وثائقي يفضح الوزير الأسبق زئيفي: اغتصاب وقتل واستغلال منصب

زمن برس، فلسطين: كشف تحقيق بثته القناة الإسرائيلية الثانية، أمس الخميس، النقاب عن حقيقة وزير السياحة الأسبق رحبعام زئيفي والذي عُرف بلقب غاندي عن اغتصاب مُجندّات عملن تحت إمرته، وعلاقات فاضحة جدًا مع عصابات المافيا الأكثر خطورةً في إسرائيل، مُحاولات قتل صحافيين وصحافيات حاولوا التغريد خارج السرب، جرائم قتل عرب وفلسطينيين، استغلال منصبه في الجيش وفي الوزارة لمكافأة الأصدقاء الذين ساعدوه في إشباع نزواته الجنسيّة في إسرائيل وفي الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.

وما أضفى على برنامج التحقيقات (عوفداه)، الذي عكف على تحضيره عامًا كاملاً، كشف مصداقيّةً هو أنّ الشهادات التي جُمعت كانت من أصدقاء زئيفي، في الجيش وفي السياسة، ومن المُجندّات اللاواتي وقعن ضحية الاغتصاب والأعمال المُشينة في مكتبه، الواقع في قيادة الأركان العامّة (الكرياه) في تل أبيب.

وجديرٌ بالذكر أنّ عائلته حاولت منع نشر الفيلم الوثائقيّ، إلّا أنّ مُعدّة البرنامج، إيلانا دايّان، رفضت ذلك جملةً وتفصيلاً، حيث تساءلت: كيف سترّد حكومة إسرائيل على هذه الشهادات بينما هي تصرف عشرات ملايين الشواقل على إقامة نصب تذكاري له باعتباره بطلاً من أبطال إسرائيل؟

وكيف سيُفسّر المسؤولون ذلك؟ الفيلم شمل شهادة مجندّةً سابقةً في جيش الاحتلال وهي تروي كيف استدرجها الجنرال زئيفي إلى مكتبه، وكيف قام بالاعتداء الجنسيّ الوحشيّ عليها ولم يرحم توسلاتها. وروت أنّ زئيفي اتصلّ بها هاتفيًا وطلب منها الحضور في ساعةٍ متأخرةٍ إلى مكتبه، وعندما وصلت أغلق الباب في غرفته، وطرحها على سريرٍ عسكريٍّ واغتصبها بوحشيةٍ دون رغبتها، كما عرض التلفزيون شهادة أخرى لمجندةٍ، اغتصبها زئيفي بوحشيةٍ في مكتبه، وخشيت أنْ تشتكي.

وقال الضابط في الاحتياط عوزي عيلام للقناة إنّ زئيفي كان يقول له أنا أُحّب الحياة الجميلة، أموال، علاقات مع العالم السفلي، وإقامة علاقات جنسيّةٍ بدون توقفٍ مع النساء. وروت الممثلة، ريفكا ميخائيلي، كيف حاول غاندي أنْ يغتصبها في بيت صديقه موشيه ديّان، الذي كان آنذاك وزيرًا للأمن، وقالت: كلّما أمر وأرى نصبًا تذكاريًا لغاندي أبصق عليه.

أمّا صديقه طوفيا أوشري، الذي أُدين بقتل اثنين بدمٍ باردٍ، وكان رئيس أخطر عصابة مافيا في إسرائيل فقال: بعدما نفذّت وصديقي عملية القتل اتصّلت هاتفيًا بزيئفي وطلبت منه المُساعدة، فقال ليّ: لا تَخَف، سأُساعدك. وتابع قائلاً إنّه كان يتجوّل معه في إسرائيل ويأكلان في أفخم المطاعم، وكان هو دائمًا يدفع.

وتابع: كنّا نأخذه على حسابنا إلى أحد أشهر بيوت الدعارة في نيويورك بأمريكا، ونقضي أيّامًا مع الفتيات ونشرب الكحول، وأدفع الحساب، ومن ثمّ نعود إلى إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وأفادت صحيفة رأي اليوم أنه كشف النقاب عن أنّه، بطلبٍ من زئيفي، أرسل مُجرمًا فجرّ بيت الصحافيّة، سيلفي كيشيت من صحيفة (يديعوت أحرونوت)، في تل أبيب، لأنّها نشرت مقالاً أساء له، وروت الصحافية للتلفزيون أنّها نجت بأعجوبةٍ من محاولة القتل.

أمّا عن علاقته بالعرب، الشهادات التي جمعها التلفزيون الإسرائيليّ لا تترك مجالاً للشك: الرجل كان حاقدًا جدًا على كلّ ناطقٍ بالضاد، وعلى كلّ مَنْ يقول لا إل إلّا الله محمد رسول الله. الطيّار المُتقاعد دان حاميتسير، الذي كان يقلّه من مكان لآخر عندما كان قائدًا للمنطقة الوسطى، قال في شهادته: لاحقنا فدائيين في غور الأردن، وبعد أنْ نفذت ذخيرتهم، خرجوا وهم يرفعون أياديهم، ولكنّ زئيفي لم يرحمهم، قام بقتلهم بدمٍ باردٍ، وبعد ذلك أمرني بتعليقهم على المروحيّة والطيران بهم فوق القرى الفلسطينيّة لكي يعرف العرب ما هو عقابهم إذا تجرئوا على مناهضة الاحتلال.

وفي واقعةٍ أخرى، قرر غاندي طرد بدو النقب من أراضيهم، فكان يصول ويجول في القرى البدويّة ويقتل بمسدسه الخّاص البدو، لحثّ الآخرين على الهجرة الطوعيّة بهدف الاستيلاء على الأراضي. حتى الوزير السابق، رافي إيتان، الذي قال أخيرًا في برنامجٍ تلفزيونيّ إنّه لا يذكر كَمْ من العرب قتل، قال في شهادته للقناة الثانية: قلت لزيئفي، لا تقتل الأبرياء، علينا أنْ نبقى جيشًا أخلاقيًا، إلّا أنّ الوزير السابق رفض الانصياع للأوامر، على حدّ تعبير المُجرم إيتان.

وجدير بالذكر أن زئيفي تم اغتياله في السابع عشر من أكتوبر 2001، عندما قام مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتياله داخل فندق بمدينة القدس، لتكون أول عملية اغتيال لوزيرٍ إسرائيليّ، وجاءت ردًّا على قيام الاحتلال باغتيال الأمين العام للجبهة، الشهيد أبو علي مصطفى في مكتبه برام الله.

حرره: 
د.ز