السادس) أنا أحلم في أن أصبح أستاذ لغة عربية لاني مجتهد بها، وأضاف أن معدلي في المدرسة جيد جدا (80 %).

* زمن الخير قدمت مساعدة متواضعة للعائلة، وللراغبين بالمساعدة من أهل الخير الرجاء التواصل عبر الرقم التالي 0597036044 

-هذا التقرير ضمن حملة زمن الخير التي تنظمها وكالة زمن برس خلال شهر رمضان لدعم الأسر التي تعاني أوضاعاً صعبة، ويمكنكم التواصل معنا عبر صفحة الحملة على موقع فيسبوك لأي استفسار. 

حرره: 
م.م