حماس مضغوطة

حركة حماس

عندما تشعر المنظمة بأن ليس لديها ما تخسره فستستأنف النار نحو إسرائيل

رونين اسحق

«حماس ستواصل القتال ضد الاحتلال وستقف على رأس المقاومة الوطنية الفلسطينية»، هكذا صرح اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، قبل بضعة اشهر، عندما استعرض امام وسائل الإعلام العربية قدرات المنظمة العملياتية. وبالفعل، منذ نهاية الجرف الصامد في آب من العام الماضي ركزت حماس على اصلاح الاضرار التي لحقت بها، رفع المعنويات والدافعية وتحسين الخبرات العملياتية لرجالها. فليس اختطاف الجنود وحده تخطط له حماس في الحرب القادمة، بل وايضا احتلال مواقع للجيش الإسرائيلي، في استخدام الطائرات الصغيرة بدون طيار ووسائل قتالية متطورة واستعداد لتحمل ضربات طويلة ومستمرة من إسرائيل.

صحيح أنه غير واضح متى وفي أي ظروف ستفتح الحرب التالية مع حماس، ولكن الظروف السياسية في الشرق الاوسط تشير إلى أن الامكانية في ان يحصل هذا ستكون أبكر من المتوقع. أولا، مكانة حماس في قطاع غزة منذ الجرف الصامد توجد في هبوط مستمر. فهي ليس فقط لم تنجح في الاشارة إلى انجازات عملياتية ذات مغزى في اثناء الحملة، بل ان مطلبها الاساس ـ اقامة ميناء بحري في القطاع ـ لا يتحقق والامر يمس بمكانتها واعتبارها. ثانيا، علاقاتها المهزوزة مع السلطة الفلسطينية تدحرها جانبا. فحل حكومة الوحدة، اعتقال نشطاء المنظمة في الضفة الغربية وتشديد الضغط عليها من جانب أجهزة الامن الفلسطينية تقوض مكانتها وتمس بها. كما أن اعمار القطاع، الذي يتأخر لان معظم المال الذي وعد به الفلسطينيون (اكثر من 5 مليار دولار) لم يصل بعد، وعليه فان الاف من سكان القطاع لا يزالون بلا سكن دائم، البطالة مستشرية، يأس الفلسطينيين في غزة كبير والضغط على حكم حماس يتعاظم.
ثالثا، المكانة الدولية المهزوزة لإسرائيل من شأنها ان تعطي حماس شرعية للعمل. صحيح أن إسرائيل حققت في نهاية الحملة ردعا عسكريا، ولكن الانتقاد الدولي عليها، سواء في المستوى السياسي، او بسبب الاعمال العسكرية ضد المدنيين، فان من شأن الردع أن يتآكل. وفي مثل هذه الحالة ستفهم حماس بان ليس لإسرائيل اسنادا دوليا، ومن شأنها أن تستغل ذلك لمواجهة اخرى في ظل الافتراض بان الرد سيكون الان منضبطا ومحسوبا.
رابعا، الرغبة في الانتقام. فمع أنه بدا في البداية بان محمد ضيف لاقى حتفه في قصف بيته في نهاية حزيران 2014، يثبت المزيد فالمزيد من الشهادات بانه عاد لنشاط منتظم في حماس. رغبته في تلقي المسؤولية القيادية عن الذراع العسكري واعادة بنائه، ولا سيما رغبته في الانتقام من قوات الجيش الإسرائيلي على قتل زوجته وابنه، من شأنها أن تحفزه وتحفز المنظمة بأسرها لعمل آخر.
وأخيرا العلاقات المتوترة مع مصر. فالدلائل على التعاون القائم بين حماس وتنظيم انصار بيت المقدس الإرهابي، الذي يعمل في شمال شبه جزيرة سيناء ضد الجيش المصري، قد يدفع الجيش المصري لان يتخذ اعمالا ضد رجال حماس وتقييد حكمهم لدرجة المس الحقيقي بالسكان الفلسطينيين في القطاع. في هذه الظروف، التي تفهم فيها حماس بان ليس لديها ما تخسره في ضوء الضغط من جانب إسرائيل، السلطة الفلسطينية ومصر، من شأنها ان تستأنف النار نحو إسرائيل كي تحظى برأي عام عاطف من جانب الفلسطينيين والعرب بشكل عام من جهة، والعمل على وقف الضغط من جانب مصر والسلطة من جهة اخرى.

إسرائيل اليوم 

رونين اسحق

حرره: 
م.م