داعش يتبع استراتيجية جديدة

داعش

زمن برس، فلسطين: قال باحثون في شؤون الجماعات المتشددة إن تنظيم "داعش بدأ باتباع استراتيجية جديدة، ظهرت مرتان مؤخراً، وهما احتجاز الرهائن في مسرح باتاكلان في باريس واحتجاز  الرهائن يوم أمس في العاصمة المالية باماكو.

وأشار الباحث في شؤون الجماعات المتشددة أحمد بان إنه  بالنظر إلى استراتيجية "داعش" أو المجموعات المرتبطة بها كمجموعة "بوكو حرام" أو أحد التنظيمات المحلية التابعة لها التي نفذت العملية الأخيرة في مالي، فإن تلك المجموعات تهدف إلى البقاء داخل دائرة الضوء كمحور للحدث الإعلامي الأبرز دوليًا، فهذا يوفر لها الظهور بمظهر الجماعة طويلة الذراع التي تستطيع أن تصل إلى أماكن متعددة في العالم.

وتابع أن "العمليات الأخيرة تعكس الضعف الذي يعاني منه التنظيم، الذي دفعه لنقل معركته من خانة بسط هيمنته على الأرض فيما يُعرف بـ(التمكين) إلى خانة (النكاية) بالخروج إلى العدو البعيد، فاحتجاز الرهائن ليس هدفًا في حد ذاته وإنما محاولة لإحداث أكبر قدر ممكن من النكايات".

وأشار إلى أن "الهدف من عمليات احتجاز الرهائن صنع حالة من الرعب مما يجعل الدول تعيد النظر في الالتحاق بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وهذا ما حدث بالفعل؛ فبعض الدول أعلنت صراحة أنها لن تشارك في التحالف مخافة أن تنقل المعركة على أرضها مع التنظيم".

وتأتي العملية الجديدة لاحتجاز الرهائن بعد أسبوع واحد من سلسلة هجمات ضربت العاصمة الفرنسية، وتضمنت احتجاز رهائن في مسرح باتاكلان من دون رفع مطالب، قبل أن تقتحم القوات الفرنسية المسرح بعد ثلاث ساعات من حصاره.

ومن ناحيته اتفق ماهر فرغلي الباحث في شؤون الجماعات المسلحة مع ما ذهب إليه بان ويشير من جهته إلى انتقال "داعش" من حالة التنظيم الإقليمي إلى شبكة مركزية تدير خلايا في الخارج.

وقال فرغلي: "هنا يمكن أن نرصد اختلاف بين طبيعة عمل تنظيم القاعدة كتنظيم لا مركزي وعمل (داعش) كتنظيم مركزي يدير عملياته انطلاقًا مما يواجهه من ضغوط داخل إقليمه، وأعتقد أن هذا الانتقال مقلق جدا وربما مخيف".

وأضاف فرغلي أن "الهدف الرئيسي للتنظيم أو رسالته تتلخص في تحقيق أكبر قدر ممكن من الألم، بإطالة أمد الأزمة عبر احتجاز الرهائن، وهو يدرك أن لا أحد يمكن أن يقبل بالتفاوض مع "الإرهابيين" كما أن التنظيم بات يدرك أنه في حالة حرب كونية وهو يتصرف وفق هذا الإدراك، ويمكن أن نرى هذا جليًا في الرسالة التي وجهها باللغة الفرنسية قبل يومين، وفي تهديده بشن هجمات داخل الولايات المتحدة".

حرره: 
م.م