شباب غزة يبادرون بقوة لسد حاجة العائلات الفقيرة

مبادرون من غزة

خاص زمن برس / سعيد قديح

زمن برس، فلسطين: حينما شعرتْ يارا، بنت العشرين عامًا، بحاجة كثير من العائلات في أروقة حي الدرج والتفاح بمدينة غزة لمستلزمات الحياة الأساسية مع قدوم شهر رمضان، قررت برفقة صديقتها التي تشاركها نفس العمر اطلاق مبادرةٍ حملت اسم #في_السراء_والضراء لمساعدة هذه العائلات ومد يد العون لها.

تقول سارة:" حل رمضان على كثير من العائلات التي لا مصدر رزق ثابت لها، أو الذين دمرت اسرائيل بيوتهم ولا يتوفر معهم ايجارات بيوتهم الحالية، ونهدف في مبادرتنا هذه لتقديم مساعدات غذائية وماديةٍ لهذه العوائل لتمكينهم على تدبير أمورهم خلال الشهر الفضيل".

وتستحضر الشابة مبادرة سابقة أطلقتها في رمضان الماضي وبعد الحرب الاسرائيلية مباشرةً لدعم الأسر التي تضررت بشكلٍ كبير من الغارات والقذائف التي انهالت على بيوتهم، مؤكدةً على أهمية دور الشباب ككل في الوقوف لجانب المحتاجين والعائلات المتعففة في السراء والضراء، وشاكرةً  " كل الأيادي الممدودة للتبرع والمساهمة في مبادرتها".

وغير بعيد، ينشط محمد قديح ( 25 عامًا ) في قرى شرق خان يونس وتحديدًا بلدة خزاعة التي تضررت بشكلٍ كبيرٍ في الحرب الأخيرة، إذ أطلق مبادرةٍ بعنوان الأيدي الرحيمة، تستهدف توزيع مواد تموينية، ولحوم، وخضروات، ومستلزمات أساسية على العوائل الفقيرة التي تعيش وضعًا تحت الصفر في هذه المناطق.

ويقول قديح وهو خريج قسم الصحافة من جامعة الأقصى:" تمكنا بفضل الله أولًا ثم بفضل أهل الخير من داخل وخارج فلسطين من مساعدة ما يزيد عن 200 أسرة وتزويدهم بمستلزمات أساسية وسلات غذائية كاملة، بالإضافة لمراوح كهربائية، وثلاجات".

ويتابع:" مستمرون في حملتنا هذه طيلة شهر رمضان، وآمل من الشباب أن يحرّكوا هممهم ويقفوا بجانب أبناء شعبهم في أفراحهم وأحزانهم، فهناك كثير من العائلات بيننا، لا ندري كلنا بمحنتهم، نسعى لسد حاجتها مع الوقت أكثر".

وبالعودة إلى مدينة غزة، وجد شبان وشابات ضمن مجموعة أطلقوا عليها اسم " حياة " من جدران المخيمات هدفًا لتلوينها وخلق وجه جديد للمخيم في نفوس سكانه. وأطلقوا مبادرة لتلوين جدران مخيم الشاطئ.

اياد الكثري ( 21 عامًا ) هو أحد المشاركين في المجموعة، يضيف:"لا يوجد لنا تمويل، كل ما نبذله هو نتيجة جهد شخصي من أعضاء المجموعة، نهدف من خلاله إلى رسم البسمة والبهجة في نفوس سكان القطاع، فقد جاء رمضان، وهدفنا الأساسي من مبادرة التلوين قبل وخلال الشهر الفضيل هو رسم وجه للمخيمات يُلهم الناس ويطرد من نفوسهم اليأس، ويشجعهم للاستمرار في حياتهم".

ويتابع:" رسالتنا لكل الشباب أن يتحدوا ضد الصعاب وفي وقت الأزمات، كل شخص بداخله شيء يجب أن يستغله في فعل الخير، فالعمل التطوعي مشروع رائع للشباب، يلهمهم ويصنع في نفوسهم التحفيز والفائدة الكبيرة".

وتأتي هذه الجهود ضمن مبادرات كثيرة أطلقها الشباب في غزة، للتخفيف من عبء الحياة الصعب على سكان القطاع، وتحديدًا بعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة التي خلّفت آلاف  الشهداء والجرحى والبيوت المدمرة والأرامل والأيتام، بالإضافة لقطع مصادر رزق الكثير من عوائل القطاع، لتعيش في فقر مدقع.

 

حرره: 
م.م