توقعات بأن تندلع حرب غزة القادمة تحت الأرض

زمن برس، فلسطين: قالت مجلة تايم الأميركية إنه وبعد عام ونصف العام من حرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، فإن الحرب التالية من المرجّح أن تجري تحت الأرض.

وأوردت في تقرير لها من المنطقة الحدودية بين الداخل المحتل وقطاع غزة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانت قد أعلنت أنها تقوم ببناء أنفاق بالداخل المحتل، كما أن الإسرائيليين الذين يسكنون على طول المنطقة الحدودية سجلوا أصواتا لحفاري أنفاق يعملون أسفل منازلهم.

وأضافت أن فكرة "مسلحين يعملون تحت أقدامهم" زادت رعب الإسرائيليين المرعوبين أصلا. ونقلت عن أحد السكان الإسرائيليين قوله "شخصيا أفضل الصواريخ، لأنه بإمكاني اللجوء لمكان يحميني منها، لكن أن يظهر مسلح فلسطيني وسطنا فجأة وهو يحمل بندقية.. لا أدري ما سيحدث".

وأشارت المجلة إلى أن استخدام الأنفاق في الحرب ليست جديدة. وذكرت أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط اختطفه عنصرا من حماس دخل إسرائيل مستخدما نفقا عام 2006.

وقالت إنه خلال أشد أوقات الحرب الأخيرة، أصبحت التهديدات القادمة من باطن الأرض واقعا ملموسا عندما ظهر عشرة من حماس فجأة في حقل قمح قادمين من أحد الأنفاق متنكرين في زي الجنود الإسرائيليين وقتلوا أربعة جنود، واستشهد عناصر القسام الأربعة في تبادل للنيران مع القوات الإسرائيلية.

وأضافت أن رعب الإسرائيليين بالمنطقة الحدودية ازداد هذا العام بعد 29 يناير/كانون الثاني المنصرم حين شيّع الفلسطينيون سبعة من المشاركين في الحفر استشهدوا بسبب انهيار خمسة أنفاق بمياه الأمطار الغزيرة.

وعقب خطبة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس خلال التشييع، التي قال فيها "يستمر الأبطال يوميا في حفر الصخر وبناء الأنفاق شرق غزة، ويعالجون الأحجار في جهة الغرب". ولم تستبعد المجلة أن تكون لإسرائيل يد في انهيار الأنفاق، وليس الأمطار، وفقا لما نقل موقع "الجزيرة نت"

وقالت إن حماس استأنفت حفر الأنفاق فورا عقب نهاية حرب 2014، وأعلنت أنها أكملت تشييد خمسين نفقا آنذاك، أما إسرائيل فقالت إن هذا الرقم مضخّم، وأوضحت أن الهدف من الأنفاق بسيط وهو إما اختطاف مدنيين إسرائيليين لمبادلتهم بفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أو تنفيذ هجمات على الجنود الإسرائيليين وقتلهم.

وأوردت تايم أن إسرائيل اكتشفت 32 نفقا عام 2014 نصفها يخترق إسرائيل، وأن الأخيرة تعتقد بأن حماس شيّدت هذه الأنفاق في أربع سنوات، وقد تم تدميرها جميعا خلال الحرب الأخيرة، لكن في بعض الحالات لم تستطع إسرائيل إلا تدمير مخرج النفق أو مدخله أو وسطه فقط، وأنها تعمل بكل إمكانياتها لوضع تكنولوجيا على طول الحدود لوقف المزيد من التشييد.

وأشار التقرير إلى أن الآليات والمعدات الهندسية الثقيلة كانت تنتشر على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة عندما زار مراسل المجلة المنطقة مؤخرا، وأضافت أنه بينما لم يشأ الجيش الإسرائيلي الكشف عما يجري هناك، قال المتحدث الرسمي باسمه بيتر ليرنر إن للجيش هناك مئة آلية هندسية تنفذ أنشطة متعددة على طول الحدود لكشف الأنفاق.

وأوضح أنه قد أُشيع أن هذه الآليات جزء من نظام دفاع تحت الأرض مماثل لنظام القبة الحديدية الإسرائيلية لحماية الأجواء، مضيفا أن إسرائيل حصلت على 120 مليون دولار من أميركا لتمويل تطوير تكنولوجيا لكشف الأنفاق وتدميرها.

حرره: 
د.ز