هيئة الأسرى: الاحتلال اعتقل نحو 850 ألف مواطن منذ 1967

زمن برس، فلسطين: كشف رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة عبد الناصر فروانة، أن الاحتلال قد اعتقل منذ حزيران/يونيو عام 1967 وحتى العام الحالي نحو (850) ألف مواطن. يشكلون أكثر من (20%) من مجموع المواطنين المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتُعتبر نسبة الاعتقالات هذه هي الأكبر في العالم.
جاء ذلك في تقرير أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين في ذكرى الـ48 للنكسة.
وأعرب فروانة عن بالغ قلقه من خطورة الأرقام، واستمرار الاعتقالات التعسفية اليومية وما يصاحبها ويرافقها من انتهاكات جسيمة، وتأثيراتها الآنية والمستقبلية على الفرد والأسرة. إذ أصبحت الوسيلة الأكثر قمعاً وخرابا للمجتمع.
وقال فروانة في تقريره "لقد غالت اسرائيل في انتهاجها لسياسة الاعتقال، وشكلت تلك الاعتقالات جزءاً أساسياً من سياستها في تعامله مع الفلسطينيين، وأضحت ظاهرة يومية مقلقة، وتؤرق الكل، حيث لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويسجل فيه أكثر من (10) حالات اعتقال.
وتابع أن الاحتلال لا يراعي فرقاً بين الرجال والنساء، أوبين راشد و قاصر، وبين معافى أو مريض، وإنما طالت كافة فئات وشرائح الشعب.
أضاف أن الأخطر وجود هذا التلازم القاسي، بين الاعتقالات والتعذيب، بحيث يمكن القول بأن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، قد تعرضوا إلى واحد من أحد أشكال التعذيب النفسي أو الجسدي، مما يعني أن (100%) ممن اعتقلوا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال وصنوف التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة اللاإنسانية والمهينة والحاطة بالكرامة، واحتجزوا جميعا في أماكن لا تليق بالحياة الآدمية.
وبيّن أن (206) أسيرا استشهدوا بعد الاعتقال منذ العام 1967،. ومن هؤلاء الشهداء (71 معتقلاً) استشهدوا نتيجة التعذيب، و(54 معتقلاً) نتيجة الإهمال الطبي، و(74 معتقلاً) نتيجة القتل المتعمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال، و(7) أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون. هذا بالإضافة الى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم بفترات وجيزة نتيجة أمراض ورثوها من السجون أمثال هايل أبو زيد، مراد أبو ساكوت، فايز زيدات، اشرف أبو ذريع وزكريا عيسى وسيطان الولي وزهير لبادة وحسن الترابي وجعفر عوض وغيرهم. إذ تعمد سلطات الاحتلال على اطلاق سراحهم بعد تدهور حالتهم الصحية لدرجة ميؤوس منها، ليتوفوا خارج السجون في محاولة منها للتنصل من مسؤولياتها. كما حصل مؤخرا مع الشهيد الأسير المحرر جعفر عوض من بلدة بيت أمر في الخليل.
وذكر تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه ومعتقلاته أكثر من (6000) أسير فلسطيني، موزعين على نحو (22) سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، بينهم قرابة (200) طفل، و(25) أسيرة أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني المعتقلية منذ نيسان/أبريل 2002، و(480) معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة، منهم المعتقل خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 32 يوما، و(12) نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وما يزيد عن (1600) أسير يعانون من أمراض مختلفة، و(30) أسيرا معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، واقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ كانون الثاني/يناير عام 1983.