العداء لحماس وداعش يعزز تحالف إسرائيل ومصر والأردن

العداء لداعش

عاموس هرئيل

 

الاعلان الذي نشره «الشباك» أول أمس وحظي بتغطية ضئيلة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يشير إلى طبيعة العلاقات في المثلث بين إسرائيل ومصر والأردن. وإن كانت تصل إلى وسائل الإعلام التراجعات في العلاقة بين إسرائيل وهذه الدول ـ المقاطعة التي فرضت على عضو البرلمان المصري لأنه تجرأ على دعوة السفير الإسرائيلي في القاهرة إلى منزله ـ وغضب المملكة الأردنية من سلوك إسرائيل في الحرم في الخريف الماضي ـ فإن ما يحدث من وراء الكواليس يختلف تماما.

حسب اعلان «الشباك»، تم اعتقال محمود نزال قبل ثلاثة اشهر، وهو من قرية قباطية في السامرة. نزال هو عضو في حزب صغير انشق عن الذراع العسكري لفتح وانتقل إلى السكن في القاهرة في 2007 من اجل الدراسة.
وهناك انضم إلى قيادة حماس في قطاع غزة وقام بتجنيد الطلاب الفلسطينيين الذين تعلموا في مصر وارسلهم إلى غزة للتدريب العسكري ومن هناك عادوا إلى الضفة. كان الهدف، حسب الشباك، «اقامة بنية عسكرية في يهودا والسامرة».
بكلمات اخرى، هذا جزء من جهود حماس لنشر خلايا نائمة تخرج حينما يطلب منها ذلك إلى اعمال مزدوجة ـ اعمال إرهابية ضد إسرائيل وضعضعة مكانة السلطة الفلسطينية في الضفة.
قبل عامين كشف «الشباك» عن خلية كبيرة لحماس في الضفة، مماثلة. وقد تم اعتقال نحو 100 شخص وقدمت إسرائيل المعلومات للسلطة، الامر الذي دفع محمود عباس إلى الخروج بشكل علني ضد حماس في الوقت الذي كانت فيه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف اثناء عملية الجرف الصامد.
لكن نزال اعتقل في جسر اللنبي اثناء عودته إلى الضفة من مصر عن طريق الأردن. إسرائيل لا تقدم معلومات حول تدخل أطراف اخرى في جمع المعلومات عن نشاطه السري والمستمر في القاهرة. مصر وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية إلى حد ما، تربطهم مصلحة مشتركة، ليس فقط ضد داعش بل ايضا ضد حماس.
وتجاه قيادة حماس في غزة فان المصريين أكثر تصلبا من إسرائيل، كما أكد الاعلان الذي اتهم حماس بتدريب اعضاء خلية الاخوان المسلمين الذين قتلوا المدعي العام المصري هشام بركات في حزيران من العام الماضي.
تصاعد العداء المصري لحماس يفرض استمرار الحصار على غزة ومعبر رفح المغلق أمام الفلسطينيين في معظم ايام السنة. لكن على المدى البعيد واذا بلورت إسرائيل مبادرة خاصة بالقطاع، فانها ستجد صعوبة في اقناع المصريين بمنح التسهيلات الاقتصادية الكبيرة مثل اقامة ميناء في غزة، التي نوقشت مؤخرا على المستوى السياسي والامني في إسرائيل. في الوقت الذي يميل فيه الإسرائيليون إلى ابراز المخاطر الكامنة في الوضع الناشيء، فانه فعليا هناك الكثير من الفرص التي لم تكن أمام إسرائيل في السابق.
الظروف الجديدة في الشرق الاوسط تتغير بسرعة، وهناك تحولات غير متوقعة. ومن الصعب التوقع أن السعودية كانت ستوقف دعمها الاقتصادي للبنان أو الاعلان عن حزب الله كمنظمة إرهابية.
وكانت المفارقة أن الاعلان السعودي جاء متزامنا مع الاعلان الإسرائيلي الذي اعتبر حزب الله منظمة عسكرية. وكان قصد الجيش الإسرائيلي تسليط الضوء على التحولات التي مر بها حزب الله، الامر الذي لا يعني أن حزب الله سيتوقف عن توجيه نيرانه نحو السكان المدنيين في إسرائيل. ويبدو أن على إسرائيل أن تحدد بشكل أدق نظرتها أمام المجتمع الدولي للتمييز بين التعريف المهني وبين الموقف الاخلاقي.

هآرتس 

 

حرره: 
م.م