كتلة تمنع الانهيار

الانهيار

كل جولة انتخابية هي مصيرية في دولة اليهود. ما الجديد في هذا؟ موشيه ديان تحدث عن الإرهاب في غزة، من الاضطهاد وعدم المساواة حذر مناحيم بيغن، خامنئي ليس مخيفا أكثر من ناصر، داعش ليس وحشيا أكثر من قوات البعث، هؤلاء معتادون على اليو تيوب واولئك يفضلون الذبح سراً.
وماذا عن الوضع الاقتصادي؟ لم يوزعوا في أي مرة عندنا سانديشات بالمجان على الجمهور. مع ذلك وخلافا للشعور بأنه لا يوجد جديد تحت الشمس، فان هذه الانتخابات تختلف تماما عن كل ما عرفناه حتى اليوم لسببين. الاول، لأنها المرة الاولى في تاريخ الدولة التي يكون فيها واحدا من الحزبين الكبيرين هو حزب لا تتوافق الفكرة الصهيونية مع جزء كبير من قيادته.
السبب الثاني الذي يميز هذه الانتخابات هو أن هذه هي المرة الاولى التي يكون فيها الحزب الثالث في حجمه كما يبدو حزبا عربيا والذي يرى بنفسه «فلسطيني» ويرفض إدانة «النضال الشعبي» ضد اسرائيل. بكلمات اخرى اذا انتصر المعسكر «الصهيوني» في الانتخابات وذهب إلى حكومة وحدة، لاسباب واقعية، فسيكون عندنا رئيس حكومة يعتقد أن «دولة يهودية هي مفهوم مضلل»، ورئيس معارضة، أيمن عودة، يعمل من اجل رفض التجنيد للجيش.
هذه هي الوصفة المؤكدة لبداية النهاية.
مهم التوضيح: أنا على يقين أن بوجي هرتسوغ لم يعتقد أن يوسي يونا («النكبة هي مثل الكارثة») سينضم بسهولة إلى القائمة، في الوقت الذي سينضم فيه ايضا زهير بهلول الذي يقول («أنا لست صهيونيا بل عربيا»)، ويشعر كلاهما أنهما في البيت مع ستاف شبير التي تقول («هتكفاه هو نشيد عنصري»).
لكن التاريخ لم يُكتب بتاتا حسب النوايا، بل حسب النتائج. من المستغرب أنهم سموا أنفسهم «المعسكر الصهيوني»؟. الشخص دائما يصرخ بما ينقصه، قال ذات مرة مئير اريئيل الذي نقش قوله هذا على الصخور. باختصار، لم يكن لدينا في دولة اليهود جولة كهذه. السؤال هو ماذا يمكننا أن نفعل ازاء ذلك. اذا نظرنا إلى نسبة التصويت في الضواحي في 2013، حيث هناك الدولة اليهودية ليست مفهوما فارغا بل قيمة، فسنفهم بأن الناس قد تنازلوا مسبقا عن الأمل بحياة مستقلة على نمط الحلم القديم لنا منذ ألفي سنة.
الضرر الذي يمكن أن تسببه حكومة ينقصها الايمان بعدالة طريقها مع معارضة يسارية متطرفة أكثر من اليسار، هو ضرر عظيم. يمكن أن يستغرق البناء ستين عاما لكن يمكن الهدم في ولاية انتخابية. يكفي منح الجنسية لبضعة آلاف من المتسللين، والتخفيف من لم شمل العائلات العربية، والاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب مع بعض التعديلات البسيطة في قانون العودة ـ بعد هذا نصبح فوق السحاب، وسنشتاق للايام التي كان فيها «الميلكي» باهظ الثمن.
الامر يتعلق بنسبة التصويت. الموضوع الحقيقي لهذه الانتخابات هو الدولة اليهودية، مستقبل ووجود اسرائيل كدولة صهيونية. وكل ما تبقى هو تمويه. ليس عبثا أنهم ينفقون هنا ملايين الدولارات على المنظمات التي هدفها «التغيير»، حيث أن ما يهمها هو ماذا سيكون غدا. هم ايضا لا يرون مستقبلا آمنا لهذا الوطن.
اذا لم نذهب جميعنا للتصويت، كل الذين يؤمنون حقا بعدالة الدولة اليهودية، فاننا بهذا نفتح الطريق لبداية النهاية، لأن من سيصوتون لا يؤمنون بالفكرة. هذا أمر لا نستطيع نحن الصهيونيين الحقيقيين أن نقبله بأي شكل من الاشكال. في هذه الانتخابات علينا الذهاب إلى التصويت، فهذا هو الوقت لننادي «الصهيونيين في الخارج».

معاريف 

متان بيلغ