من صاحب اللثام لرئيسهم

أود البوح لك اليوم من تحت لثامي، وليس لساني من يخونني، ولستُ مثل بعضهم في نفاذ صبرهم عليك، ولست أُضيق ذرعًا بكثرة الشتائم، ومع كل هذا حقهم ويحق لهم كما تشتمهم أنت بيدك السلمية بل وتكن أشدّ عليهم من رصاصة المحتل، من حقهم أن يشتموا مسماك الوظيفي سيادتهم، من حقهم شتم كرسيك اللعين الوهمي، حقهم وليست منّة منك بكف يدك عنهم .
لن أشتم رجلّا بعمر أبي وأكبر، لن أقول في كرهك، ولن أُثرثر بغيبوبتك السياسية التي يظنها البعض حنكة ! أي حنكة وحكمة هذه ورقبة بني شعبك تحت المقصلة، وأنت تشد طرفها مع المحتل بتنسيقك الأمني المبجل!

ربما لثامي أبكمني عن الشتم، وجعلني أكثر قدرة على شلّ لساني وتعقلي في مخاطبتك، أنا يا رئيسهم لا أكرهك، أكره من يمجدون سموك صبحًا وعشية، أكره من يبغضونني لأنّي لا أحترم سياستك، لأنني أمقت غيبوبتك، لأنك تثير سخطي، يكرهونني ويشتمونني، بل وفي أحيان كثيرة يشوهون مقلتي بكلام كذب، يخطون منشورات عريضة باسمك، أضحك وأتمتم لنفسي ربما هم على حقّ! أعود للواقع أيقن أنهم حمقى .. وكما لي الحق في مقتك لهم الحق في حبك، لكن بدون غباء يمزق شفتيّ من الضحك.

أريد من سيادتك أولًا: أن تكف ألسنتهم عنّي وعن من مثلي، أن يتقبلوا بغض الناس لك، كما يتقبلون محبتهم فيك.
ثانيًا: أن تتوقف أجهزتك الأمنية ووقائك عن اختطاف شبابٍ لا يملكون إلا لسان يوقعهم فريسة أسطورة" الأمن والاستقرار" في فلسطيننا، أعلم أنك لا تعلم بما يفعلوه، سأخبرك سرًا إنهم يلاحقون الشباب تمامًا كالمحتل، وهناك تقارير تكتب، وعيونهم كما لعبة كرة القدم، وأحيطك علمًا أن أكثر من شابٍ فلسطيني، اقرأها جيدًا، أكثر من شابٍ فلسطيني يخالف سياستكم أضحى جثة هامدة في معتقلاتكم وعرينكم الأسود.
ثالثًا: أعلمني لثامي وسط الدخان أن رحيل القائد يعني الفلتان، سألته مرارًا أأتى القائد بغير فلتان منظم، صمت، وأسرّ لي مرة ثانية واقنعني؛ رحيل عرينه الأسود يعني الموت دون سبب، لذا يا سيادتهم لا نريد لعرينك الموت كما لا يريد أولاد العم سام ذلك، سنوفر عليك اللوم والعتب، ونطلب منك أن تحترم طعن السنّ فيك، وتعقد الانتخابات وتترك للشعب أن يقول "يرحم اللي فات أهون من اللي آت "، لسان حال كرسي السلطة يقول " عداك العيب وأزح"، اسمع منا ولا تهملنا، سنحترمك إن فعلتها.
آخرها: إلجم لسان الفصائل كلها، واخرج عليهم بكل صرامة، أخبرهم بقوة، تعالوا لكلمة واحدة توحد صفنا، وتستجمع قوانا، وترد كيد أعادينا، تعالوا ننهي الإنقسام، وننزل عند رغبة الشعب في الضفة وغزة، ونحترم قرار الشعب الذي عنده نعمل، ومن أجله جئنا، ولرغاباته سنحقق.
على الهامش؛ لثامي من بين الغاز والنارِ رأى في المنامِ حيث المواجهات قرب "بيت إيل"، رأى رجالًا يلبسون ثيابًا حشيشية، ويحملون بنادق صدئة، يقفون إلى الأعلى يشاهدون دمنا يُسفك وحرارؤرنا تؤسر، ويدنا بحجر تضرب والمحتل بالغاز والنار يقتلنا، وهم يقفون وبنادقهم تلتزم الصمت، ظنّ أنهم من عرينك الأسود! فهل صدق ؟! .

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.