حرب استنزاف نفسية

مباحثات القاهرة

كل شيء ممكن رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيين باستئناف المعركة
 

بقلم: يوسي ميلمان

طوال يوم أمس كان احساس بان الطرفين انشغلا بمحاولات دفع المفاوضات في القاهرة لتمديد وقف النار الذي انتهى في منتصف ليلة أمس، ولكنهما انشغلا بشكل أكبر بإدارة حرب نفسية وحرب اعصاب الواحد ضد الاخر. فقد أطلق الطرفان تهديدات بلا نهاية، حين عاد ناطقو حماس وممثلو السلطة الفلسطينية ايضا ليتهموا اسرائيل بانعدام المرونة والمحوا بان وقف النار لن يمدد وأن القتال سيستأنف.
واسرائيل من جهتها اتخذت خطوات مشابهة وموازية. فقد اطلع المراسلون العسكريون على أن الجيش يستعد لمواصلة المعركة وكأنها ستكون أشد مع أهداف ابعد، بما في ذلك دخول الدبابات لبتر قطاع غزة والوصول حتى البحر. والمح بان هذه المرة سيشكل الجيش تهديدا حقيقيا على حكم حماس حتى انهياره. وقيل ان الاف رجال الاحتياط طلب منهم أن يكونوا جاهزين للاستدعاء للمهمة. ووضعت وحدات خاصة في حالة تأهب. وكان الهدف اخافة الطرف الاخر لانتزاع مرونة هنا وتنازل آخر هناك.
هذه حرب نفسية على نمط «امسكوني». وانضم الى حرب الاستنزاف العصبي هذا أمس وزراء المجلس الوزاري ايضا، الذين سار بعضهم محبطا كل أيام المعركة لشعورهم وكأنهم دمى تحرك بخيطان. هم، وزراء المجلس الوزاري، يشعرون الان مثل الدمى على الحيطان محركاهم خلف الكواليس – رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون – يرفعان أيديهم كي يصوتوا كما يريدان هما، اللذان يمسكان بالخيوط. في اثناء الحرب جلب هذان الرجلان مرات عديدة قرارات مطبوخة للتصويت. ولم يتبقَ للوزراء غير التصويت – وبعد ذلك تنفيس احباطاتهم في المقابلات لوسائل الاعلام وبالتلميح بانهم لم يعودوا في جيوب نتنياهو ويعلون.
ليس واضحا اذا كان الوزراء يساهمون عن وعي في تشويش فهم حماس لنوايا اسرائيل أم أنهم يفعلون ذلك كي يحققوا بعض المكاسب السياسية الداخلية على ظهري نتنياهو ويعلون. مهما يكن من أمر، فانه يلقى على المحادثات في القاهرة تعتيم تام بحيث أنه من الصعب ان نعرف ماذا سيحصل في نهاية المطاف – هل سيمدد وقف النار بشكل رسمي أم بتفاهمات هادئة، ولكم من الوقت، من أجل السماح باستمرار المحادثات أم ان النار ستستأنف. كل شيء ممكن. رغم أنه من الواضح للجميع أن الطرفين – حماس واسرائيل – غير معنيين عن حق وحقيق باستئناف المعركة، وانهما ومبعوثيهما لا يريدون أن يعانوا من جولة اخرى من المناوشات.
يدور الحديث عن «مباراة دجاج» – لعبة الجبناء – تجسيدها رأيناه في أحد افلام جيمز دين. سائقان يندفعن في سيارتيهما الواحد نحو الاخر دون أي نية للاصطدام، وعلى أمل أن يزيح السائق الاخر الدفة في اللحظة الاخيرة. المشكلة في هذه اللعبة الخطيرة هي أنه احيانا، خلافا للنية وبسبب اعتبارات مغلوطة أو غريبة، تقع الحادثة. كل ما تبقى هو التقدير بان تستمر هذه اللعبة المتوترة حتى اللحظة الاخيرة.

معاريف 

 

حرره: 
م.م