يفعل بنا ما تفعله به سارة!

نتنياهو وسارة

بقلم روغل ألفر

موظفة سابقة في منزل رئيس الحكومة قالت في مقابلة لـ ياعيل ديان في اذاعة الجيش يوم الثلاثاء الماضي إن «رئيس الحكومة يعيش في منزل غير طبيعي». وبالنسبة لكل من يعتقد أن رئيس الحكومة يبث لمواطني إسرائيل ـ بتصميم وعمى وبشكل اجباري ـ شعور الحياة في دولة غير طبيعية، فان اقوالها تحمل رمزية مزعجة، بل تقشعر لها الابدان.

المقارنة بين الواقع الذي يشكله رئيس الحكومة وذلك الذي يصوره على أنه قدر («يسألوني إذا كنا سنعيش على السيف إلى الابد ـ نعم») وبين حياته في بيته مع زوجته سارة، كما تم تصويرها من قبل تلك الموظفة، ومر هذا مرور الكرام في المقابلة مع ياعيل ديان.

«يجب وقف الإرهاب هناك»، قالت، «نحن نصلي من أجل توقف هذا التسلط… العنف الجسدي والكلامي. العنف الجسدي بالفعل، هذه المرأة خطيرة». يصعب التملص من الشعور أنه من الناحية النفسية فان نتنياهو يعيد تكرار الواقع الذي يعيش فيه في منزله.

واقع غير طبيعي حيث يتعرض للرعب والإرهاب القمعي العنيف. واقع خطير. وبالضبط مثلما لا يمكنه التحرر من زوجته فانه يزرع في مواطني إسرائيل القناعة أنه لا يوجد واقع بديل لهم. وبالضبط مثلما أعينه لا ترى الوضع غير الطبيعي في بيته فان أعينه لا ترى وضع الدولة غير الطبيعي، الدولة التي يشكلها نظامه.

إن شهادة الموظفة تنضم إلى الكثير من الشهادات الاخرى على مدى العشرين سنة الاخيرة حول سلوك زوجة رئيس الحكومة الاشكالي ووضعها النفسي. دائما يتم توجيه اصبع الاتهام اليها. لكن بيبي وسارة هما زوجان، وكما هو معروف ـ من اجل رقصة التانغو مطلوب شخصين. وهذه الحلاوة يطبخانها معا. هو الذي يسمح بسلوكها واحيانا يبدو أحد ضحاياها رغم أنه شخص بالغ وقادر على أن يقرر الانفصال عنها.

«أريد أن يعرف شعب إسرائيل… أن رئيس الحكومة الذي يفترض أن يتخذ القرارات وأن يحافظ على أبنائنا، يعيش في بيت غير طبيعي»، قالت الموظفة. وكأن لا حول له ولا قوة. الامر الذي يميز سلوكه أمام الواقع الخطير الذي يحيط بإسرائيل: إنه ينظر كمن يتخبطه الشيطان ويرى كيف تتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية وهو غير قادر على توجيه اصبع لمنع ذلك.

يبدو احيانا أن هذه هي ايديولوجيته السياسية. لكن ماذا لو كانت هذه مشكلته النفسية؟ إنه يقوم بنسخ الواقع الداخلي له: الشخص الذي هو ضحية في بيته يربي شعب كامل على أن يكون ضحية أبدية. الشخص الملاحق في بيته يربي شعب كامل أن يكون كيانا ملاحقا.

وماذا عن مرض ناخبيه؟ «تجدر الاشارة إلى أنني واحدة من ناخبيه وايضا أبناء عائلتي انتخبوه»، قالت الموظفة التي حدثت أبناء عائلتها عن مغامراتها في منزل رئيس الحكومة. إنها تريد «أن يعرف شعب إسرائيل… أن رئيس الحكومة الذي يفترض أن يتخذ القرارات وأن يحافظ على أبنائنا، يعيش في منزل غير طبيعي». لكنها هي نفسها التي تعرف جيدا واكثر من الجميع، لا تقدر على التوقف عن التصويت له وهكذا ايضا ابناء عائلتها. إنهم لا يتحملون المسؤولية لدرجة أنهم «يصلون من اجل أن يوقف أحد ما هذا التسلط». هم أنفسهم لا يقدرون على فعل ذلك: التكوين النفسي لديهم يشبه التكوين النفسي لبيبي. لقد اصاب بالعدوى أمة كاملة بهذه الغرابة النفسية.

هآرتس 

حرره: 
س.ع