ارتفاع متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة بمعدل 5.4 سنوات عالميّاً

زمن برس، فلسطين: تصًدرت التشوهات الخلقية في المركز الأول وانتقل مرض السكري في فلسطين من المركز العاشر إلى المركز الخامس في قائمة الأمراض التي تحول دون عيش الفلسطينيين حياة أطول وهم يتمتعون بصحّتهم، وذلك وفق دراسة حملت اسم ("سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز Disability Adjusted Life Years  أعدّها مجموعة دولية من الباحثين العاملين على دراسة عبء المرض العالمي برئاسة معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) في جامعة واشنطن، ووقفت على أسباب انخفاض معدلات الحياة بشكل صحّي للكثير من دول العالم في الفترة ما بين العام 1990 والعام 2013.

وأظهرت الدراسة التي نشرتها مجلّة لانست في 26 آب 2015 ، وتفحّص 306 مرض وإصابة في 188 بلداً، أن في الإمارات ولبنان والأردن تصَدر مرض القلب الإقفاري في قائمة الأمراض بينما تصَدر مرض التشوهات الخلقية على قائمة الأمراض في فلسطين.

وفي المقارنة ما بين عامي 1990 و 2013 تقًدم مرض الاكتئاب النفسي إلى المركز الثالث في فلسطين بعد أن كان في المركز السادس وتراجع مضاعفات أمراض حديثي الولادة من المركز الرابع إلى السابع بالإضافة إلى تراجع  أمراض عدوى الجهاز التنفسي السفلي من المركز الثاني إلى المركز الثامن في حين لم يعد موجود في القائمة مرض الحصبة.

كما وأظهرت الدراسة اختلاف كبير بين البلدان التي أظهرت أعلى وأقل معدلات متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة حيث كانت ليسوتو الأدنى عند 42 سنة، في حين كانت اليابان الأعلى على صعيد العالم عند 73.4 سنة. كما أظهرت الدراسة تباين كبير حتى على المستوى الإقليمي، ففي كمبوديا وولاس، بلغ العمر المتوقّع لمواليد عام 2013 ، 57.5 سنة و58.1 سنة على التوالي، بينما من المحتمل أن يعيش الناس الذين ولدوا في تايلاند وفيتنام القريبتين 67 سنة تقريباً في صحة جيدة.

وأظهرت الدراسة ارتفاع في متوسط العمر المتوقع على الصعيد العالمي عند الولادة لكلا الجنسين بـ 6.2 سنة (من 65.3 عاماً في عام 1990 إلى 71.5 في عام 2013)، بينما ارتفع متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة، عند الولادة بقدر 5.4 سنة (من 56.9 عاماً في عام 1990 إلى 62.3 في عام 2013).

من جهته قال الدكتور علي مقداد، مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد القياسات الصحية والتقييم ومؤلف مشارك للدراسة "إن نسبة الزيادة في متوسط العمر المتوقع في الشرق الأوسط مشجعة، لكن لا تكفي أن نعيش عمراً أطول من ذي قبل، بل نريد أيضاً أن نعيش بصحة أفضل".  وأضاف قائلاً "تبين الصورة الكبرى للصحة في المنطقة ازدياداً هائلاً في تدهور الصحة جراء أمراض السكري والاضطرابات الناجمة عن استخدام العقاقير والاكتئاب. نحن بحاجة إلى تحديد أولويات الرعاية الصحية الوقائية في ظل معدلات الزيادة السكانيّة".

وفي السياق ذاته قال الدكتور كريستوفر موري (Christopher Murray)، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم: "إن عدد من العوامل منها الدخل والثقافة لها تأثير مهم على الصحة، فالوقوف على متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة وتدهور الصحة على مستوى البلد، سيساعد في توجيه السياسات لضمان أن يكون للناس في كل مكان أعماراً طويلة وصحية بغض النظر عن المكان الذين يعيشون فيه".

الجدير ذكره أن متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة لا يأخذ الوفيات فقط بعين الاعتبار بل أيضاً يناقش تأثير الحالات غير المميتة ويلخص عدد السنوات التي يعيشها الإنسان مع العجز والسنوات التي فُقدت بسبب الوفاة المبكرة. ولم تكن الزيادة في متوسط العمر المتوقع مع التمتع بالصحة كبيرة بقدر ما كانت عليه الزيادة في متوسط العمر المتوقع، ونتيجة لذلك، يعيش الناس سنوات أكثر مع المرض والعجز.

معهد القياس والتقويم الصحي هو مؤسسة بحوث طبية عالمية مستقلة في جامعة واشنطن، تقدم قياسات ذات مصداقية ومعتمدة حول أهم قضايا الصحة العالمية، وتقييمات للاستراتيجيات المستخدمة في معالجة هذه القضايا. ويوفر المعهد هذه المعلومات بشكل واسع بهدف إعطاء صانعي السياسات الأدلة العلمية اللازمة لاتخاذ قرارات سليمة فيما يخص توزيع الموارد وتحسين الظروف الصحية لسكان العالم.

 

حرره: 
د.ز