أنا طالب جنسية بنتك ،، قصدي إيد بنتك!!

حسناً، ربما قيل الكثير عن الرجل الشرقي وصفاته اللامنطقية واللامنصفة للمرأة، كنت أتمنى أن ألتقي برجل يلغي تماماً هذا الفكر ليقنعني بأن الرجال ليسو متشابهين.
كنت كلما هممت بأن أقول أن هناك رجل صالح، وأن الخير مازال في هذا البلد المنكوب، تحدث واقعة فيعود بي الزمان نحو الزمن الجاهلي الذي لا زلنا نعيشه بشيئ من الإختلاف في مظهرنا الخارجي لا أكثر، الا أن عقل مجتمعنا أبى أن يتحرر من ذاك الفكر العقيم.
أبني مدونتي هذه على حادثة هي الأقبح أخلاقياً، حين وقع نظر سليم على فتاة يحق لي وصفها بأنها الأقرب لعائلته، تعيش معهم، أُعتبرت لهم أخت وابنة، متناسياً هو ذلك، ليمحي كلمة "اخي" من فمها، ويوقع بها في شراك الكذب تحت مسمى "حبيبتي".
سأنصف المرأة في كتابتي هذه، رغم أن معظم انكساراتها نابعة منها نفسها، عندما ترضى باللاشيء في حين أنها تستحق أفضل شيء، عندما تملك الأخلاق والجمال و العلم، وفور وقوعها بالغرام تنسى أنها الأفضل فترضى بالقليل من أجله.
زينة، عشرينية، مثقفة، متعلمة، لديها وظيفتها التي حلمت بها، كانت قد نسيت تماماً كلمات الحب منذ سنين مضت، تملك ضحكة ترن من القلب فتطرق قلب سامعها، ذات يوم أخبرها سليم بحبه، استجابت أملاً بتلك "العشرة"، متمسكة بأن هذا الرجل لن يخذل أبداً، فرضيت بقليله مقابل الأمان، وكيف يُخيل أن يأكل بني آدم من لحمه؟؟؟
سليم لم يكتفِ، فأشرك بها حباً، حتى عقد قرانه على أخرى، زينة لم يكسرها يا حواء سوى تلك الثقة التي منحته اياها، سليم هذا شرقي بامتياز، كان يبحث وهو بين نبضات قلبها عن أخرى تملك "الجنسية، أي الجنسية الغير عربية" ، ليبيعها بالبخس مقابلها.
حينما كانت تحكي لي زينة أنها غُرمت بسليم، حدثتني عن كلمات العشق التي كان يغازلها بها، كانت ترويها لي ببريق لا يُخفى بعينيها، أذكر تلك الكلمات الآن بقصيدة لنزار قباني "محاولات لقتل امرأة لا تُقتل" فكان مناقضاً لها تماماً، حين وعدها بأن لا يؤلم قلبها ،، فحرقه، وعدها بأن يشد يده على يدها،، فكسرها، وعدها بأن لا يعرف غيرها،، وخانها، وعدها بأن يحفظ ضحكتها،، فأخرسها...الا أنها فعلاً لا تُقتل.
لا أدري الى أين سيصل التفكير بهذا المنحى في بلدي، لا أدري ان كنا سننصف بعضنا البعض إنسانياً، لا أدري ان كان القدر سيلعب لعبتة القذرة مع سليم فيثأر لزينة.
إياكي أنتي أن تضعي ثقتك بأحد
إياكي أن تربطي سعادتك بابن آدم
أحبي، لكن بوعي
أرسمي حياتك كما تريدين
إياكي أن تتنازلي عن هدف، مبدأ، أو فكرة من أجل رجل
إن أحببت شخصاً كوني أكيدة أنه لا يملك حبيبة
لا تصغي لمجتمع عقيم الرجولة
إياكي وإياكي أن تقللي من شأن نفسك، فترضي بنصف الأشياء
واسندي نفسك، حين تخرج امرأة من رحم امرأة بتصريح قبيح مفاده "نزوة ومرق فيها سليم"!

ملاحظة: الأسماء التي ذكرت هي أسماء مستعارة لأشخاص حقيقيين.

 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.