تحت المطر أنتظرُ نكدي

مطر

أيقظتني زوجتي ذات صباح، لكي أذهب إلى عملي، ولكنني نظرت من النافذة، ورأيت المطر، فتنكدت وعدتُ للنوم، وقلتُ في ذاتي:

كيف سأنتظر الحافلة تحت المطر.. فأتتْ زوجتي مرة أُخرى، وقالت لي: لقدْ تأخرت على عملكِ، فلم يعد لك إجازات وسيخصم من الراتب، وحينئذ سنقتصد في المصروفات ولا نستطيع شراء ما يلزمنا وأنا لا أحب الاستدانة من أحد، فعليك الذهاب إلى العمل ولا تكترث للمطر..

قمتُ ولبستُ ملابسي على عجلٍ، وانتظرتُ على الرصيف، وأصابني حينها النّكد، لأنني بقيتُ أنتظرُ هناك الحافلة لوقت طويل حتى أتتْ، وصارت ملابسي مبللة تماما، ووصلت إلى عملي متأخرا..

قمتُ بتنشيفِ الملابس عندما وصلتُ إلى مكتبي، ولكنَّ النكد ظلَّ قابعا على مُحيّاي، وقلتُ في ذاتي: لا أُحبُّ الانتظار تحت المطر، لكن النكد سيظل حتى أعود إلى البيت في المساء، لأن عودتي ستكون تحت المطر، حينما سأنتظر حافلةً لتقلني إلى قريتي التي رغم سوء المواصلات فيها إلا أنّني أُحبُّها.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.