حواجز التفتيش بغزة.."أمنيّة" ولكن!

حواجز حماس

سناء كمال
(خاص) زمن برس، فلسطين:
أكثر من خمسة عشر حاجزاً أمنياً تنصبه وزارة الداخلية لحكومة حماس السابقة على طول طريق صلاح الدين الواصل بين مدن ومحافظات قطاع غزة، في مسافة لا تزيد عن 30 كم، حيث ًتزداد هذه الحواجز وبشكل واضح وملفت للانتباه في ساعات المساء،  والساعات المتأخرة في الليل.

داخلية غزة تؤكد أن هذه الحواجز من أجل بسط السيطرة الأمنية وبعث الطمأنينة في قلوب المواطنين خاصة بعد التفجيرات الأخيرة في قطاع غزة، وتداول شائعات قوية بأن أنصار  "تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" "ينوون تنفيذ المزيد من التفجيرات إذا لم يتم الافراج عن معتقليهم لدى جهاز الأمن الداخلي" كما يزعم بيان صدر مؤخرا باسمهم.

ولا تمر سيارة مواطن دون تفتيش من قبل رجال الأمن المتواجدين على الحواجز الأمنية، غير أن أصعب السيارات مروراً تلك التي يقودها شبان بمفردهم. وبعد رصد زمن برس لآراء عدد كبير من المواطنين فقد أبدوا استياءهم من ما وصفوها بعمليات "التحقيق الميدانية" التي تتم معهم قد تتطور الأمور إلى مشادات كلامية، على حد قولهم.

ويقول المواطن مصطفى إسماعيل (50 عاما) لزمن برس :" تعرضت لأسوء طريقة استفزاز من قبل رجال الأمن المتواجدين على الحواجز العسكرية، يسألون أين كنت وإلى أين أذهب وما سبب تأخري، ويفتشون السيارة بطريقة أشبه ببحثهم عن مخدرات أو ممنوعات ويطلبون الهوية ويسجلون بياناتي".

وبعد مشادة كلامية طويلة تم السماح له بالعبور، كما يشرح لزمن برس، وهو ذات الحال بالنسبة لطابور السيارات الذي يتبعه وينتظرون دورهم بالتفتيش.

ويأتي تذمر إسماعيل من كثرة الحواجز العسكرية على ذات الطريق حيث أنه تعرض للتفتيش أكثر من خمس مرات على طريق صلاح الدين ما بين خانيونس ورفح فقط، ناهيك عن الحواجز المنصوبة في مدينة غزة.

ولم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لناصر العمصي من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث أنه تعرض لخمس عمليات تفتيش أثناء عودته من خانيونس إلى النصيرات حيث يعيش، ويقول لزمن برس:" لا أشكك بمدى جدية رجال الشرطة لكن ما يزعج هو أسلوبهم المستفز وعدم تفهمهم تأخرنا في الليل، وكأننا أجرمنا بعودتنا آخر الليل إلى منازلنا".

وتزامن ازدياد الحواجز العسكرية مع التفجيرات الأخيرة التي حدثت في قطاع غزة، وكانت تليها بيانات تزعم أنها تابعة لأنصار الدولة الإسلامية، وتهدد حماس بالتصعيد في حال لم تفرج عن أنصارها، وكذلك الحال تم العثور على سيارة مفخخة في سوق الشجاعية من قبل الأمن الداخلي بغزة.

وترددت أنباء بأن القسام يشارك في التفتيش على الحواجز لكن الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي نفى لزمن برس صحة هذه الأنباء ويقول:" الحواجز الأمنية تأتي ضمن الدور الوظيفي الذي تقوم به الشرطة الفلسطينية من أجل حماية المواطنين، ويحتاج الأمر إلى نشر بعض القوات ضمن حواجز عسكرية يزداد تواجدها في ساعات المساء".

وبرر البطنيجي التواجد المكثف للحواجز العسكرية في الآونة الأخيرة لعدة أسباب ويشرح:" السبب الأول القبض على المطلوبين للحكومة سواء كانوا تجار مخدرات أو أي مطلوب للجهات الحكومية، والثاني تخويف كل من تسول له نفسه اللعب بأمن المواطنين وإرعابهم، والسبب الثالث والرئيسي هو بعث الطمأنينة في قلوب المواطنين ومنحهم الأمن والأمان على ممتلكاتهم وحياتهم".

وشدد البطنيجي أنه تم القبض على تجار مخدرات ومطلوبين فعلاً للحكومة من خلال الحواجز المنصوبة، واستدراك عدد من الجرائم قبل وقوعها.

ولم ينكر البطنيجي أن هذا الامر مزعج نوعاً ما، خاصة للمواطنين المعتادبن على السهر ليلاً خارج مناطق سكناهم، لكنه استدرك قوله :" أغلبية الناس يشعرون بالأمن والأمان على أرواحهم وممتلكاتهم في ظل انتشار الشرطة في كل مكان".

ونفى البطنيجي أن يكون تواجد الشرطة بكثافة مرتبط بوجود عناصر متطرفة بغزة، وتعمل على تفجير بعض القنابل التي يزرعونها هنا أو هناك، مشددا على أنه لا وجود لداعش في غزة كتنظيم، وانما هي فئات تتواصل عبر الانترنت مع جهات خارجية ليس لها تأثير على القطاع، على حد قوله.

ويقول:" حربنا ليست مع داعش التي لا وجود لها في القطاع وانما مع كل من تسول له نفسه بمس أمن المواطنين"، منوهاً في الوقت ذاته إلى امكانية تخفيف الضغط على بعض المواطنين على الحواجز.

وبالعودة إلى مشاركة القسام في التفتيش على الحواجز العسكرية، فقد أكدت مصادر مطلعة لزمن برس بأن عناصر القسام شاركوا بمساندة الأجهزة الأمنية في القبض على بعض المتورطين بتفجيرات في غزة.

حرره: 
م.م