عودة المبادرة السعودية

اخبار فلسطين

قد تكون المدخل للولايات المتحدة لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات

شلومو شمير

الولايات المتحدة كفيلة بان تبادر إلى ان تطرح على البحث من جديد خطة السلام السعودية لحل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. هكذا تقدر محافل دبلوماسية رفيعة المستوى في نيويورك. الولايات المتحدة، هكذا حسب هذه المحفل، لن تفعل ذلك بشكل مباشر بل «ستحرص» على أن تتخذ دولة غربية الخطوة.

وتشرح محافل على علاقات عمل وثيقة مع الوفد الامريكي في الامم المتحدة بانه بالتوازي مع التصريحات الفظة، التي تنزل مؤخرا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جانب البيت الابيض، يفكر كبار المسؤولين في الادارة بمبادرات وخطوات تتخذ فور قيام حكومة جديدة في اسرائيل، وذلك بهدف استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين.
وفي حديث لغير الاقتباس، قدر سفير اوروبي كبير وقديم في نيويورك بانه على خلفية الدوامة التي تعصف اليوم في الشرق الاوسط وتورط الدول العربية في الحرب في اليمن، فان الولايات المتحدة برأيه ستطرح المبادرة السعودية للبحث في محفل دولي ما او من خلال التوجه إلى اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
هذا لا يعني ان الولايات المتحدة تؤيد بنود الخطة السعودية وتوافق على الاهداف السياسية التي ترد فيها. ولكن مثل هذه الخطوة ستخدم الآن واشنطن من ناحيتين: الأولى، ستصالح السعودية وتعزز مكانتها ومكانة دول الخليج المعتدلة، التي تخشى الاتفاق النووي المتبلور مع إيران وتطلعاتها للسيطرة على المنطقة. ثانيا، خطوة كهذه ستكون رسالة إلى الحكومة الجديدة التي ستقوم في اسرائيل، بان ليس لديها كثيرا من الوقت للتلبث إلى ان تقرر بشأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
لقد سبق لخطة السلام السعودية أن طرحت لاول مرة في قمة قادة الدول العربية التي انعقدت في بيروت في 2002. الخطة، التي عرفت لاحقا بالمبادرة السعودية، بحثت مرة اخرى في اجتماع الزعماء العرب الذي عقد في الرياض في 2007. وتتضمن الخطة انسحابا اسرائيليا من المناطق بما في ذلك شرقي القدس واقامة دولة فلسطينية. وذلك، مقابل اعتراف الدول العربية باسرائيل واقامة علاقات كاملة معها. وفي حينه ردت اسرائيل المبادرة السعودية ردا باتا، ولا سيما بسبب البند الذي يطالب «بحل عادل للاجئين» ويؤيد عمليا حق العودة إلى الفلسطينيين. وبمقابل اسرائيل، اعرب رئيس السلطة ابو مازن في حينه عن تأييد تام للخطة السعودية.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فانها رسميا «تتجاهل» المبادرة السعودية، لذات السبب الذي ترفض فيه محاولات التدخل من جانب زميلاتها الاوروبيات، ومن جانب مجلس الامن في مساعي الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين، وهو المجال الذي تراه الادارة الامريكية حصريا لها.
ولكن التقدير في نيويورك الان هو أنه مع قيام حكومة جديدة في اسرائيل، وردا على مشروع القرار لتحقيق حل سياسي للنزاع تخطط فرنسا للمبادرة له في مجلس الامن، تتعاطى الولايات المتحدة مع المبادرة السعودية كرافعة مؤقتة تهز الطرفين وتشجع القدس على تفكير آخر في مبادرة السلام.
ومع ذلك، يبدو أن للتوجه إلى المبادرة السعودية لن يكون تأثير على سياسة الولايات المتحدة في مجلس الامن. فالدبلوماسيون في نيويورك يتعاطون باستخفاف مع التقارير التي تنشر مؤخرا في أن البيت الابيض يفكر بالتنازل عن استخدام الفيتو في التصويت في مجلس الامن في المواضيع المتعلقة بالنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطين. ومن حديث مع هذه المحافل يتبين أنه يوجد اجماع، شبه تام، على أن الولايات المتحدة ستواصل سياستها التقليدية، احباط المبادرات ومنع الخطوات التي تطرح في مجلس الامن في موضوع المسيرة السلمية. فهناك كابحان يمنعان تغيير هذه السياسة. أولا، في الامم المتحدة توجد علاقات عمل ممتازة ويوجد تعاون وثيق بين السفير الاسرائيلي رون بروشاور وبين السفيرة الامريكية سمانتا باور. السفيرة، التي هي تعيين من الرئيس براك اوباما، هي عاطفة متحمسة لاسرائيل وتبدي يقظة خاصة واستعدادا للاحباط المسبق لكل محاولة للمس باسرائيل في الامم المتحدة. وتتبع باور التعليمات من البيت الابيض، ولكنها تعتبر مقربة جدا من الرئيس وتعد من القليلين الذين يستمع اليهم الرئيس ويراعي اراءهم.
وبالتوازي فان قناة الحوار بين مستشارة الامن القومي للرئيس، سوزان رايس، ومستشار الامن القومي في مكتب رئيس الوزراء يوسي كوهين، تعمل بنجاعة.
يسود بين الاثنين علاقات ثقة وتعاون وثيق بينهما. رايس وكوهين يتحدثان في احيان قريبة ويتبادلان الرأي بروح عاطفة. وتعد رايس من الدائرة الداخلية الحميمة حول اوباما كما أنها صديقة باور. وبتقدير هذه المحافل في نيويورك فان التعاون الوثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة في هاتين القناتين هو ضمانة لتواصل الدعم الامريكي لاسرائيل في الامم المتحدة والاسرة الدولية.

معاريف 30/3/2015

شلومو شمير

حرره: 
م.م