سلطنة عمان ... مسيرة قائد ونهضة

بقلم: 

بعد رحلة علاج دامت قرابة ثمانية اشهر في المانيا وتكللت بالنجاح, يعود جلالة السلطان قابوس – حفظه الله - الى الديار سليماً معافى ليكمل مسيرة البناء والتنمية والاعمار السياسي والاقتصادي والثقافي في السلطنة.

تقع سلطنة عمان على الجانب الشرقي والجنوبي من شبه الجزيرة العربية بمساحة تبلغ حوالي 300,000 الف كم مربع, وتمتلك اربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي, وصنفت رقصة "البرعة" ضمن التراث الثقافي اللامادي للانسانية.

لقد قرّت اعين العرب عامة والعمانين خاصة بعودة جلالة السلطان قابوس القائد والزعيم الذي يشهد له القاصي والداني بحكمته وحنكته وبصيرته ورؤيته, من خلال مسيرة اربعة عقود من الحكم وضعت السلطنة والشعب العماني في مصاف الدول المتقدمة والمستقرة على كافة الصعد.

لم يكن غريبا على الشعب العماني وهو يهب شيبا وشبانا, رجالا ونساء, لاستقبال جلالته في احتفال مهيب يعكس العلاقة ما بين القائد والشعب، ومدى صدق العواطف والاحاسيس وهي تنطلق بعفوية وصدح الحناجر بالهتاف والدعاء وطول العمر لجلالته.

ما كان في ذلك اليوم التاريخي, هو فيض من غيض وفرحة كبرى غمرت الشعب العماني بكل مشاربه للتأكيد على عمق العلاقة التي تربطهم بقائدهم وزعيمهم التاريخي. لقد كان الثالث والعشرون من يوليو من عام 1970 نقطة مضيئة في تاريخ السلطنة وشعبها الوفي المعطاء، لقد كان عام البشرى للتغيير والانطلاق الى النهضة التي تجلت بتنمية سياسية واقتصادية واجتماعية وبشرية لبناء دولة عصرية كواكب التقدم في الدول الاخرى، من خلال بناء منظومة سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية أتت اكلها لاحقا على الرغم من حجم التحديات التي عصفت وما زالت تعصف بالمنطقة العربية.

لقد كان للسياسة الحكيمة لجلالة السلطان داخليا وخارجيا , وبناء افضل وامتن العلاقات مع الدول العربية والاسلامية والصديقة وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين أثرها البالغ في الاستقرار الذي تشهده السلطنة، وهي سياسة جعلت منها واحة للاصلاح والوفاق والسلام وتدعيم الروابط الاخوية والسلام بين الامم والشعوب والدول.

ترافق ذلك مع ثورة اقتصادية في كافة ارجاء البلاد والاستفادة من الموقع الجغرافي المميز الذي حباه الله لها واستغلال خيراتها في البنية التحتية, وفق المعايير العالمية وافضل المواصفات والمقاييس فكانت السلطنة على امتداد اربعة عقود ورشة بناء قائمة تعمل ليلا نهارا في سبيل رخاء الشعب العماني.

واذا كانت هناك يد تبني فإن هناك يدا اخرى كانت تحمل السلاح وتذود عن حياض الوطن، فاولى جلالته جلّ رعايته العسكرية لها وهو ابنها والقائد العام لها، والذي كان الحاني دوما لكل منتسبيها, فعمل على تزويدها بافضل انواع الاسلحة الجوية والبرية والبحرية اضافة الى افضل التدريبات العسكرية للضباط والافراد ضمن انضباط ووعي ومسؤولية حاز على الاعجاب من الدول الاخرى.

ولم يغفل جلالته عن بناء الانسان العماني والاستثمار فيه, فشهدت عمان ثورة حقيقية في التربية والتعليم والصحة وبشؤون الشباب والمرأة وصولا الى الرياضة التي نافس فيها المنتخب العماني فيها وفاز وقارع اعتى المنتخبات العالمية.

ان كل ما تشهده سلطنة عمان ن ثورة حقيقة في التنمية والبناء بقيادة جلالته ما كان غريبا ، وليس غريبا ايضا ان يحظى جلالة السلطان قابوس بكل هذه الحفاوة من شعبه،فكانت كل تلك الطوابير على الطرقات باستقباله ما هي الا تجديد للبيعة لسطان البلاد الذي ما كلّ يوما أن يكون أبا لهذا هذا الشعب الوفي وهذا الوطن المعطاء والذي كان دوما في مهج العيون عند جلالته.